موسـم الحـج… “زيـرو” مشاكـل

السلطات السعودية وجهت أزيد من 157 ألف شخص لخدمة الحجاج و135 مكتب توعية وإرشاد لمواكبتهم لطالما ارتبط الحج في مخيال المغاربة برحلة محفوفة بالمغامرة والإثارة، استمدت جاذبيتها من حكي الأجداد وكتابات مؤرخين، حين كان السعي إلى أداء المناسك يستغرق أشهرا وسنوات، على البر والبحر، قبل التحول إلى الطائرات والرحلات "في آي بي"، التي أعطت لهذا الواجب الديني أبعادا أخرى، أسست لـ"بيزنس" ضخم للسياحة الدينية، واكبته المملكة العربية السعودية بتحديثات واسعة في المزارات المقدسة، والبنيات التحتية الخاصة بالاستقبال من نقل وإقامة وطعامة، ما ظهر من خلال التنظيم المحكم لموسم الحج الماضي، الذي وصفه بعض الحجاج المغاربة بموسم "زيرو" مشاكل. حوالي 35 ألف حاج مغربي أدوا المناسك خلال موسم الحج الماضي، بعد عودة حصة الحجاج المغاربة إلى مستواها الطبيعي، إذ تم تقليصها قبل ذلك، بسبب الإصلاحات الكبيرة التي أنجزت في الحرم المكي والفضاءات المحيطة به، بما سمح بتسهيل ظروف الحج، لتبصم السلطات السعودية على تنظيم استثنائي للموسم الماضي، ظهر من خلال مجموعة الأرقام التي أوردتها الهيأة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية. وبلغة الأرقام بلغ عدد الحجاج خلال الموسم الماضي، مليونين و352 ألفا و122 حاجا، فيما بلغ حجم القوى العاملة الموجهة إلى خدمتهم 157 ألفا و538 شخصا، تمثل النساء ما مجموعه 11 ألفا و228 منهم، فيما خصصت السلطات السعودية لإنجاح الموسم منصة ضخمة من الخدمات الصحية، همت 17 مستشفى و135 مركزا صحيا، وكذا 550 فريق إسعاف، موازاة مع دعم لوجستي قوامه 888 سيارة و65 دراجة نارية وأزيد من ألفي جهاز لاسلكي. تدابير صحية تنوعت الخدمات الطبية التي استفاد منها الحجاج، بين عمليات قلب مفتوح وقسطرة قلبية، وكذا ولادات وجراحات بالمناظير، دون استثناء الخدمات الأساسية الخاصة باستقبال المرضى والمراجعين للعيادات، إلى جانب المراجعين للحالات المرضية الطارئة، والتكفل بحالات الإصابات والوفاة، إذ حرصت السلطات السعودية في هذا الشأن، على تسهيل الولوج إلى هذه الخدمات، التي وصل عددها إلى 123 خدمة، بالاستعانة بما مجموعه 135 مكتب توعية وإرشاد. وسجل موسم الحج الماضي تراجعا مهما في نسب الأمراض وانتشار الأوبئة، رغم التهديدات التي كثر الحديث حينها، عن انتقال محتمل لعدوى "الكوليرا" من اليمن، علما أن الحجاج المغاربة، ملتزمون بالحصول على التلقيحات اللازمة قبل السفر إلى الديار المقدسة، فيما عممت السلطات السعودية عبر مكاتب الإرشاد والتوعية مجموعة من المناشير حول الاحتياطات الصحية المفترض التقيد بها خلال الحج. ويتعلق الأمر هنا، بالحفاظ على النظافة الشخصية والاغتسال، والمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى، التي تستخدم لغسيل اليدين، خصوصا بعد السعال أو العطس، إلى جانب استخدام المنديل عند "السعال أو العطاس" في تغطية الفم والأنف به، ثم التخلص منه في سلة النفايات، وفي حال لم تتوافر المناديل، يمكن استخدام أعلى الذراع وليس اليدين، ناهيك عن استعمال الكمامة، تحديدا في الأماكن المزدحمة، واستبدالها من فترة لأخرى. الحرائق والازدحام السلطات السعودية خلال موسم الحج الماضي، تمكنت من الحؤول دون تكرار حوادث الحرائق والازدحام، التي عصفت بأرواح حجاج خلال مواسم سابقة، ما كشف عن نجاعة لجان المراقبة والتوعية والتحسيس، التي كانت تواكب الحجاج خلال مختلف محطات أداء المناسك، وألزمتهم بالتقيد بمجموعة من الإرشادات الخاصة بالتعامل مع حالات الازدحام، من خلال التشديد على تجنب الأماكن المزدحمة بالحجاج، لغاية تجنب الدهس بسبب زيادة عدد الحجاج في وقت واحد، وتفادي الإصابة بضربات الشمس، والوقاية من التسمم والاختناق، الناتجين عن تنامي نسبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات خلال الازدحام، الذي يؤدي أيضا، إلى إعاقة حركة مركبات الإسعاف، بما يتعذر معه حمل المصابين ونقلهم إلى المستشفيات أو المراكز الصحية. وبخصوص الحرائق، تم التنبيه من قبل المراقبين على الحجاج في الفنادق والمخيمات، بضرورة تجنب استخدام أسطوانات الغاز بمختلف أنواعها وأحجامها بالمشاعر المقدسة، باعتباره إجراء وقائيا للقضاء على أحد الأسباب المهمه والمباشرة في نشوب الحرائق، وتحقيقا لمبدأ السلامة، في حين تم توفير بدائل أخرى أقل خطورة، مثل الفحم والحطب و"الكيروزين" لاستخدامها في عمليات الطهو داخل المخيمات، إضافة إلى تسهيل الحصول على الوجبات الخفيفة اليومية، التي تعد من قبل المحلات التجارية بطرق ووسائل آمنة، وما تقدمه مؤسسات الطوافة من وجبات مطبوخة خارج المشاعر المقدسة، لغاية درء المخاطر الكامنة في استخدام الغاز عند الطبخ، خصوصا في ظل عدم توفر تجهيزات خاصة بمواجهة الحرائق، إذ أظهرت التجارب السابقة، صعوبة مواجهة الحريق في الأماكن المأهولة والمكتظة. أزيد من 21 ألف فحص كشفت حصيلة عملية الحج خلال الموسم الماضي، استقرار الحالة الصحية للحجاج المغاربة، إذ لم تسجل أي حالات وبائية أو أمراض معدية في صفوفهم، فيما استفادوا طيلة مراحل الحج من 21 ألفا و227 فحصا طبيا. وفي هذا الإطار، أجرت البعثة الطبية المدنية 15 ألفا و818 فحصا طبيا لفائدة الحجاج المغاربة، إذ بلغ عدد الفحوصات المقدمة بمكة المكرمة 13 ألفا و18 فحصا، فيما وصل عدد الفحوصات التي أجريت بالمدينة المنورة إلى ألفين و800 فحص. ومن جهتها، أجرت البعثة الطبية العسكرية خمسة آلاف و409 فحوصات، توزعت بين أربعة آلاف و309 فحوصات في مكة المكرمة وألف و100 فحص في المدينة المنورة. بدر الدين عتيقي

موسـم الحـج… “زيـرو” مشاكـل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يخفي أمراضا فيروسية وهرمونية

250 حافلة جديدة بالرباط وسلا

مقالات ذات صلة