المغرب في قلب سيو سامت 2017 بواشنطن

المؤتمر الثاني استضاف العماري لضخ دماء جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استضافت الشبكة المغربية الأمريكية، التي يرأسها الإعلامي محمد الحجام، إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، ضيفا شرفيا في مؤتمرها الثاني "سيو سامت 2017"، ما بين 17 و19 ماي الجاري، لمناقشة سبل التعاون المغربي الأمريكي في مجال الاستثمار، وتنظيم زيارات ميدانية لمجموعة من المؤسسات الأمريكية، قبل أن تختتم بتوقيع العماري ثلاث اتفاقيات مهمة، واحدة مع مسؤولي جامعة جورج تاون لبناء فرع للجامعة في طنجة لاستقبال الطلبة المغاربة والأفارقة، والثانية مع جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا لتزويد مستشفيات الجهة بنظام معلوماتي متطور جدا، والثالثة مع غرفة التجارة الخاصة بالأمريكيين السود واتفاقية تعاون مع مؤسسة الشيخ زايد في واشنطن. وخصصت القمة، التي نظمت تحت شعار "خلق فرص جديدة معا من أجل مستقبل أفضل لإفريقيا"، لهذه السنة محورين رئيسين أولهما يتعلق ب "المقاولات الصغرى في أمريكا"، والثاني يهم "الاستثمار في إفريقيا بين الفرص والتحديات". قال إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر "ربما لا يعرف الكثير من الأمريكيين المغرب تاريخيا وجغرافيا، ولكن الأكيد أن العديد سمعوا عنه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.. هذا البلد الذي لي شرف الانتساب إليه، ليس ككل الشعوب والدول في تكوينه وتطوره وحاضره ومستقبله، لا أقول هذا الكلام لأنني مغربي، ولكن أقولها لأنقل واقعا حقيقيا أدعوكم للوقوف على حقيقته بأعينكم". وزاد العماري، أنه يحضر القمة بصفته رئيسا لجهة من جهات المغرب للتعريف بالإمكانيات الموجودة فيه، والذي تمتد جذوره في إفريقيا وفروعه في أوربا، من أجل الدفع نحو خلق فرص الاستثمار ليس فقط في التجارة، إنما "في الحضارة والثقافة والسياحة". وأكد العماري، أمام فعاليات سياسية واقتصادية أمريكية، بحماس باد "أنا هنا لأتعلم، لأسمع ولأعرف كيف تتطور الأمور، وقد سمعت كثيرا من الأشياء، لأول مرة أعرفها وسأكون ناقلا أمينا لما سمعته واقتنعت به، ولما لم أقتنع به، لمن كلفني من سكان المغرب بشكل عام وسكان جهتي بشكل خاص، وأدعوكم لتكتشفوا حقيقة بلدي، أنا لست من الذين يقدمون الصورة الوردية، لذلك أنا لن أصف لكم واقع المغرب، لكن أدعوكم لاكتشافه بأنفسكم لأنه ليس من رأى كمن سمع". غير أن تدخل جيمس سيسكو، عسكري سابق، ورئيس مؤسسة "إينودو" العالمية بدد كل الأحلام الوردية التي رسمها إلياس العماري عن المغرب وهو يتحدث عما أسماه "المشاكل والعراقيل التي تقف حاجزا أمام الاستثمارات الأمريكية في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط بسبب الربيع العربي، لأن هناك العديد من الاحتجاجات والاحتقانات الاجتماعية التي تعرقل مسار العديد من الاستثمارات الأمريكية والغربية عامة في بلدانكم". وتحدث العسكري سيسكوعن الانعكاسات الاقتصادية لدول المنطقة بعد ما سمي بــ "الربيع العربي"، مؤكدا أن المغرب لم يسلم كذلك من هزات الربيع العربي، التي انعكست سلبا على اقتصاد الدول العربية التي تأثرت بشكل كبير مما ساهم في هروب المستثمرين وانكماش الاستثمار. غير أن رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، بدد مخاوف المتحدث الأمريكي وهو يقول بما يشبه الانزعاج، "في الحقيقة تفاجأت لعرض السيد "سيسكو"، لأن هذه الملعومات غير دقيقة وغير صحيحة وهي معلومات استخباراتية أكثر منها نقلا أمينا للواقع الحقيقي". وزاد العماري بحدة " لقد التزمنا في الأول أن نتحدث عن افريقيا وليس العالم العربي، والسيد سيسكو ركز على الربيع العربي ونحن في مؤتمر للحديث عن إفريقيا، ثانيا أنا أوضح من هذا المنبر أن إفريقيا اليوم ليست في حاجة لأحد لكي يعطيها الدروس، وطبعا نحن لا نختلف أننا بلد نعيش مشاكلنا ونحلها ونتعايش معها، والبلدان الإفريقية تعيش مشاكلها الإدارية والسياسية والاقتصادية وتحاول حلها بطرقها، نحن لسنا جنة طبعا هناك فساد وبيروقراطية، ولدينا تجاوزات في ما يخص ملفات حقوق الإنسان"، لكن يضيف العماري، "نحاول ما أمكن التغلب عليها بطرقنا وتضحياتنا، ولا ننتظر الدروس من أحد بل ننتظر الحلول، ننتظر كيفية التعامل بشكل مشترك لتجاوز هذا الوضع وليس انتظار الإملاءات وتلقي الدروس وفرض الأمر الواقع، لأنه عندما تندلع النار لا نسأل من أشعلها؟ لكن كيف اشتعلت؟ ومن الرابح منها؟ لذلك أعتقد أنك تفهم قصدي جيدا". وعلى المنوال نفسه سار "دياباتي داوودا"، سفير دولة كوت ديفوار في واشنطن، إذ قال "نحن بلد إفريقي بامتياز، وإفريقيا كما قال السيد العماري لا تنتظر الدروس والعبر، ولكن المساعدة والحلول، بإمكان إفريقيا أن تصل بر الأمان برجالها، يجب أن نؤمن بأن الزمن اليوم هو زمن إفريقيا، التي تتحرك رغم كل مشاكلها وهمومها، يجب أن نستثمر طاقاتنا وجهودنا وإمكاناتنا من أجل مستقبل شعوب قارتنا، وأعتقد أن بإمكاننا ذلك لأننا نملك العزيمة والإرادة والطاقات الشابة والثروات للتغيير وصنع مستقبل جديد لإفريقيا الجديدة". من جهته أبان الجمهوري كريستوفر هارفر، وهو أحد أعضاء الفريق، الذي قاد حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انحياز كبير للمغرب، حين تحدث عنه بلدا مستقرا سياسيا واجتماعيا، وقال وكأنه يوجه كلامه للعسكري السابق، "أنا أتحدث شاهد عيان، لقد سبق لي أن زرت المغرب أخيرا، ووقفت عن كثب على الاستقرار الذي ينعم به بلدا آمنا يسير بخطوات اقتصادية كبيرة، وأدهشني ببنيته التحتية وفنادقه ووضعه الطبيعي والجغرافي". واسترسل كريستوفر أن العديد من الأمريكيين يخلطون بين البلدان العربية و"حينما يسمعون أي بلد عربي يعتقدون أنه لم يسلم من هزات الربيع العربي والاضطرابات وعدم الاستقرار، أعتقد أن الأمور لا تستقيم بهذا المنطق". وتميز لقاء "سيو سامت" هذه السنة بتنظيم زيارات ميدانية لرئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة باعتباره الضيف الشرفي للدورة، إلى العديد من مؤسسات الدولة في واشنطن كما عقد لقاءات بالعديد من الفاعلين والمؤثرين في دهاليز واشنطن. واستقبل عضو الكونغرس الديمقراطي دونالد بايير، إلياس العماري بمكتبه في مبنى الكونغرس حيث تبادلا حديثا، دام ساعتين، حول المغرب ومكانته الطبيعية والجغرافية وما يمكن أن يوفره للمستثمرين الأمريكيين. وأكد بايير أن المغرب يعتبر حليفا إستراتيجيا وتاريخيا للولايات المتحدة الأمريكية وأنه من المدافعين عن متانة العلاقة التاريخية والاقتصادية والعسكرية، التي تجمع البلدين باعتبار المغرب حليفا قويا لواشنطن في مقاربتها لمحاربة ظاهرة الإرهاب. العماري يراهن على العلم الوطني صادف وجود إلياس العماري، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في زيارة عمل لواشنطن بدعوة من الشبكة المغربية الأمريكية، تخليد الذكرى الستين للزيارة الأولى، التي قام بها المغفور له محمد الخامس لواشنطن سنة 1957. وأقام المسؤول السياسي في الفندق نفسه، الذي أقام فيه الراحل محمد الخامس حين استقبله رسميا، كأول زعيم عربي، الرئيس الأمريكي السابق "دويت إزنهاور"، وقدم العماري العلم الوطني للمملكة المغربية لــ "جون مونتانو" المدير العام لفندق "ماي فلاور " الفخم، الذي ينتصب وسط واشنطن تخليدا للذكرى التاريخية. فيما تلقى العماري من المدير العام للفندق هدية عبارة عن كتاب يؤرخ للزيارات التاريخية، التي قام بها العديد من قادة العالم لواشنطن وأقاموا في الفندق المذكور وعلى رأسهم المغفور له محمد الخامس، كما قدم جون مونتانو لضيف الفندق التاريخي صورة تذكارية تؤرخ للزيارة الأولى لجد الملك محمد السادس والتي يظهر فيها صحبة الرئيس الجمهوري "إزنهاور" ونائبه "نيكسون"، الذي أصبح لاحقا بعد مقتل "جون كينيدي" رئيسا جمهوريا للولايات المتحدة الأمريكية، والصورة تم التقاطها داخل الفندق للمرحوم محمد الخامس الذي أقام حينه حفل عشاء على شرف نائب الرئيس "ريشارد نيكسون" وزوجته "بات نيكسون". وقال العماري ل "الصباح" "أعتقد أنه حدث استثنائي بكل المقاييس، يحمل دلالات كبرى ويؤرخ لمرور ستين سنة على الزيارة الأولى لمحمد الخامس لواشنطن، كما يوضح الحدث عمق العلاقة التاريخية التي جمعت ملوك المغرب بالرؤساء الأمريكيين، هي لحظة تاريخية نستعيدها لنتأمل عمق وأبعاد العلاقات التاريخية بين الرباط وواشنطن". ومن جهته صرح "جون منتانو" مدير فندق "ماي فلاور" لـ "الصباح" قائلا "الفندق الذي أشرف عليه فندق تاريخي وعريق ولطالما استضاف ويستضيف الزعماء من كل البقاع، ونعتقد أن المرحوم محمد الخامس يبقى واحدا من الزعماء الكبار، الذين اختاروا الإقامة في فندقنا في أول زيارة له لواشنطن ولعل حضور الرئيس الجمهوري السابق "إزنهاور" ونائبه "ريشارد" للفندق لمجالسة محمد الخامس حينه كان أكبر دليل على أننا استضفنا عظيما من عظماء التاريخ". وقالت "إليزابيت مايور" محامية أمريكية والمشرفة العامة عن برنامج "سيو سامت 2017"، "جميل أن نبدأ البرنامج بإحياء ذكرى زيارة زعيم تاريخي مغربي لواشنطن للقاء زعيم أمريكي عظيم أيضا كالرئيس إزنهاور الذي زار المغرب عدة مرات، أعتقد أن هذه اللحظة قوية وتذكر بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين"، واستطرد محمد الحجام رئيس الشبكة المغربية الأمريكية الجهة المنظمة للقاء "هي دلالة تنم عن تشبثنا بروح الوطنية في المهجر، تقديم إلياس العماري للعلم الوطني لفندق ماي فلاور التاريخي أكبر دليل على أن العلاقة بين واشنطن والرباط كانت ومازالت بخير لأن المغرب حليف استراتيجي وبلد صديق للولايات المتحدة الأمريكية". وقدم إلياس العماري أثناء زيارته ل "أليكساندريا" في فيرجينيا العلم الوطني لعمدة المدينة "أليسن سيلبورغ" ردا على مفتاح المدينة، الذي أهداه عمدة فيرجينيا السابق قبل سنتين "بيل إليو" للملك محمد السادس، وأعجبت عمدة أليكساندريا" بالمبادرة لدرجة الإندهاش. وقالت سيلبورغ "لم يسبق لي أن زرت المغرب، لكن سمعت عنه كثيرا لكن العرض الذي قدمه العماري عنه، خصوصا عن جهته في طنجة وأنها تطل على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي وليست بعيدة عن أروبا زاد فضولي وإغرائي لزيارة بلدكم وسأقوم بذلك قريبا خصوصا وأنني تلقيت دعوة رسمية". إنجاز: محمد السعدوني (واشنطن)

المغرب في قلب سيو سامت 2017 بواشنطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

990 مليارا لتغيير وجه الحسيمة

التحقيق مع دركي متهم بالخيانة

مقالات ذات صلة