مـدن تحـت الصـفـر

سقوط أولى ضحايا أمراض البرد ونداء استغاثة إلى وزارتي الداخلية والصحة تواجه مجموعة من الأسر في أعالي الجبال بأقاليم أزيلال وخنيفرة وميدلت وتنغير والحسيمة الموت المتنكر في التساقطات الثلجية الكثيفة، والتي وصلت في بعض المناطق الجبلية إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى تدني درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. ولقي طفلان من أسرة واحدة بضواحي ميدلت، مصرعهما، نتيجة إصابتهما بزكام حاد، لم يتلقيا علاجه في الوقت المناسب، فيما نقل ثلاثة من أشقائهما إلى المستشفى بالرشيدية، ما استنفر مندوبية وزارة الصحة التي نظمت قافلة لفائدة بعض أسر البدو الرحل بالمنطقة. "الصباح" تنقل صورا من معاناة سكان بعض المناطق المتضررة بسبب تدني درجات الحرارة في مجموعة من الأقاليم الموجودة تحت الصفر. آلاف البدو الرحل دون حماية مئات الأسر ترفض تغيير نمط عيشها وتقيم في خيام لا تقيها من البرد استنفرت وفاة طفلين من أسرة للبدو الرحل، الجمعيات الحقوقية، لمطالبة وزارتي الداخلية والصحة بالتدخل العاجل لحماية مئات الأسر، التي تعيش في خيم في العراء، وترفض أي مبادرة للإيواء رغم تحذيرات مديرية الأرصاد الجوية من تدني درجات الحرارة إلى أزيد من تسع درجات تحت الصفر. وقال عبد الحق بوجليد، رئيس جمعية "مبادرة فاعل خير" التي تهتم بأسر البدو الرحل، إنه يصعب تغيير نمط عيش هذه الأسر بسبب البرد، لأن طريقة تفكيرها مختلفة جدا، ويصعب التحكم فيها أو إقناعها بأي وسيلة"، مضيفا أن الحل لمساعدة البدو الرحل المنتشرين في أقاليم ميدلت والرشيدية وتنغير ومختلف المناطق، هو توفير الحماية لهم، "على وزارتي الداخلية والصحة أن توفر الحماية لهم، خاصة الأطفال والنساء الحوامل والمسنين، إذ عليها أن تنظم قوافل طبية باستمرار في مثل هذه الظروف، كما يجب أن توفر لهم سيارات إسعاف تتنقل معهم أينما ذهبوا، فإن كان بعضهم مستقرين في مناطق معينة، ولا ينتقلون منها إلا في حالات نادرة فإن آخرين يتنقلون باستمرار". وحسب الفاعل الجمعوي، فإن البدو الرحل، لا يتابعون تحذيرات مديرية الأرصاد الجوية، أو غيرها، لأنهم يعتقدون أن بإمكانهم مواجهة البرد، لأنهم معتادون عليه، غير أنهم لا يدركون التغيرات الحاصلة في المناخ، وأن درجات الحرارة تتدنى بشكل أخطر مما هم معتادون عليه، "لهذا يجب تكثيف القوافل الطبية والمساعدات خاصة الألبسة والأدوية، لحمايتهم". واستبعد بوجليد فكرة إطلاق نداء استغاثة إلى وزارة الداخلية للتدخل بمنع البدو الرحل من التنقل في مثل هذا الطقس، أو نقلهم إلى مآو في انتظار تحسنه، "لا يمكننا توجيه نداء مماثل إلى السلطات المحلية، لأننا ندرك أن البدو سيرفضون بكل تأكيد ترك خيامهم. هم يعيشون بالقرب من مواشيهم، ولا يمكنهم التخلي عن ممتلكاتهم ومواشيهم بهذه البساطة، ويجب أن نتذكر جميعا ما حدث لطفلتين من البدو الرحل، مصابتين بإعاقة، إذ كانت الأسرة تقيدهما في الخيمة وتتنقل في المنطقة مع مواشيها، رغم أنها تملك بيتا في ميدلت، وكان بإمكانها ترك الصغيرتين فيه حماية لهما، إلا أن عقلية الرحل مختلفة جدا، لذلك يصحبون معهم أبناءهم مهما كان سنهم أو نوع المرض الذي يعانونه إلى العراء، حيث ينصبون خيامهم". وتعيش مئات الأسر من البدو الرحل في محيط إقليم ميدلت، في خيام لا تتوفر على أدنى مواصفات مواجهة البرد القارس، والتساقطات الثلجية الكثيفة، كما تعيش أسر فقيرة في مجموعة من الدواوير، يقول إدريس السوسي، فاعل جمعوي بالمنطقة، ظروفا مأساوية، مطالبا بتدخل المسؤولين على المستوى المركزي، "لأن الوضع ينذر بكارثة إنسانية نتيجة تقصير المسؤولين وخذلانهم المنطقة". وتعيش مجموعة من الدواوير تحت رحمة موجات برد قارسة، وهي مناطق موزعة بين إملشيل وميدلت لم تصلها بعد أي قافلة من القوافل الرسمية، خاصة أسر البدو الرحل، الذين يختارون العيش في منطقة يستحيل الوصول إليها عبر سيارات، "مشينا حوالي ساعة ونصف، إذ استحال علينا الوصول إلى هذه الدواوير والمناطق التي يوجد بها البدو الرحل عبر وسائل نقل، كما لم نتمكن من تغطية كل المناطق بسبب صعوبة الوصول إليهم" يقول فاعل رافق مندوبية وزارة الصحة بميدلت في قافلة طبية نظمتها أول أمس السبت الماضي. ضحى زين الدين

مـدن تحـت الصـفـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مفوضية زوما تسبح ضد التيار بروما

مستودع طرامواي بدون ترخيص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات