سمنة الأطفال… مشاكل صحية

تغير نمط الحياة والوراثة وقلة النشاط البدني من أسبابها انتشرت السمنة لدى الأطفال في الآونة الأخيرة لعدة أسباب، منها تغير نمط الحياة ومن مظاهره انتشار تناول الوجبات السريعة، والطعام غير الصحي في صفوف الأطفال، بالإضافة إلى قلة نشاطهم البدني نتيجة الجلوس لساعات طويلة لمشاهدة التلفزيون أو لممارسة الألعاب الإلكترونية. ونتيجة الزيادة في الوزن أصبح الأطفال عرضة لكثير من المشاكل الصحية، ما يؤثر كذلك على الحالة النفسية. في الورقة التالية تتحدث الدكتورة كوثر جبراني، طبيبة عامة عن أسباب السمنة ومضاعفاتها ومحاور أخرى، كما يتم تقديم العديد من النصائح للوقاية منها. في ما يلي التفاصيل: تضـــر بالـــدماغ دراسة قالت إن التطور المعرفي يتأثر سلبا أظهرت دراسة أمريكية خطر السمنة على تطور الدماغ لدى الأطفال، إذ أشارت إلى أن التطور المعرفي لديهم يتأثر سلبا، كلما زادت أوزانهم. وحذرت دراسة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من انتشار السمنة بين الأطفال بشكل واسع، فهي تصيب اليوم واحدا من أصل خمسة أطفال، وبالتالي فهو رقم يثير القلق لارتباط الزيادة في الوزن بأمراض مزمنة، مثل السكري والقلب والكلي. واعتمد باحثون من جامعة ييل الأمريكية، على دراسة تأثيرات زيادة الوزن على النمو الدماغي لدى الأطفال وتطورهم المعرفي حتى مرحلة المراهقة. وكانت نتائج الدراسة مثيرة للانتباه، فقد وجدت أن السمنة تسبب تغييرات دقيقة في شكل أدمغة الأطفال، وتؤثر على المادة البيضاء المسؤولة عن إرسال الإشارات العصبية. وأكد الباحثون أن تلك التغييرات تؤخر القدرات العقلية والإدراكية للأطفال، الذين يعانون زيادة في الوزن. وقد راجع الباحثون النقاط الخاصة بمؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال واستخدموا صور الرنين المغناطيسي للدماغ، لتحديد التغييرات الحاصلة في أدمغتهم، وخلصوا إلى أن زيادة الوزن في مرحلة الطفولة مرتبطة بتراجع صحة الدماغ، وضعف الأداء الإدراكي، سيما في مجال الدراسة أو الوظائف الموكلة للطفل. وفي دراسة سابقة نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة، ذكرت أن الأطفال ذوي المهارات اللفظية والتنفيذية العالية، كانوا أقل عرضة لزيادة الوزن، كما أن السلوكات الغذائية الصحية، ساهمت بشكل كبير في تحسين الوظائف الإدراكية لديهم. وأظهرت دراسة أمريكية أخرى أن إصابة الأطفال بالسمنة في سن مبكرة تعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء، وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة براون الأمريكية، ونشروا نتائجها، في دورية "أوبيزيتي" العلمية. وأوضح الباحثون أن البدانة يمكن أن تؤدي إلى خلل في الهرمونات، التي تعمل في مناطق دماغية متعددة، وترتبط بانخفاض القدرات المعرفية لدى البالغين. ولرصد تأثير السمنة على دماغ الأطفال الصغار، تابع الباحثون مجموعة من المواليد في سن عامين، وقاموا بقياس أوزانهم وطولهم، وتمت متابعة كل طفل بمرور الوقت من خلال الزيارات المنزلية، من قبل موظفين مدربين. ثم أجرى الفريق للأطفال اختبارات لقياس قدراتهم المعرفية، عندما بلغوا عمر الخامسة والثامنة من أعمارهم. ووجد الباحثون أن الأطفال، الذين هم على عتبة الإصابة بالسمنة أو الوزن الزائد خلال عامين من ولادتهم، كان أداؤهم أقل في اختبارات الإدراك والذاكرة ومعدلات الذكاء، التي أجريت لهم في سن الخامسة والثامنة، مقارنة مع أقرانهم من ذوي الوزن الطبيعي. أمينة كندي لمعلوماتك < الربو يزداد معدل الإصابة بالربو بين الأطفال الذين يعانون السمنة، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة معدل الالتهابات والإصابة بالإجهاد التأكسدي. < التنفس تعتبر السمنة من عوامل الخطر الحاسمة لانقطاع التنفس أثناء النوم، كما يعد النوم المفرط أثناء النهار مشكلة شائعة بين الأطفال الذين يعانونها. < اكتئاب غالبا ما يصاب الأطفال الذين يعانون السمنة بالاكتئاب وانخفاض احترام الذات. ويواجه الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن التنمر في المدرسة ويتم استبعادهم من الأنشطة البدنية التنافسية. يعتقد الكثير من الآباء أن أطفالهم يعانون السمنة لأن بنيتهم الجسدية أكبر من المتوسط، لكن في الحقيقة لا يعانونها، وأن وزنهم طبيعي مقارنة مع طولهم. فمن أجل التأكد إذا كان الطفل يعاني السمنة أو غير ذلك، نحتاج إلى حساب مؤشر كتلة الجسم، هو وزن الشخص بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر، مع إمكانية إجراء فحوصات أخرى. هل يمكن أن تؤثر السمنة على الأطفال؟ > بطبيعة الحال، فكما تؤثر السمنة على الأشخاص البالغين، تؤثر أيضا على الأطفال، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار والانتباه إليه لتجنب وصول الطفل إلى مرحلة الخطر. فالسمنة في مرحلة الطفولة من المشاكل التي لابد أن تثير مخاوف الآباء، لأنها غالبا ما تكون بداية طريق المشاكل الصحية، والأكثر من ذلك يمكن أن تكون السمنة من أسباب إصابة الطفل بعدم تقدير الذات والاكتئاب. ما هي مضاعفات الإصابة بالسمنة بالنسبة إلى الطفل؟ > يمكن أن يكون الأطفال الذين يعانون السمنة أمام خطر الإصابة بعدد من الأمراض، منها داء السكري، إذ تزيد السمنة وأنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة، من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. كما يكون الطفل معرضا للإصابة بمشاكل الكوليسترول المرتفع، بسبب سوء التغذية واتباع نظام غذائي غير متوازن وغني ببعض الأطعمة غير الصحية، علما أن تراكم الدهون داخل الشرايين، قد يتسبب في ضيق الشرايين وتصلبها، ما يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، خلال مرحلة ما في الحياة. وقد يشعر الأطفال الذين يعانون السمنة، ورغم صغر سنهم، بألم المفاصل بسبب الوزن الزائد الذي يضغط على الوركين والركبتين. وإلى جانب المشاكل الصحية التي تعتبر من مضاعفات السمنة عند الأطفال، قد يكون الطفل أمام مشاكل اجتماعية أخرى، سيما أن أغلبهم قد يتعرضون للتنمر، وهو ما يمكن أن يؤثر على علاقتهم بالآخرين ويفضلون العزلة. كيف يمكن أن يصل الطفل إلى مرحلة الإصابة بالسمنة؟ > يعتبر النظام الغذائي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى زيادة وزن الأطفال، إذ أن تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بانتظام، مثل الوجبات السريعة يزيد وزن الطفل، والشيء ذاته بالنسبة إلى استهلاك السكريات، والتي تكون السبب في الإصابة بالسمنة عند الإفراط في تناولها. ومن عوامل الخطر التي تؤدي إلى السمنة، قلة ممارسة التمارين الرياضية، إذ أن الأطفال الذين لا يمارسون التمارين الرياضية أكثر عرضة لزيادة الوزن، لأنهم لا يحرقون كمية كبيرة من السعرات الحرارية، إضافة إلى أن بعض الأطفال يقضون ساعات طويلة أمام التلفزيون أو لعب ألعاب الفيديو، ما يدخلهم وسط دائرة الخمول. هل الوراثة يمكن أن تكون من الأسباب؟ > بطبيعة الحال، فالأطفال الذين ينتمون لعائلة يتسم أفرادها بزيادة الوزن، قد يزداد وزنهم. ويحدث ذلك خاصة إذا نشأ الطفل في بيئة تتوفر فيها الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بشكل دائم وينعدم فيها الاهتمام بالأنشطة البدنية. كما يمكن أن تزيد بعض الأدوية التي يمكن أن يستعملها الطفل من خطر الإصابة بالسمنة. أجرت الحوار: إيمان رضيف * طبيبة عامة

سمنة الأطفال… مشاكل صحية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابة "فراقشية" تستنفر الدرك بتزنيت

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات