< هل من الطبيعي أن يعتني الرجل بأناقته؟ < أعتقد أنه من الضروري أن يعتني الرجل بمظهره الخارجي، وأن يهتم بأناقته، لكن دون أن يكون ذلك بشكل مبالغ فيه، باعتبار أنه في هذه الحالة قد نكون أمام حالة مرضية، أو هوس في إحدى درجاته. من جهة أخرى، العديد من المغاربة، وللأسف الشديد، يغفلون، مقارنة مع الأوربيين مثلا، عن هذه النقطة، ويتجاهلون الاهتمام بمنظرهم الخارجي، رغم أن للأمر أهمية كبيرة داخل المجتمع، وله تأثير على الحالة النفسية للشخص. < هل المبالغة في الأمر نابعة من رغبة الرجل في التشبه بالنساء؟ < أبدا، فالطبيعي هو ألا يقتصر الاهتمام بالأناقة على المرأة فقط، إنما حتى الرجل لابد أن يكون حريصا على تحسين مظهره الخارجي. أما التشبه بالنساء، فهنا نتحدث عن موضوع آخر، له علاقة بالميولات والمثلية الجنسية، سيما إذا كان الرجل، يبتعد عن الموضة الرجالية التي تعرضها أشهر الماركات العالمية، ويبحث عن الموضة النسائية وآخر الصيحات الخاصة بهن، أو يضع مساحيق التجميل وغيرها. وما يلاحظ، ورغم أن أناقة الرجل أضحت أمرا مهما، وغالبا ما يعتمد عليها في علم النفس من أجل تحديد نفسية الشخص، مازالت من النقط التي يتجاهلها الرجل المغربي، والأكثر من ذلك، غالبا ما يربطها بالتشبه بالنساء. < ما هي الأسباب النفسية التي تجعل الرجل يبالغ في الاهتمام بأناقته؟ < نجد أن هناك أسبابا كثيرة لتشبث الرجل بالاهتمام بأناقته، منها شخصيته وعدم ثقته في نفسه، ومحاولاته أن يكون مميزا في المجتمع. كما أن بعض الرجال، سيما الذين تقدموا في السن، يلجؤون إلى هذه الطريقة، بهدف جلب انتباه النساء، ولفت انتباههن لهم. ومن الأسباب النفسية أيضا، الوقوع في الحب، وهي المشاعر التي تجعل الرجل يهتم بكل صغيرة وكبيرة فيه، ويهتم أكثر بأناقته ومظهره الخارجي، إلى درجة أنه في بعض الحالات قد يبالغ في الأمر. كما أن إصابة الرجل بهوس "الاهتمام بالمظهر الخارجي"، ورغم أن هذا النوع منه مرتبط أكثر بالنساء، له علاقة بعوامل قد تؤثر على شخصية الإنسان والتي قد تؤدي إلى قلة ثقته بنفسه وعدم شعوره بالأمان، ما يدفعه إلى الاهتمام المفرط بمظهره الخارجي. وأريد التأكيد أن الاهتمام بالأناقة، شيء إيجابي جدا، وهو دليل على الرضى عن الذات، أما الاهتمام المفرط فهو سلبي وقد يتحول إلى مرض نفسي. من جهة أخرى، هناك درجات في الهوس، أولها قد لا تؤثر بشكل سلبي على الرجل، إذ غالبا ما يحرص في هذه المرحلة على شراء الملابس، مثلا، دون المبالغة في الأمر، في حين أن الوصول إلى درجات متقدمة من الهوس، يستدعي ذلك استشارة اختصاصي من أجل تجاوز المشكل، باعتبار أن ذلك قد تكون له مضاعفات كثيرة. أجرت الحوار: إيمان رضيف * اختصاصي في الطب النفسي والعقلي وفي العلوم الجنسية