طليمات: موقف الاتحاد الاشتراكي انقلب 180 درجة

يتساءل اتحاديون غاضبون من الارتباك الذي بات يعرفه أداء حزب القوات الشعبية، منذ مؤتمره الأخير، والذي يتأكد اليوم مع انطلاق المشاورات من أجل تشكيل حكومة ما بعد 7 أكتوبر. ويرى جليل طليمات، عضو المكتب السياسي سابقا، وأحد الأصوات التي ظلت تنتقد أداء المكتب السياسي من خارج المؤسسات، دون أن يعلن طلاقه النهائي مع الحزب، أن ما يجري حاليا يهدد باغتيال السياسة، في إشارة إلى ما أسماه المشهد السوريالي، قائلا “لا يهم الآن ما ستتمخض عنه المشاورات، بل المهم هو ما يترتب الآن عن هذا المشهد، من اغتيال للسياسة، وتعميق لعدم الثقة في النخبة السياسية الحالية التي أضحت بلا بوصلة وبلا رؤية وبلا مصداقية، وبلا خطاب محترم صادق ومنسجم”. ووصف طليمات ما يجري بـ”السياسة السياسوية التي تتحول فيها النخب القائدة إلى شرذمة تبحث عن مواقع وحقائب معدودة، بعد أن شحنت قواعدها جزءا من الرأي العام بثرثرة حول الخط الأحمر مع الظلاميين”. وقال طليمات “ليست الحقيقة ما يهم في الفعل السياسي، وإنما الصدق والمصداقية في القول والفعل، وهما معا ضحية ما نعاينه في هذا المشهد السوريالي الذي يمعن في قتل السياسة”. ويرى طليمات أن الهزيمة الانتخابية هي قتل لخط سياسي انقلب على مقررات المؤتمر الوطني التاسع للحزب، سواء تعلق الأمر بطبيعة المعارضة الاتحادية أو بدائرة التحالفات وأولوياتها، معتبرا أنها ثمن غال للارتماء في أحضان الأصالة والمعاصرة والمراهنة عليه، إلى حد التبعية والتسليم في القرار الحزبي المستقل. كما اعتبر الهزيمة الانتخابية انعكاسا لفشل تدبير تنظيمي اعتمد الإقصاء منهجا في التعامل مع الاختلافات والخلافات الداخلية. وأوضح طليمات في تصريح لـ”الصباح” أنه ليس ضد المشاركة في الحكومة من حيث المبدأ، لكن قناعته اليوم هو ألا يشارك الاتحاد في الحكومة، لأن وضعيته التنظيمية تقتضي التفرغ لإعادة البناء من أجل استعادة عافيته، وتصحيح أوضاعه في المدن والجهات، بعد أن خسر وجوده في أكثر من 13 مدينة، وأصبح في رتبة تسائل اليوم قيادته. وأكد طليمات أن الموقف الأسلم اليوم للحزب، هو المعارضة البناءة والاقتراحية والمستقلة، كما حددتها مقررات المؤتمر التاسع للحزب، حتى لا يجد نفسه مع “البام” في معارضة أسماهها “معارضة الأعيان والزبناء والرحل “، موضحا أنه يفضل التموقع في موقع “لا بام ولا بيجيدي”، والانكباب على تصحيح أوضاع الحزب، لأن المشاركة تأتي في سياق غير مقبول، يتسم بقتل السياسة وفقدان الثقة في نخبة تنقلب بـ 180 درجة في الموقف. وقال الاتحادي المستقيل تحت الضغط من المكتب السياسي، “لا يمكن لأي عاقل أو مواطن ذكي تقبل هذا الانقلاب الغريب في المواقف، فكيف يرفع الحزب مذكرة إلى الملك يتهم فيها العدالة والتنمية بالمس بالمؤسسات، ويحذر من السيناريو السوري في حال فوزه بالرتبة الأولى في الانتخابات، ويأتي في الأسبوع ذاته، ويعلن قبول المشاركة في حكومة بنكيران”. وأوضح طليمات أن هذا الموقع في المعارضة تفرضه وضعية الاتحاد، لأنه “لا نرضى لأن يصبح الحزب قطعة مكملة للتشكيلة الحكومية”، معتبرا أن الحديث عن المصالحة الوطنية والكتلة التاريخية فيه كثير من اللغو، والتي تحتاج إلى تدقيق، وأنه مجرد تبرير وهروب من المسؤولية في الهزيمتين الانتخابيتين لرابع شتنبر من السنة الماضية، و7 أكتوبر الجاري. ب . ب

طليمات: موقف الاتحاد الاشتراكي انقلب 180 درجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاستقلال يجمد عضوية مسؤوليه بمولاي يعقوب

الطعن في اللائحة الوطنية للحركة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات