بيي… صخرة الجديدة تختفي إلى الأبد

أنهت سكتة قلبية مفاجئة، حياة مبارك بيي أول أمس (الأربعاء) بالرباط عن سن ناهز 68 سنة، كانت كلها عطاء وقيمة مضافة إلى الحقل الرياضي الوطني من مجموعة من المواقع، لاعبا ومدربا وأستاذا لمادة التربية البدنية ومؤطرا تقنيا بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم . ونزل الخبر كالصاعقة على عائلة الفقيد وأصدقائه وسكان الجديدة، التي عرفت مبارك بيي أول مرة في 1971 قادما إليها من مسقط رأسه بآزرو، إذ وقع للدفاع الجديدي في تشكيلة رعب ضمت إذاك اسبانيا والشريف ومصطفى يغشا والدزاز ووزير والمرحوم نجيب النعامي والقائمة طويلة. وازداد إعجاب المدرب الهنغاري بول أوروز بالفتى الأسمر القادم من عمق الأطلس، لما تمكن من خنق أنفاس قاهر المدافعين أحمد فرس في مباراة احتضنها ملعب العبدي وانتهت لصالح الدفاع. ومنذ ذلك الوقت ظل بيي حاملا للقميص رقم 3 ، مدافعا أيسر متميزا يجيد المراقبة ويتفانى في تطبيقها. حتى وإن اعتزل، ظل بيي دائم العطاء أستاذا للتربية البدنية بثانوية ابن خلدون، ومفتشا للتربية البدنية بعد ذلك إلى جانب رفيق دربه حميد العكيلي، ثم مدربا للدفاع الجديدي طيلة أزيد من عقد من الزمان، إلى جانب مساعده الدائم ميلود وزير. كانت النتائج تعاكس الدفاع بعض المرات، فيثور الجمهور في وجه المدرب بيي، لكنه كان يغضب ويمتص غضبه حبا في الدفاع الجديدي الذي تعلق به، وترأس إدارته التقنية لفترة غير قصيرة. ويعد مبارك بيي أكثر اللاعبين ارتباطا بالدفاع الجديدي، فكل اللاعبين اعتزلوا تقريبا وقطعوا الصلة بفريقهم، إلا بيي الذي أشرف على تكوين مجموعة من لاعبي الجديدة، وضمنهم أخوه عبد الحق بيي وابنه العربي بيي، وكلاهما لعبا للدفاع ما يؤكد أن المرحوم استطاع أن يكون بالجديدة أسرة رياضية كانت قيمة مضافة للوسط الرياضي الجديدي. ولم يكن عطاء الرجل حبيس الجديدة فقط، بل تميز بإشعاع وطني مؤطرا بالجامعة الملكية المغربية وكاتبا عاما لودادية المدربين . كان الراحل يؤمن بأن التقاعد في المجال الرياضي شيء مستحيل، وقبل وفاته التقى المدير التقني ناصر لارغيت والمدرب جمال سلامي، وتحدث معهما طويلا عن برامج تكوين ترعاها الجامعة، دون أن يدري أنه المحارب الذي سيموت في ساحة الوغى، عندما فاجأته أزمة قلبية أنهت مساره الرياضي. وتقاطر الكثيرون من أصدقائه ومحبيه إلى منزله بدرب البركاوي بالجديدة، بقلوب باكية اتفقت على كلمة واحدة «كان مبارك فما بدون عار»، وعندما يشهد الناس له بذلك، فلأن الرجل كان فعلا كتوما يعمل أكثر مما يتكلم. وفي جانب من المعزين كان اللاعب الدولي الشريف مذهولا بخبر رحيل لاعب عرفه عن قرب ومدربا سابقا له، إذ قال «الله يرحمه، كان لاعبا مثابرا ومؤطرا نادرا أعطى الكثير للدفاع الجديدي، ورحيله خسارة للتكوين الرياضي ببلادنا». أما عبد اللطيف يقظاني، اللاعب الدولي السابق، فيقول «اليوم تفقد الأسرة الرياضية الجديدية والوطنية اسما كبيرا ومتميزا في عطائه الكروي وفي اجتهاده المستمر لتكوين أجيال كروية، وقبل كل ذلك فقدنا في مبارك بيي الإنسان الطيب واللاعب المثابر والمدرب الخلوق. لا يسعنا أمام هذا المصاب إلا الدعوة له بالرحمة والمغفرة». وشيعت جنازة مبارك بيي إلى مثواه الأخير أمس (الخميس)، بمقبرة سيدي موسى بالجديدة، حيث كانت وصيته أن يدفن إلى جانب والدته. عبدالله غيتومي (الجديدة)

بيي… صخرة الجديدة تختفي إلى الأبد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مستقبل أسود للسلة المغربية

الزاكي: عوامل خارجية وراء الإقصاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات