برنامج العثماني… بنكيران يخاطبكم

سفينة الحكومة تتحرك بين أمواج الانتظارات الاجتماعية وإكراهات الحكامة وحسابات السياسة لن تنتهي محن سعد الدين العثماني بالمرور فوق صراط التنصيب البرلماني والتخلص من امتحان التصريح الحكومي، وسيكون عليه قيادة سفينته في بحر تتقاذفه أمواج إكراهات الحكامة وحسابات السياسة طيلة سنوات ولايته، فكل من دبرالشأن العام منذ الاستقلال وزراء تقنوقراط و متحزبون تخصصوا في إلقاء الخطب الرنانة قبل الاستوزار وفي إسماع الناس أسطوانة التغيير المقبل، التي لطالما علقوا عليها أمالا عريضة تطارد آلاف الوعود ظلت حبرا على ورق. حبر الاحتجاجات على أوراق التصريح الحكومي العثماني يواجه شبح الحراك ويعطي إشارات بحلول مستعجلة لإيقاف الاحتقان الاجتماعي تسابق وزراء حكومات المغرب على تشخيص دقيق لمشاكل المغاربة التي حفظوها عن ظهر قلب، بل لا يمكن أن نميز بين مواطن لم يلج المدرسة وهو يتحدث بالعامية المغربية، عن مشاكله ومن تسبب فيها، وبين مسؤول حزبي يعقد دائما تجمعات، ويخطب في التلفزة والبرلمان، ومسؤول حكومي وهو يعيد تكرار الخطاب نفسه، بل أحيانا يشتد الصراع حول كيفية وصف المشاكل نفسها. لكن السؤال المؤرق هو لماذا تصر كل الحكومات على الاشتغال بالطريقة الكلاسيكية نفسها في وضع برنامج حكومي كان يسمى سابقا التصريح الحكومي من خلال تجميع أوراق تكتبها أطر بالوزارة تحت مسمى تقرير شامل لما " ينوي" الوزراء القيام به خلال ولايتهم الحكومية، وتقدم إلى رئيس الحكومة الذي يكلف عضوا بديوانه بضرورة إيجاز تلك التقارير في صفحتين أو صفحة ونصف عن كل وزارة، بدلا من 30 صفحة التي أعدتها كل إدارة وزارية، علما أن كتاب التقارير قاموا بقطع ولصق " كوبي كولي" لما سبق إليه أسلافهم مع إدخال بعض التعديلات في إطار تحيين المعطيات وبعض الإحصائيات الرقمية. إن إشكالية الحكومات في المغرب هي أنها تتشكل بمنطق توزيع الغنيمة بين القيادات الحزبية، ما يؤدي إلى تنازع في الاختصاصات وتأخير مسار الإصلاح، والتلكؤ في القيام بالإنجازات في وقتها المناسب، ومواصلة المجتمع احتجاجاته في كل مدينة وقرية ومدشر، إذ لا تخلو منطقة من مسيرات ووقفات، فيما الفاعلون السياسيون يتسابقون على تولي الحقائب الوزارية أو التعيينات في المناصب العليا، بالمؤسسات العمومية والمجالس الوطنية، كي يبرروا كسلهم في عدم إنجاز ما تم التوافق بشأنه من خلال برنامج حكومي. لقطات الوزيرات يدخلن وراء الوزراء ولجت الوزيرات قاعة الجلسات العامة بمجلس النواب، وراء الوزراء الرجال على غرار ما يقوم به حزب العدالة والتنمية، أو أي جماعة دينية، إذ اصطفت الوزيرات في صف واحد كأنهن ينتظرن من يرشدهن لولوج القاعة والجلوس. حصاد يقرب لفتيت من العثماني نصح محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي، عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية بالجلوس قرب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، تطبيقا للبروتوكول، عوض الجلوس خلفه في الصف الثاني، بالقرب من نور الدين بوطيب، الوزير المنتدب في الداخلية، إذ أكد حصاد من خلال نصيحته أنه لا يزال يتحرك كما كان وزيرا للداخلية، مرتديا بذلة سوداء داكنة تخص مثل هذه الجلسات، بخلاف بعض الوزراء والبرلمانيين. حامي الدين يطلب رقم وزير الداخلية أثار مشهد سلام عبد العالي حامي الدين ، القيادي بالعدالة والتنمية على عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية فضول الجميع، إذ التمس منه رقم هاتفه المحمول، كمن طوى الخلافات التي كانت قائمة بينهما حينما كان لفتيت واليا على الرباط، وقهر " بيجيدي" الذي يرأس الجهة ومجلس المدينة، بإجراءات أوقفت المشاريع التنموية. منع الصحافيين من الجلوس لنصف ساعة تم منع الصحافيين من الجلوس في المكان المخصص للضيوف، بأمر من حبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، خوفا من عدم تمكن برلمانيي الغرفتين من إيجاد مكان للجلوس وعددهم 515، وبعدما تيقن جميعهم أن الغياب بدا واضحا، سمح للصحافيين بالجلوس، وظل آخرون واقفين، كما تم منع المصورين من البقاء داخل القاعة لكثرة عددهم، إذ كان ممكنا تنظيمهم بطريقة التناوب. شبح بنكيران حاضر بقهقهته وقفشاته حصل شبه إجماع على أن جلسة البرلمان التي يغيب فيها عبد الإله بنكيران، تفقد نكهتها الخاصة، إذ ظل شبحه حاضرا مع البرلمانيين والوزراء، الذين لم يسمعوا قهقهته المعهودة، وقفشاته وملاسناته وهو يتحدث، إذ بدا العثماني منهكا وهو يتلو البرنامج الحكومي بطريقة مملة، جعلت أغلب البرلمانيين يطالعون هواتفهم المحمولة، أو يغادرون. أحمد الأرقام

برنامج العثماني… بنكيران يخاطبكم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فيديو .. إيران تكشف عن مقاتلة مخيفة

تفاؤل مفرط وغياب للأرقام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات