بلغزال: المصالح أولا

< عانى المغرب في ظل حكم الديمقراطيين في تعاطيهم مع ملف الصحراء. كيف تقيم مصير العلاقات بين البلدين بعد وصول ترامب إلى الحكم؟ < استطاع أوباما مواجهة أزمة الركود الاقتصادي التي هزت العالم منذ 2008 وما رافقها من نزوع جارف للعالم نحو التطرف والهويات المغلقة بجميع أشكالها، من خلال استنهاضه للحلم الأمريكي ممثلا في شعار "نعم نستطيع". لكن ترامب وبواقعية رجل الأعمال، وبفهم عميق لأزمة المؤسسة الأمريكية وآثارها المؤلمة على عموم الأمريكيين، وبالرهان على استنهاض الخوف من المجهول والآخر لدى الأمريكيين البيض على الخصوص، استطاع أن يصدم الجميع، وأن يصل إلى الحكم. إن السياسة الخارجية لأمريكا لا تتأثر كثيرا بعقيدة هذا الرئيس أو ذاك بقدر ما تخضع للمصالح الإستراتيجية أولا وأخيرا. وأعتبر أن أن نجاح ترامب، وبالنظر إلى طبيعة السياق العام المميز للسياسة الدولية الراهنة، واستحضارا للعناوين الكبرى لمشاريعه بما فيها مطلب مراجعة اتفاقيات التبادل الحر، وبرنامج دعم الطاقة الأحفورية وتحديات الهجرة ومحاربة الجماعات المتطرفة ورهانات السلم والأمن الدوليين، كلها عوامل توفر للمغرب مداخل جديدة للدفاع عن مصالحه انطلاقا من الأوراق التي يتحكم فيها في المحيط الإقليمي والجهوي. < هل يعني انتخاب رئيس جمهوري تغييرا حتميا في السياسة الخارجية لأمريكا؟ < يمكن القول إن العلاقات الخارجية الأمريكية لن تتأثر كثيرا بتغيير رئيس، وأيا كانت طبيعة الصعوبات التي واجهها المغرب في المرحلة السابقة، فإن ذلك لا ينبغي أن ينسينا بأن الولايات المتحدة التي وصفت في عهد بوش الابن مقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي بالمقترح الجدي، هي نفسها التي ترافعت من أجل إقناع المغرب على التقدم بهكذا مبادرة، بل إن اتفاق الإطار الذي سبق لبيكر أن طرحه إطارا للتسوية كان في العديد من مداخله ومفاصله نتيجة حوار بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. غير أن هذا التفاهم الذي يحصل في بعض السياقات التاريخية لا ينبغي بالمطلق أن يجعلنا نعول على الآخر، فخط الدفاع الأول عن مصالحنا بين أيدينا. < إذا كان الرئيس لا يغير كثيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، فما هي الأوراق التي يملكها المغرب لحماية مصالحه الحيوية؟ < أعتقد أن المغرب يملك أوراقا كثيرة للدفاع عن قضاياه العادلة ويمكن إجمالها في اعتبار الديمقراطية ودولة المؤسسات خيارا لا رجعة فيه. ويجب الرهان على جعل الأقاليم الصحراوية نموذجا في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بما يسمح بتحويلها من منطقة للنزاع إلى منصة لوجيستية للربط بين الشمال والجنوب. كما يجب وضع مشروع مبادرة الحكم الذاتي في سياق قراءة متجددة ومبتكرة للراهن الجيو-سياسي. إن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وامتلاكه لرؤية متكاملة يؤهل المغرب لتدبير العلاقات الإستراتيجية مع أمريكا أيا كانت خيارات الرئيس دونالد ترامب، بل أعتقد أن الفرصة ستكون مواتية لمراجعة اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا باعتبارها اتفاقية جائرة استثنت الأقاليم الجنوبية، وركزت على التبادل التجاري وتجاهلت إمكانات الاستثمار المشترك. * ناشط حقوقي مختص في شؤون الصحراء أجرى الحوار: برحو بوزياني

بلغزال: المصالح أولا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الثابت والمتحول في حلف واشنطن الرباط

الدوريات الأوربية والبطولة تتواصل اليوم بمباريات قوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات