العمال المنزليون: سهام…رهينة “سمسار”

في الرابعة عشرة من عمرها، وجدت سهام (اسم مستعار)، نفسها مضطرة إلى مغادرة منزل عائلتها بإحدى البوادي القريبة من البيضاء، والعيش بعيدا عن إخوانها وعائلتها، وخدمة أسرة في المدينة الاقتصادية. رغم صغر سنها كانت على دراية كبيرة، بحجم المسؤولية التي كانت على عاتقها، وأنها ملزمة بأن تبعد عن المكان الذي ولدت وترعرعت فيه للعمل خادمة في أحد البيوت، حتى يتم يتمكن إخوانها من إكمال دراستهم وشراء ما يلزمهم. فوق شعرها المجعد والذي يحتاج إلى عناية كبيرة، وضعت منديلا باللون الأسود، وارتدت سروالا من القطن وقميصا فقد لونه الأصلي وصار رماديا، قبل أن تضع ملابسها الأخرى، في كيس بلاستيكي وحذاءها. جلست سهام في أحد زوايا المنزل تنتظر "السمسار" الذي سيقلها إلى مقر عملها الجديد، ويوصلها إلى بيت عائلة تنتظر خدماتها ومساعدتها على القيام بأشغال المنزل. في طريقها إلى المدينة، كانت الدموع تنهمر من عينيها، لأنها تجهل مصيرها في مدينة مثل البيضاء، إلا أن كلمات والدتها التي أصرت على مرافقتها إلى بيت مشغلتها، حتى تتأكد أن ابنتها في أمان، كانت تخفف حزنها وقلقها، محاولة التوضيح لها أن أسرتها في حاجة كبيرة إلى النقود التي ستجنيها من عملها، وأنها صارت معيلتها الوحيدة. ففي الوقت الذي يكون فيه الأطفال في سنها، يفكرون في واجباتهم المدرسية، وفي الامتحانات التي تنتظرهم، وحتى في الملابس التي سيرتدونها للذهاب إلى المدرسة، كانت سهام، تفكر في أسرتها وكيف من الممكن أن تدبر أمرها بالمبلغ التي ستعطيهم إياه بعد اشتغالها خادمة. وتفكر أيضا في مشغلتها وهل سترأف بها، وتعتبرها مثل ابنتها، أم ستكون بطلة قصة تكشف لاانسانية بعض الأشخاص، وضحية عنف مادي ومعنوي. لا يهم بالنسبــة إلى سهام، وضع قـــانون والمصادقة عليـــه، يمنعها من أن تكون خادمة في البيوت، لأنها لم تصل إلى السن القـــانوني، فالنقطـــة الوحيـــدة التــــي تشغل بالها، كيف يمكنها أن تعيل أسرتها وتوفر لها بعض النقود؟! إيمان رضيف مواضيع الملف: عزيزة… دخلت البيت “متعلمة” وغادرته زوجة مريم: مشغلتي مثل أمي القانون لا يحمي الخدم قانون الخادمات…11 سنة من الصراع الضرورات تبيح “المحظورات” صعوبة رصد الانتهاكات سهام…رهينة “سمسار”

العمال المنزليون: سهام…رهينة “سمسار”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عزيزة... دخلت البيت "متعلمة" وغادرته زوجة

العمال المنزليون ... صعوبة رصد الانتهاكات

مقالات ذات صلة