الشناوي وبلافريج … صوت اليسار في البرلمان

دموع ورقص وشعارات النصر تلهب مقر الاشتراكي الموحد بالبيضاء عاش مقر الحزب الاشتراكي الموحد بالبيضاء ليلة الجمعة الماضي أجواء الاحتفال بفوز الفدرالية بمقعدين، وتحول منذ الساعة الثامنة مساء إلى محج للشباب ومناضلي الفدرالية وحضور ملفت لوسائل الإعلام، في انتظار وصول الأمينة العامة للحزب ووكيلة اللائحة الوطنية للفدرالية. في قاعة عبد السلام الموذن، أحد قياديي اليسار، الذين قضوا أزيد من 15 سنة في سجن القنيطرة، وضعت شاشة تلفاز، كما حضر أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، الذين تكلفوا بإعطاء تصريحات أولية إلى ممثلي وسائل الإعلام، في غياب أي معطيات رقمية عن نتائج الفدرالية. وحوالي الساعة العاشرة ليلا، حلت نبيلة منيب، بوجه بشوش، استقبلت وسائل الإعلام ورحبت بهم، وتحت عدسات الكاميرات وميكروفونات الصحافة، شرعت أيقونة اليسار الديمقراطي، في إعطاء تصريحات سياسية قوية، هاجمت من خلالها كالعادة، ما طبع الحملة الانتخابية من خروقات وتوجيه للناخبين لفائدة حزب معين، وهاجمت سياسة الدولة التي حاولت اختزال المشهد السياسي في قطبين أطلقت كل مدفعياتها صبوهما باعتبارهما وجهين لعملة واحدة. غياب المعطيات الرقمية الأولية، جعل قادة الحزب الاشتراكي الموحد يركزون في تصريحاتهم لوسائل الإعلام على التعبير عن اعتزازهم بالاحتضان الشعبي الذي لقيته لوائح الفدرالية في عموم التراب الوطني، والدعم الذي لمسه مرشحوها من قبل مختلف الفئات، خصوصا من فعاليات ومثقفين وفنانين ومبدعين وجمهور واسع من شباب « شعب اليسار» و20 فبراير، الذين ألهبوا مواقع التواصل الاجتماعي، بحملة الدعم والمساندة للفدرالية، ووكيلة لائحتها الوطنية، التي منحت صورة مغايرة لليسار وصل صداها إلى خارج المغرب، من خلال مواكبة عدد من وسائل الإعلام الدولية. تحول المقر لفضاء لشباب اليسار الذين تطوعوا بكل حماس طيلة أيام الحملة إلى جانب الفدرالية، بجيوب فارغة، لكن بإيمان أن «مغربا آخر ممكن، مغرب الحرية والكرامة»، الذي يوفر للشباب كل ظروف الإبداع والخلق. في القاعة المجاورة، تعمل حنان خمليش، المتفرغة بالمقر المركزي، على ربط الاتصال بالفروع، من أجل تسجيل أولى النتائج والملاحظات حول عملية الفرز النتائج ودعوتهم إلى إرسال نسخ التقارير بعد الحصول عليها إلى المركز، فيما تكلف شباب بتوفير الحلويات والمشروبات لفائدة ضيوف الفدرالية ووسائل الإعلام. كل أعضاء الحزب في المواقع القيادية كانوا حريصين في التصريحات على عدم المجازفة بالتعليق على النتائج، إلا بعد إعلانها رسميا، لكن ذلك لم يمنعهم من إعطاء قراءة أولية وتحليلات لسمات المشهد السياسي، انطلاقا من المقدمات اللواتي حكمن العملية الانتخابية، سواء من حيث طريقة تمويل العملية أو توزيع الحصص في وسائل الإعلام السمعية البصرية. تقول منيب» كيف يمكن أن نتصور تنافسا سياسيا في ظل إغداق الدولة بالملايير على بعض الأحزاب، في الوقت الذي لم يتوصل الحزب الاشتراكي الموحد إلا بـ 75 مليون سنتيم، وكيف يمكن منح الفدرالية بضع دقائق لشرح مشروعه، في الوقت الذي تعطى حصص أكبر لكائنات انتخابية تتلعثم في قراءة خطابات لا تمت بصلة إلى البرنامج. وفي غياب المعطيات، ظلت بعض التسريبات الأولى تصل إلى المقر المركزي، حول فوز الفدرالية بمقعد في البيضاء، وبالضبط في دائرة أنفا، التي منحت مصطفى الشناوي، الطبيب والقيادي في النقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، لم تكن المحاضر النهائية قد وصلت إلى أيدي مسؤولي الفدرالية، لكن تصريحات قياديين من العدالة والتنمية لإحدى الإذاعات الخاصة أكدت فوز الشناوي بمقعد في أنفا، وهو ما سيتأكد بعد ساعات، حيث هتف الشباب والأعضاء الذين ملؤوا جنبات مقر الحزب بزنقة أكادير بشعارات النصر، تبادلوا التهاني والعناق، وخرج الشناوي من أحد المكاتب محاطا بالمناضلات والمناضلين، يدا في يد مع الأمينة العامة للحزب نبيلة منيب، وهما يرفعان شارات النصر. لم يصدق الشناوي الخبر، وغالبته دموع الفرح، وتعالت الهتافات، باعتبار خبر فوزه هو الأول بالنسبة إلى فدرالية اليسار، وهو الذي قاد حملة نظيفة إلى جانب مناضلي الفدرالية بإمكانيات محدودة واعتمادا على الشباب المتطوع. وفي تصريحات لوسائل الإعلام، قال الشناوي إنه معتز بالثقة التي حظ بها من قبل ناخبي دائرة أنفا، والاحتضان الذي لقيه من قبل مناضلي الفدرالية، الذين عبؤوا كل الجهود لدعمه، مشيدا بباقي مرشحي اللائحة الذين كانوا يتحركون وكأنهم رؤساء اللائحة، إيمانا من الجميع بان الرهان هو أن يصل صوت اليسار الحامل للأمل في التغيير، والقادر على فضح الفساد. رقص اليساريون فرحا، وهم الذين عاشوا خيبات الأمل والتشتت، والانشقاقات المتتالية، وتبادلوا العناق والتهاني، قبل أن تهتف الحناجر من جديد، معلنة نصرا ثانيا، وهذه المرة، من الرباط، التي كانت كل المؤشرات تتنبأ بفوز الشاب عمر بلافريج، الوجه اليساري، وعضو حركة «طموح جرأة شجاعة»، الذي منح الفدرالية فوزا سابقا في الانتخابات الجماعية، من خلال الفوز بتسعة مقاعد في أكدال، بوأت الفدرالية اختراقا سياسيا جعلها القوة الثانية بعد العدالة والتنمية بالرباط. استمر الاحتفال وسط رقص شباب اليسار ومساندي الفدرالية من الوجوه والفعاليات التي حضرت إلى المقر وضمنهم كريم التازي، رجل الأعمال، الذي ظل حاضرا لساعات رفقة أفراد من أسرته، لاقتسام لحظات فرح مع مناضلي اليسار، الذي تربطهم به علاقات، كما أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام. وتابع الحضور وقائع الندوة الصحفية لوزير الداخلية التي أعلنت رسميا النتائج الأولية، والتي منحت الفدرالية مقعدين، وتحولت المقر إلى فضاء لتحليل النتائج والتكهنات، وطرح الأسئلة حول مآل اللائحة الوطنية التي يعلق عليها مناضلو الفدرالية أملا كبيرا لكسب مقعد إضافي لصالح وكيلة اللائحة الوطنية، التي قال الشناوي إنها قيمة مضافة لليسار، وإحدى القيادات النسائية التي أعادت الوهج إلى اليسار، وساهمت أيضا في الفوز الذي حققه في دائرة أنفا. برحو بوزياني

الشناوي وبلافريج … صوت اليسار في البرلمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحذيرات من اتباع "رجيم"

تغذية متوازنة لصحة الحامل والجنين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات