يخفي أمراضا فيروسية وهرمونية

البروفيسور عباسي شدد على ضرورة تشخيص أسباب ظهوره وتشريح ״الحبة״ بعد نزعها شدد البروفيسور عبد الله العباسي، اختصاصي في الجراحة التجميلية والتقويمية على ضرورة تشخيص أسباب ظهور التآليل، أو ما يصطلح عليه عند عموم المغاربة ب»التولال»، قبل الشروع في علاجه، مبرزا أن التشخيص يحدد نوع التولال، وما إن كان يظهر عرضا لأمراض قال البروفسور إنها قد تكون فيروسية أو هرمونية أو وراثية، مشيرا إلى أن الأخيرة يمكن أن تكون الأخطر، وقد تدل على وجود سرطان. تفاصيل أكثر في الحوار التالي عن أسباب الإصابة وأنواع التآليل، وطريقة علاجها، وعن علامات هي مؤشرات خطر تستدعي اللجوء إلى الجراحة فورا: < ما المقصود ب التآليل أو «التولال»؟ < يجب التمييز أولا بين نوعين من «التولال»، الأول، يكون مرتبطا بالجلد يمكن أن نطلق عليه اسم «التولال السطحي»، وآخر مستقل، أي لا يوجد ما يربطه بالجلد. من جهة أخرى يجب التمييز بين شكلين أو مظهرين للتآليل، فعموما نجد إما الشخص يعاني ظهور العديد من حبات «التولال» في مناطق متفرقة من جسده، تفوق خمس، أو شخصا يعاني ظهور حبة «تولال» واحدة. هذان المظهران، يدلان على أن "التولال" ليس متماثلا لدى الجميع، ففي الحالة الأولى، يكون مجرد عرض يدل على إصابة الشخص بمرض ما، غالبا ما يكون مرضا فيروسيا. وبالتالي هنا التشخيص لا يهم حبة «التولال»، كحبة أو نتوء جلدي، بل يتعين إجراء تشخيص شامل، لتحديد طبيعة المرض المؤدي إلى ظهور هذا التؤلول ، ومن تم تحديد طبيعة العلاج المتبع، الذي ليس هو بالتأكيد العلاج المتبع في حالة ظهور حبة واحدة، ذلك أن المشكل في هذه الحالة محلي وموضعي، ما يفرض بالتالي تشخيصا وعلاجا موضعيا. < ماذا عن الأمراض التي يمكن أن تكون التآليل من أعراضها، هل يمكن تحديدها؟ < كما قلت هي في الغالب أمراض فيروسية، أي ناتجة عن الإصابة بنوع من الفيروسات، تؤدي إلى تكاثر الخلايا المحلية وتتوالد بشكل عشوائي، فينجم عنها ظهور «التولال» بشكل عشوائي أيضا. فضلا عن ذلك، يمكن أن يكون ظهوره بهذا الشكل بسبب أمراض هرمونية، أو اختلال في الهرمونات، وأحيانا أمراض وراثية تسبب ظهوره في كافة أعضاء الجسد، ويعد هذا النوع الأكثر خطورة، لأنه يؤدي إلى ظهور السرطان. وهناك بعض الحالات غير معروفة الأسباب يظهر خلالها التؤلول لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تختفي، لم تتوصل الأبحاث العلمية إلى تحديد السبب فيها. المشكل هو أن المريض يطالب الطبيب باستئصال التؤلول دون الوقوف عن أسبابه، ولا يولي أهمية لتشخيص هذه الأسباب التي قد تأخذ وقتا طويلا قبل التوصل إلى طبيعتها، ذلك أن العلاج لا يمكن أن يكون فعالا دون تشخيص ملائم. < قبل الخوض في مرحلة العلاج، كيف يمكن تحديد أنواع «التولال»، خارج أعدادها أو ما إن كانت تظهر منفردة أو على شكل حبات كثيرة؟ < التشريح الطبي لتلك الحبة بعد إزالتها، وحده الكفيل بتحديد نوع «التولال»، علما أنه توجد مئات الأنواع من "التولال". فعندما تكون تلكة الحبة "pédiculée" فهي تكون مرتبطة بالجلد بعرقين دمويين أزرق وأحمر، وتكون "لحمة"، واجهتها غير ملساء، أما النتوءات التي تظهر على الجلد، عبارة عن كريات صغيرة ملساء من البشرة أو الجلد، فالأمر لا يتعلق هنا ب"التولال"، بل هي نتوءات خاضعة لنظام آخر يمكن أن يظهر مع الشخص منذ الولادة، أو يظهر لاحقا. أما التآليل، فهي خلايا جلدية، تتولد بطريقة عشوائية. < هل يمكن أن تظهر التآليل في جميع مناطق أو أعضاء الجسم؟ < عادة ما تظهر في الأطراف، في القدمين أو أصابع اليدين، وقد تظهر في الوجه والصدر، ويدل في الغالب على سبب هرموني أدى إلى ظهورها، أما تلك التي تظهر في الجهاز التناسلي للمرأة أو الرجل، ف99 في المائة منها، أسبابها فيروسية، إلى حين إثبات العكس، الذي يبقى نادرا. < ماذا عن العلاج؟ < حتى يكون العلاج ناجحا، وفعالا، أول ما يجب القيام به هو التشخيص، الذي يحدد سبب ظهور التآليل، فإذا كان الأمر يتعلق بمرض فيروسي، وجبت معالجته أولا، في هذه الحالة هناك أنواع من "التولال" تختفي بمجرد علاجها، فيما هناك أنواع أخرى، تحتاج إلى علاج بعدي، أي أنه يتوقف عن النمو. في هذه الحالة، يخضع علاجه إلى النظام ذاته المستعمل في علاج «التولال المستقل". فإذا كان حجمه كبيرا، فهو يحتاج إلى الجراحة، لإزالته، حسب شكله وطبيعة سطحه، بعض الأنواع يتم علاجها بالحرق أو الكي، أو باستعمال مادة نترات الفضة، كما يمكن اللجوء إلى استعمال تقنية الليزر، التي يتم اللجوء إليها بشكل متنام، بسبب الخصائص التجميلية أساسا وفعاليتها. < هل هناك حالات تستدعي الجراحة؟ < في حالة الجراحة، قد يحتاج الطبيب إلى إزالة التآليل ومحيطه بحوالي سنتمتر من قاعدتها، سيما عندما يتعلق الامر ب"التولال المشكوك"، أي أنه يشمل إحدى علامات الخطر التي قد تدل على وجود ورم سرطاني، من قبيل كبر حجم الحبة، أو تغير سطحها من أملس، إلى سطح به نتوءات بما يشبه الأشواك، أو رؤوس دقيقة، فضلا عن وجود إفرازات مائية أو دموية أو قيح. في هذه الحالة يجب نزع التؤلول فورا هو ومحيطه، وإرساله في الحال قصد التشريح، لمعرفة الطريقة السليمة للعلاج، علما أن التشريح يجب أن يتم في حالة نزع أي نوع من أنواع التولال، لتحديد طريقة العلاج بدقة، سيما إذا ما تعلق الأمر بإصابة بالسرطان. أجرت الحوار: هجر المغلي

يخفي أمراضا فيروسية وهرمونية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفلاحون الصغار يتعبؤون دفاعا عن مطالبهم

موسـم الحـج... "زيـرو" مشاكـل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات