الشفوي

جاء منشور رئيس الحكومة المؤطر والتوجيهي لمضامين مشروع قانون المالية 2017، بمثابة خطبة وداع وإعلان عن الفشل في ترجمة الأهداف والأولويات التي التزمت الحكومة بتنفيذها وتحقيقها، خلال ولايتها. وكان من المفروض أن تكون هذه الرسالة بمثابة مسلك للعبور إلى مرحلة أخرى وجيل جديد من الإصلاحات للولوج إلى محطات موالية في مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد. لكن بعد الاطلاع على مضامين الرسالة التأطيرية، التي وجهها بنكيران إلى أعضاء فريقه الحكومي، تبين أن الرجل ظل يكرر التوصيات والتوجيهات ذاتها سنة بعد أخرى، ما يعني إعلانا رسميا عن فشل الحكومة في تفعيل وتحقيق الإصلاحات الهيكلية المبشر بها في مختلف قوانين المالية السابقة. الرسالة حددت أولويات تتمثل في تسريع التحول الهيكلي للاقتصاد الوطني عبر التركيز على التصنيع والتصدير، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، وإنعاش الاستثمار الخاص، وتأهيل الرأسمال البشري وتقليص الفوارق الاجتماعية، وتعزيز آليات الحكامة الاجتماعية. واعتبرت مشروع قانون المالية الحالي بمثابة منطلق للشروع في تفعيل هذا التوجه من خلال الاستناد إلى الأولويات المحددة. الأولويات ذاتها ظل بنكيران يكررها طيلة سنوات ولاية الحكومة ويوجه أعضاء فريقه إلى الاستناد إليها خلال إعداد ميزانية القطاعات التي يشرفون عليها، ليأتي في نهاية ولايته ويؤكد أن السنة المقبلة ستكون منطلقا للشروع في تطبيقها، ما يعني أن إنجازات الحكومة، طيلة ولايتها، لم تتجاوز المستوى الشفهي. والتكرار يفيد التأكيد، فلا يستدعي الأمر التخصص والخبرة للتأكد من فشل الحكومة في كل ما سبق أن التزمت به، إذ أن رئيس الحكومة نفسه يؤكد هذه الحقيقة بعدما اعترف في رسالته التوجيهية بأن الاقتصاد الوطني حقق نموا متوسطا، خلال الفترة ما بين 2012 و2015، في حدود 3.7 %، في حين أنه التزم في التصريح الحكومي، منذ خمس سنوات، بتحقيق معدل نمو، خلال ولايته، لا يقل عن 5 % في المتوسط. وانعكس ذلك على كل الأهداف الأخرى، خاصة إشكالية التشغيل التي ترتبط بشكل مباشر بمعدل النمو، إذ التزم بنكيران بتقليص معدل البطالة إلى 8 في أفق السنة الجارية، في حين أنه يصل، حاليا، في المعدل الوطني إلى 8.6 %، حسب المذكرة الأخيرة للمندوبية السامية للتخطيط، علما أن المعدل يقفز إلى 21.5 % في صفوف الشباب. أمام هذه الأرقام العنيدة، من الطبيعي أن يكرر بنكيران الخطاب نفسه.

الشفوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فضيحة تهز القاعدة العسكرية بابن جرير

إخوان بنكيران في قلب الجدل الانتخابي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات