السيبة… الاعتداء على ألمانية ارتدت تنورة بمارتيل

باعة يرمون الضحية بالخضر والأسماك ويعتدون على أسرتها لـ "تغيير المنكر" «الإسلام في خطر بمارتيل»، وفستان فتاة ألمانية، عمرها 17 سنة، يهدد بـ «نسف ركن الصيام»، وإفساد صوم باعة بالسوق الرئيسي، فهبوا مسعورين للتنكيل بها وبعائلتها بسبب «تنورة»... الله أكبر. لم تراع الألمانية غرائز جنسية على «سبة»، ولم تدرك أن براءتها وعفويتها وحبها للملابس الأنيقة ستجعل باعة سوق يحنون إلى «السيبة» وقانون الغاب، فرجموها بالخضر والفواكه والأسماك، ووجهوا ضربات ولكمات إلى أسرتها استدعت نقلهم إلى المستشفى. ابتدأت حكاية «تغيير المنكر باليد»، حين حلت فتاة تدعى «لاورا سيليلن» بمارتيل، في أول زيارة لها للمغرب، إذ استقبلتها إحدى الأسر التي شجعتها على زيارة المدينة قصد التعرف على المناطق السياحية بالمنطقة، واكتشاف العادات والتقاليد المغربية، وهو ما رحبت به الأسرة الألمانية التي وافقت على الفور. وخلال الأحد الماضي، قررت الفتاة ووالدها وأحد أفراد عائلتها التجول بالمدينة، قبيل أذان صلاة المغرب، خاصة بساحلها الشاطئي، ثم حلت بالسوق الرئيسي، وهناك أعجبت ببعض السلع المعروضة والمواد الغذائية، فاقترحت على والدها اقتناء عصير البرتقال، إلا أنه بمجرد نزولها من السيارة بدأت أعين تترصدها وتدقق في ملابسها وتنهش جسدها الصغير، فلم تبال بذلك، بل توجهت عند بائع عصير البرتقال، قبل أن ينقض عليها أحد الأشخاص موجها إليها كلاما نابيا، ثم اعتدى عليها بدعوى تغيير المنكر باليد. ادعى المعتدي، بداية، أن الفتاة كانت تحاول شرب عصير البرتقال في رمضان، ثم تطور الأمر حين تدخل أفراد أسرتها للدفاع عنها، فبدأ التلاسن بين الطرفين، وساد قانون الغاب، فهاج الباعة واعتدوا على الفتاة ومرافقيها بدعوى ارتدائها ملابس مثيرة في رمضان من شأنها إفساد صومهم. اضطرت الفتاة الألمانية ووالدها وقريبهما إلى الفرار من السوق، خوفا على حياتهم، خصوصا حين تزايد عدد المعتدين عليهم بشكل كبير، وعمت الفوضى السوق، كما تعددت اللكمات والرجم بأنواع الخضر، ففر الضحايا في اتجاه المستشفى الجهوي سانية الرمل إذ أكدت الفحوصات الأولية إصابة الفتاة برضوض في يدها وكدمات خطيرة، إضافة إلى صدمة نفسية. أصر أفراد أسرة الضحية على تقديم شكاية إلى المصالح الأمنية من أجل متابعة المعتدين على الفتاة، ربما تستعيد المدينة هدوءها بإيقاف كل من سولت له نفسه انتحال صفة ينظمها «القانون»، والمساس بحياة الأبرياء، ففتح باب «شرع اليد» لا يقود إلا للهاوية. وتشبث أحد الحقوقيين بمتابعة الأشخاص الذين تجرؤوا على النيل من كرامة الفتاة والمساس بسلامة جسدها، فالمعتدون لم يراعوا دولة الحق والقانون، وسعوا إلى ممارسة سلطة ضبط ليست من حقهم، معتبرا أنه «من شأن سلوكهم أن يشيع التسيب والفوضى في البلاد». ولم يستغرق بحث المصالح الأمنية كثيرا، فقد استمعت، أول أمس (الاثنين)، إلى عدد من تجار السوق والباعة وشهود عيان، في حين تمكنت الفتاة من تحديد هوية ثلاثة من المعتدين عليها، في انتظار استكمال التحقيقات، ومحاكمة المشتبه فيهم حتى يستعيد القانون هيبته بمعاقبة كل من يسعى إلى تجاوزه، سيما أن الحادث أيقظ نار «الفتنة» بمدينة تستقبل، كل صيف آلاف المصطافين. خالد العطاوي

السيبة… الاعتداء على ألمانية ارتدت تنورة بمارتيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ترويج غازات سامة يستنفر الداخلية

اعتقالات وعنف في مباراة الدرع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات