مصدر من مديرية الفلاحة دعاهم إلى عدم فقدان الأمل يتخوف فلاحو منطقة سايس من موسم فلاحي جاف آخر يزيد من معاناتهم بعد تأخر الأمطار بشكل سيؤثر سلبا على المحصول الفلاحي والأغراس والأشجار المثمرة وقطيع الماشية ومخزون الفرشاة المائية، رافعين أكفهم إلى السماء أملا في قطرات غيث تنعش آمالهم وجيوبهم المثقوبة وتحيي الأرض والشجر والعباد والماشية. غالبيتهم سيما الصغار منهم، مترددون في حرث أراضيهم بمختلف المناطق إلا السقوية منها، أمام ضعف التساقطات المطرية التي لم تتجاوز 68.5 ملمتر بتقدير مصدر من المديرية الجهوية للفلاحة بفاس، في معدل ضعيف يقل بأكثر من 62 في المائة عن السنة العادية، وغير كاف للمغامرة بحرث أراض محتاجة إلى الماء الكافي. وهذا ما يؤكده حرث نحو 4 آلاف فلاح فقط جزءا من أراضيهم، أي ما يمثل نحو ثمن فلاحي المنطقة، بمساحة تقدر بنحو 21 ألف هكتار من الحبوب 12 ألفا منها محروثة بالقمح الطري و5 آلاف بالشعير و4 آلاف هكتار مزروعة بالقمح الصلب، أي أقل ب9 آلاف هكتار من المزروعات الخريفية عن الموسم الفلاحي الماضي. النقص نفسه سجل في مزروعات القطاني المقدرة المساحة المزروعة بها ب5 آلاف هكتار، 3 آلاف هكتار منها من الفول مقابل ألفي هكتار مساحة مزروعة بالجلبانة، حسب مصدر مديرية الفلاحة بالمدينة، متراجعة ب2500 هكتار عن الموسم الماضي الذي كان الإنتاج فيه منعدما سيما من المادتين لتضرر محصولهما بالجفاف. التراجع نفسه سجله المصدر ذاته في الزراعات العلفية التي لم تتجاوز المساحة الإجمالية المزروعة بها بفاس ومولاي يعقوب، إلى حدود 16 نونبر الجاري، نحو 4200 هكتار أي بناقص ألفي هكتار عن الموسم الفلاحي الماضي، ما يؤكد تخوف الفلاحين من المغامرة لتأخر تهاطل الأمطار بأكثر من شهرين عن المواسم الفلاحية العادية. ورغم ذلك بدا المصدر متفائلا بوجود بصيص من الأمل على الفلاح ألا يفقده، طالما أن مدة الحرث لم تنته، قائلا إن الحكم على الموسم بالجاف سابق لأوانه طالما أن عملية الزرع والحرث تستمر أحيانا إلى أوائل السنة الميلادية، وقد يكون الإنتاج وافرا في حالة انتظام التساقطات وهطولها بالكمية الكافية. وعكس ذلك دب اليأس إلى نفوس الفلاحين الذين لم يستفيقوا بعد من الأزمة التي يعيشونها بفعل الجفاف الذي عرفته المنطقة في الموسم الفلاحي الماضي الذي لم يتجاوز فيه إنتاج الحبوب بمختلف أنواعها، القنطارين في الهكتار سيما القمح الطري والصلب والشعير لضعف التساقطات المطرية وعدم انتظامها. ويرى الفلاحون أن تأثير جفاف العام الماضي، سيزداد مستقبلا أمام غياب المخزون الكافي من الحبوب والقطاني، "زريعة" وللاستهلاك الأسري، مؤكدين أن الخطر محدق بقطيع الماشية التي تخلص منها العديد منهم بأبخس الأثمنة، لغياب المراعي وعدم توفرهم على الإمكانيات المادية الكافية لتأمين علفها. ويؤكد أن غالبية الفلاحين الصغار عاجزين عن تدبر تكاليف عملية الزرع والحرث وشراء الأسمدة والبذور، غالية الثمن، في غياب موارد كانوا يتدبرونها مما يبيعونه من منتوج الأشجار المثمرة، الذي تراجع بشكل مهول سيما الزيتون المعتمد عليها موردا أساسيا بالنسبة لآلاف الفلاحين سيما بتاونات وصفرو ومكناس. ويطالب بعض الفلاحين بإعفائهم من قروض بنكية تثقل كاهلهم سيما التي تقل عن المليون سنتيم، لعدم قدرتهم على تسديد أقساطها، متمنين تدخلا عاجلا من وزارة الفلاحة وأي جهة يمكن أن ترأف لحالهم وتعفيهم معاناة هم في غنى عنها أمام ضيق ذوات أيديهم وغياب حيل تمكنهم من تدبر تكاليف عيشهم وأسرهم. الآلام نفسها يعيشها الفلاحون المؤمنون على محصولهم الزراعي، المستفيدون من دعم الدولة، الذين فوجئوا أثناء محاولتهم صرف الشيكات المسلمة إليهم، بشرط أدائهم ثمن التأمين، نظير صرف ما تبقى من المنحة لهم، ما رفضه العشرات منهم ممن لم يستسيغوا هذا الشرط والتصرف في إعانة مفروض توصلهم بها كاملة. حميد الأبيض (فاس)