مستقبل أسود للسلة المغربية

سعيد بوزيدي الناخب الوطني قال إن المنتخب ولد من رحم الأزمات وفتح النار على منتقدي إنجازه قال سعيد بوزيدي، مدرب المنتخب الوطني لكرة السلة، إن المنتخب الوطني حقق المبتغى بحلوله رابعا في كأس أمم إفريقيا بتونس رغم الظروف غير الملائمة. وأضاف بوزيدي في حوار مع "الصباح الرياضي"، أن المنتخب الوطني تحدى أزماته من أجل تشريف سمعة كرة السلة الوطنية، وتابع "شاء المنتخب الوطني أن يولد من رحم هذه الأزمات ويحقق إنجازا غير مسبوق في تاريخه". وأوضح بوزيدي أن قلة الاستعدادات والمشاكل المتراكمة حالت دون بلوغ المنتخب الوطني المباراة النهائية، واصفا المركز الرابع بالإنجاز الكبير. وأكد بوزيدي أن الجميع يتحمل مسؤولية هذه الأزمات التي عاناها المنتخب الوطني، وتحدث بوزيدي عن معاناة اللاعبين خلال نهائيات كأس إفريقيا، واصفا مستقبل المنتخب بالأسود. وفي ما يلي نص الحوار: هل حقق منتخب كرة السلة مراده من المشاركة في كأس إفريقيا؟ أظن أننا حققنا أكثر مما توقعناه، بالنظر إلى المشاكل التي عاناها المنتخب الوطني قبل انطلاق النهائيات، لأن الأصل من مشاركتنا في البداية كان هو اجتياز الدور الأول لا غير، أي منذ الذهاب من السنغال إلى تونس، لكن الظروف شاءت أن يعيش المنتخب الوطني أزمات متتالية والتي ولدت منتخبا متجانسا كاد يبلغ المباراة النهائية لو لا قلة الاستعدادات وغياب بعض اللاعبين الأساسيين. عموما حققنا مبتغانا، ونحن راضون عن المستوى الجيد، الذي قدمه اللاعبون. وما هي بالتحديد نوعية الأزمة التي عاناها منتخب السلة؟ لقد عاش المنتخب الوطني أزمات متنوعة، ولا يتعلق الأمر بأزمة واحدة، إذ انطلقت أولى المشاكل بعدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم المالية، نظير حلولهم في المركز الثاني في البطولة العربية، أو تلك المتعلقة بالمشاركة في تصفيات المنطقة الأولى في الجزائر وتونس، وبالتالي فقدوا الثقة في المسؤولين، فضلا عن تأثير المشاكل المتراكمة بين المكتب الجامعي والمعارضين على نفسيتهم، وعدم تنفيذ برنامج الاستعدادات بل إلغائها، بالنظر إلى عدم توفر الجامعة على الموارد المالية، ما جعل اللاعبين يغيبون عن التداريب لشهرين ونصف تقريبا، كما أن المعسكر التدريبي الذي خاضه المنتخب الوطني في الرباط وتركيا لم يكن كافيا للتحضير الجيد لنهائيات كأس إفريقيا. وكيف كان رد فعل الطاقم التقني واللاعبين؟ لقد عانينا الأمرين قبل انطلاق البطولة الإفريقية، إذ لم تتأكد مشاركتنا إلا في اللحظات الأخيرة، خاصة بعدما منحت 10 ملايين سنتيم إلى رئيس الجامعة، إضافة إلى ثمانية آلاف دولار عبارة عن سلف من أحد أصدقائي، لتدبير إقامة اللاعبين في السنغال، كما منح رئيس الجامعة شيكاته للاعبين من أجل احتواء الوضع وتمكين المنتخب الوطني من المشاركة في كأس إفريقيا. وفي ظل هذه الأزمة، ولد منتخب متجانس تفانى لاعبوه في تقديم التضحيات. ولا أخفي سرا أنني أقنعت مجموعة من اللاعبين بالمشاركة، بعدما ترددوا في بداية الأمر بسبب عدم الوفاء بتسديد مستحقاتهم، لهذا تعهدت بتسوية وضعيتهم. خضنا مباراة في تركيا، والتي مكنتنا من تصحيح بعض الهفوات، ما جعل المنتخب الوطني يظهر متجانسا وقويا، خاصة في الدفاع. ربما لهذه الأسباب غاب اللاعب زويتة عن كأس إفريقيا؟ أعتقد أن عبد الحكيم زويتة كانت لديه متطلبات ولم تستطع جامعة كرة السلة تنفيذها، وذلك من حقه، لغياب عقد يربطه بأي ناد. وربما كان لديه تخوف من تعرضه لإصابة، سيما أن ممارسة كرة السلة تعد مورد رزقه الوحيد. ولا يسعنا إلا أن نحترم موقفه، وسيظل لاعبا جيدا. ومن يتحمل المسؤولية في أزمات المنتخب، هل الجامعة أم الوزارة أم اللجنة الأولمبية؟ الجميع يتحمل المسؤولية، لأنه لا ينبغي الدخول في صراعات عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني والراية الوطنية، فبالنسبة إلي الوطن كل شيء، ومن لا وطن له ليس له أصل على الإطلاق. ينبغي أن أدافع عن وطني مهما كانت المشاكل، كما يجب وضع اليد في اليد لأجل الوطن، وهي التربية التي تلقيتها منذ نعومة أظافري، وسعيت إلى إيصالها إلى اللاعبين في البطولة الإفريقية، وهو ما جعل اللاعبين يظهرون متماسكين ومتفانين في الدفاع عن الراية الوطنية، فلأول مرة ألاحظ أنهم يلعبون بقتالية وصمود في جميع المباريات لأجل الفوز. وأعتقد أن مثل هذه البطولات لا يحتاج اللاعب إلى تقنية، بقدر ما يلزم اللعب بتفان وقتالية وصمود ورغبة في تشريف الوطن. إلى أي حد يمكن اعتبار المربع الذهبي إنجازا؟ طبعا لأنه إنجاز بالنسبة إلينا، ففي دورة 2015 خاض المنتخب الوطني معسكرا تدريبيا ل50 يوما ووضعت رهن إشارته جميع الإمكانيات، إلا أنه احتل المركز 13. ففي ظرف سنتين، نتساءل ما هي القفزة النوعية التي حققتها المنتخبات الإفريقية المشاركة في البطولة الإفريقية. فتونس حققت قفزة من المركز الثالث إلى الأول، والسنغال من المركز الرابع إلى الثالث، فيما تأخرت نيجيريا من المركز الأول إلى الثاني، ومنتخب أنغولا تأخر كذلك. وأعتقد أن المنتخب الوطني، الوحيد، الذي قفز تسعة مراكز أي من 13 إلى الرابع، لهذا ما تحقق في كأس إفريقيا يعد إنجازا كبيرا. ينبغي استثمار هذا النجاح من أجل تطوير كرة السلة أكثر. هل يمكن القول إن أزمة المنتخب شكلت عاملا إيجابيا؟ أعتقد أننا نجحنا في تحويل الأزمة من عامل سلبي إلى إيجابي، فلا أحد كان إيجابيا من قبل بعض المتتبعين، فهم كانوا يعولون على إقصاء المنتخب الوطني في هذه البطولة الإفريقية، لكننا كنا مؤمنين بقدراتنا الفنية والبدنية رغم النقص في التحضيرات. باختصار ما عشناه منحنا القوة الإضافية والحافز على التألق. لكن هناك من يردد أن المنتخبات المنافسة لم تشارك بمحترفيها، ما سهل مأمورية المنتخب، هل توافقهم الرأي؟ إن الذين يرددون مثل هذه الإذاعات المغلوطة لا يحبون وطنهم، لأنهم يكذبون، ومثل هؤلاء أحاربهم شخصيا، فإما أن تكون وطنيا مغربيا أو عكس ذلك، كما قال جلالة الملك في خطابه. وأعتقد أن منتخب مصر اعتمد على مجموعته الرسمية التي تأهل بها إلى كأس العالم في 2013، ويمكن الاطلاع على ذلك في الموقع الرسمي للاتحاد الدولي، أي أن المصريين لعبوا بعناصرهم المجربة، إضافة إلى أن أنغولا شارك بالعناصر نفسها التي اعتمدها في 2015 وخاضوا كذلك تصفيات كأس العالم. ومن يرددون مثل هذا الكلام لم ينجحوا في مهامهم من قبل سواء مدربين أو حكام أو مسيرين، لهذا يسعون دائما إلى التقليل من نجاح الآخرين وتبخيس مجهودات غيرهم، فهم يبحثون عن تأكيد ذاتهم بالترويج لفشل منتخبهم، لسبب بسيط وهو أنهم فاشلون ولم يسبق لهم النجاح من قبل. ألا تعتقد أن المنتخب أضاع بلوغ المباراة النهائية رغم قوة تونس؟ لا بد من التذكير أن منتخب تونس شارك في بطولة العالم والألعاب الأولمبية، كما خاض العديد من التظاهرات القارية، التي لم يسبق للمنتخب الوطني أن شارك فيها، كما أن المنتخب التونسي أنفق مليارا و200 مليون سنتيم في الاستعدادات، التي استغرقت شهرين تقريبا، ورغم ذلك وقفنا الند للند أمام التونسيين وأظهرنا مستوى جيدا رغم سوء التحكيم، كما جلبوا حكما «خاصا» لتحقيق مبتغاهم. كيف حضرتم للبطولة؟ أظن أن المنتخب الوطني انهزم بسبب قلة الاستعدادات، فلا يمكن تحضير منتخب قوي في 15 يوما للمشاركة في كأس إفريقيا من أجل التتويج باللقب، وإذا كان الأمر كذلك، لما شرعت منتخبات في استعداداتها شهرين قبل انطلاق المنافسات، كما أن المنتخب الوطني الوحيد الذي لعب أكبر عدد من المباريات وقطع مسافة طويلة من السنغال إلى المغرب ومنه إلى تونس، وهو ما أثر على أداء اللاعبين في نصف النهائي، ناهيك عن غياب ثلاثة لاعبين أساسيين. لكن للأسف هناك من يكذب على الرأي العام بالحديث عن غياب محترفين عن المنتخبات الإفريقية، فالجميع يعرف قيمة العديد من الأسماء المرموقة التي شاركت في البطولة. أما الذين حلوا بتونس مدعين أنهم يدعمون المنتخب الوطني، فلم يكن حضورهم بريئا، بل جاؤوا للإساءة إلى الجامعة وسمعة كرة السلة الوطنية، فمن يسيء إلى المغرب، ليس مغربيا بكل تأكيد، ومن يلجأ إلى بلد آخر من أجل الإساءة إلى بلده «ماشي مغربي». ألا تعتقد أن منتخب السلة يعاني غياب الخلف؟ طبعا، لقد سبق أن أكدت ذلك لمناسبات عديدة، علما أن هذا الجيل الحالي من ذهب يستحق الصعود إلى منصة التتويج، ولا يمكن الحديث عن عناصر بديلة قادرة على حمل المشعل، طالما أن الأندية لا تكون لاعبين جيدين، بدليل أننا لا نتوفر على منتخبات أقل من 14 أو 15 و 16 و18 سنة قادرة على التألق إفريقيا. إن كرة السلة في حاجة إلى التكوين، على غرار ما هو معمول به في تونس ومصر، إذ يجب الاقتداء بهما بدل الدخول في صراعات مجانية لن تفيدنا في شيء. وماذا عن تصفيات كأس العالم، هل تعتقد أن المنتخب الوطني بات جاهزا؟ أعتقد أننا لم نحسم بعد مشاركتنا في تصفيات كأس العالم مادام أن هناك مشاكل عالقة. أنهينا مشاركتنا في كأس إفريقيا بسلام، في انتظار صرف مستحقات اللاعبين. وربما لن نخوض أي مسابقة في المستقبل ما لم تسو المشاكل العالقة. نعرف جيدا أن مستقبل كرة السلة أسود، بدليل الاستقبال الذي حظينا به في المطار لدى عودتنا من تونس، بعدما رفض سائق الحافلة نقل اللاعبين بدعوى عدم التوصل بمستحقاته. باختصار هناك مؤشرات تؤكد أن مستقبل كرة السلة مظلم وأسود. وهل تعول على محترفين في المستقبل؟ ليس هناك محترفون في الخارج يمكن الاعتماد عليهم، باستثناء اللاعب حشاد، الذي رفض تلبية دعوة المنتخب الوطني، لأسباب شخصية وربما أن ظروف كرة السلة لم تشجعه على ذلك، إضافة إلى لاعبين شباب لا يتعدى سنهم 20 سنة عبروا عن استعدادهم للدفاع عن القميص الوطني. سنقوم بتجريبهم أولا للوقوف على مدى جاهزيتهم وقدرتهم على تقديم الإضافة المطلوبة. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: سعيد بوزيدي تاريخ ومكان الميلاد: 26/09/1967 بسلا الحالة العائلية: متزوج وأب لسارة ومريم ونور لعب لجمعية سلا والقرض الفلاحي والفئات الصغرى للمنتخب الوطني حقق الصعود مع النادي المكناسي إلى القسم الوطني الأول ودرب الفئات الصغرى للقرض الفلاحي وإناث القرض الفلاحي وجمعية سلا واتحاد طنجة وأمل الصويرة ونهضة بركان ومولودية وجدة وجمعية سلا عمل مدربا مساعدا المنتخب الوطني للإناث ودرب منتخب الشباب والمنتخب الأول فاز مع جمعية سلا بتسعة ألقاب ومع إناث القرض الفلاحي بأربعة ألقاب ونهضة بركان بلقب واحد. بورتري مدرب الألقاب بدا سعيد بوزيدي متوترا وغاضبا في حواره مع «الصباح الرياضي» رغم حلول المنتخب الوطني في المركز الرابع في أمم إفريقيا بتونس. وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى معارضي كرة السلة، محملا إياهم أسباب الأزمات التي عاناها المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، وتابع «من لا يحب وطنه لا أصل له، إما أن نكون وطنيين أو عكس ذلك». لم يكتف بوزيدي بتوجيه سهام النقد إلى المتسببين في المشاكل التي تعانيها كرة السلة، على حد تعبيره، بقدر ما وصف مستقبلها بالأسود والمظلم في ظل وجود تطاحنات وصراعات بين فرقاء هذه اللعبة وغياب الخلف القادر على حمل المشعل، وزاد «الجميع يتحمل مسؤولية هذه الوضعية». يعتبر بوزيدي أكثر المدربين تتويجا بالألقاب والبطولة، إذ فاز مع جمعية سلا بتسعة ألقاب (البطولة وكأس العرش)، إضافة إلى أربعة ألقاب مع القرض الفلاحي ولقب البطولة مع نهضة بركان. ارتبط بوزيدي بجمعية سلا، الذي يصفه بالفريق الأمل، بعدما دربه لمدة 15 سنة، مقسمة على مرحلتين، ما جعله يترك بصمته بهذا النادي، الذي يعد نموذجيا في البطولة الوطنية، كما درب فرقا وطنية من أبرزها نهضة بركان واتحاد طنجة. أما المنتخب الوطني، فالتحق به مدربا مساعدا لمنتخب الإناث، ثم مدربا، فمدربا أول في 2015، قبل أن يعود إليه خلال نهائيات كأس إفريقيا ويقوده إلى احتلال المركز الرابع إفريقيا.

مستقبل أسود للسلة المغربية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خريبكة تحتفي بمائويتها

بيي... صخرة الجديدة تختفي إلى الأبد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات