عدم الثقة وكثرة الخلافات من أهم أسباب الطلاق

شكري: سببها وجود هوية خاصة بكلا الزوجين على مستوى التفكير والذوق والمزاج أكد الدكتور عبد الجبار شكري، أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس والباحث المشارك في مختبر الأبحاث والدراسات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، أن من أسباب الطلاق في المجتمع المغربي وجود مشاكل بين الزوجين وانعدام الثقة بينهما، وكلاهما يؤدي إلى وجود صراع بينهما. وعزا شكري أسباب الطلاق إلى وجود هوية خاصة بكلا الزوجين على مستوى تفكيره ووجدانه وذوقه ومزاجه، مضيفا أن من الطبيعي أن يختلف الزوجان في كثير من الأمور، لأن اختيار الشريك في البداية لا يعني توفر كل الشروط فيه، وإنما تتأسس العلاقة بتوفر الشروط الأساسية ذات الأولوية بالنسبة إلى كل واحد منهما. وشدد شكري على أن لكلا الزوجين تربيته وتنشئته الخاصة التي تلقاها من محيطه الأسري والاجتماعي الذي عاش فيهم، وساهمت كل من الأسرة والمحيط الاجتماعي، في تكوين اختلاف مزاجهما وأذواقهما. مضيفا أنه وفي بداية تعارفهما، يشكل الزوجان عالما خاصا بهما منفصلا عن عوالم الآخرين لا يريان فيه إلا نفسيهما، لكن عندما يتم الزواج تدخل عوالم أخرى إلى عالمهما، ومن هنا تبدأ الاختلافات في المواقف والرؤى والتصورات، ويبدأ التعصب الذاتي والدوغمائية التي تسعى إلى إلغاء الآخر في وجوده وكيانه. ومن هنا تبدأ المشاكل والصراعات بين الزوجين، وهي خاصية لا تفارق أي أسرة، كيفما كان مستوى تفاهم الزوجين ودرجة قوة ارتباطهما ببعضهما، لكن جوهر الإشكال، يكمن في كيفية معالجة المشاكل والصراعات في ظل الحفاظ على الطابع الودي والعاطفي في فضاء الأسرة. وأكد شكري أن الأسباب التي تؤدي إلى تفكك الأسرة والطلاق ترجع إلى وجود عنصرين هما الأساس في انهيار البيت الزوجي، العنصر الأول يتمثل في المشاكل بين الزوجين وهي غالبا ما تكون مشاكل داخلية تتعلق بالأدوار والعلاقات بين الزوجين وتربية الأبناء والصراع على من سيملك سلطة القرار داخل البيت.أما العامل الثاني حسب شكري فيتمثل في المشاكل الخارجية التي تتعلق بالتأثيرات الخارجية السلبية، التي تثير المشاكل بين الزوجين، والتي تكون إما مشاكل تأتي من أسرة أحد الطرفين، أو من الجيران أو من أصدقاء الزوجين أو من أصدقاء الأبناء. أما العامل الثالث فيتمثل في المشاكل المتعلقة بكيفية توزيع الدخل المالي للزوجين وميزانية الأسرة، وكيفية تسييرها وصرفها سواء داخل الأسرة أو خارجها. ويتمثل العنصر الرابع الذي يتحكم في علاقة الزوجين في توزيع وقت العمل ووقت وأماكن، وميزانية الترفيه، والأشخاص الذي سيشاركون في أوقات الترفيه، إضافة إلى اختلاف المزاج في بعض التصرفات والسلوكات واختلاف الأذواق في بعض الأشياء.وشدد شكري على أن انعدام الثقة بين الزوجين يعد من بين العوامل الأساسية التي تؤدي إلى الطلاق، وأرجع أسباب الوصول إلى انعدام الثقة إلى غياب الوعي بمقاييس اختيار الشريك، لأن الدافع الوحيد الذي يؤدي إلى الزواج والذي يطغى على كل المقاييس الأخرى، هو الرغبة فقط في الحصول على شريك وإنجاب الأطفال دون الاهتمام بالمقاييس الأخرى، لكن واقع الزواج وسيرورة الزمن تؤدي بالشريكين إلى الإحساس بعدم حسن الاختيار، خصوصا إذا تواترت النزاعات بينهما.ويعتبر شكري أن عدم تكافؤ الشريكين في بعض المجالات يؤدي بأحدهما إلى الشعور بالغبن والخيبة ما يؤدي به إلى نفوره وكراهيته لهذا الزواج. لكن المشكل الأكبر الذي يدعم هذه العوامل في عملية الطلاق هو طريقة مناقشة المشاكل ومعالجتها داخل الأسرة، فبعض الأسر المغربية إن لم أقل الكثير منها يعالج فيها الزوجان مشاكلها بطريقة انفعالية غاضبة عدوانية تقوم على مهاجمة أحدهما للآخر وممارسة العنف سواء المادي منه أو المعنوي أو بقطع كل سبل الحوار والتفاهم والتواصل، وهنا تحدث قطيعة بينهما تدوم مدة زمنية أحيانا تتعدى الأسبوع أو الأسبوعين، ويمكن أن يتصالح الزوجان دون إيجاد حل للمشاكل العالقة بينهما، ثم تأتي مشاكل أخرى جديدة تتراكم فوق السابقة، وهكذا يتكرر الصراع والخصام وتحدث القطيعة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تراكم المشاكل والخلافات ما يؤدي إلى حدوث اصطدام قوي يتسبب في انهيار العلاقة الزوجية.ويوضح شكري أن المشاكل وانعدام الثقة بين الزوجين التي تحدث أمام الأطفال، لها انعكاسات نفسية واجتماعية عليهم، لأن الطفل في هذا الوضع يشعر بضياع الذات وبعدم الشعور بالاستقرار والأمان، ما يؤدي به إلى فقدان السند النفسي الذي يشكله الوالدان، والذي يحتاجه في الأزمات التي تصادفه في المعيش اليومي، مضيفا أن فضاء الأسرة المشحون بالصراعات والاصطدام والشجار، يؤدي عند الطفل إلى الشعور بالإحباط والتعاسة والاكتئاب. كما يتسبب العنف المادي أو المعنوي بين الزوجين أمام الأبناء إلى تكون نوع من العدوانية السادية لدى الأطفال تجاه العالم ليتلذذ بالانتقام من حالة البؤس السيكولوجي الذي عاشه فينشأ الطفل عدوانيا مشاكسا، وهو ما يؤثر غالبا على مساره الدراسي، ويؤدي كذلك إلى تكون صورة سلبية ومنحطة عن العلاقة الزوجية في ذاكرة الطفل، ما يؤدي به في المستقبل إلى رفض الزواج أو حتى إذا تزوج يتوقع دائما الفشل، لأنه يعيد إنتاج العلاقة الصدامية نفسها داخل أسرته عندما يكبر. إسماعيل روحي

عدم الثقة وكثرة الخلافات من أهم أسباب الطلاق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تشبث الزوجة بمهنتها قد يتسبب في طلاقها

شعباني: البعد الاضطراري بين الزوجين غالبا ما يؤدي إلى الطلاق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات