سطو وتبييض أموال وجرائم معلوماتية

الرأس المدبر لسرقة القرن ببلجيكا مستثمر بالبيضاء وجناة أجانب اعتقدوا أن المملكة جنة فيحاء حول العديد من المشبوهين على الصعيد الدولي، سيما أروبيا، أنظارهم إلى المغرب مباشرة بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية وأيضا هروبا من ملاحقتهم لتورطهم في قضايا إجرامية كبيرة في بلدان الإتحاد الأوربي، إذ دخل بعضهم متخفيا بهوية مستعارة، وآخرون بطرق أخرى، قبل أن يستقروا في المملكة، إما لتبييض أموالهم، أو لمواصلة جنوحهم الإجرامي، معتقدين أن الأمن المغربي، أقل حنكة من نظيره في أوربا، وأنه من السهل عليهم مواصلة مسارهم الإجرامي للحصول على الأموال، دون عناء، قبل أن تكشفهم مصالح المخابرات والأمن المغربيين، أو يجدوا أنفسهم في قبضة العدالة، بعد أول جريمة سطو يرتكبونها. في الورقة التالية نعرض بعض الملفات التي عولجت من قبل الضابطة القضائية الوطنية، أو التي قدم فيها الأمن المغربي معلومات ثمينة لنظيره في البلدان الأوربية حول مجرمين "مصنفين خطر" يتنقلون بهويات مستعارة. منفذ سرقة القرن استقر بالبيضاء حل الأمن المغربي واحدة من أكبر سرقات القرن في 2013، بعد أن قدم معلومات مهمة عن المتهم الرئيسي، الذي لاذ بالمغرب مباشرة بعد نجاح عملية السطو الكبرى التي شهدها مطار بروكسيل، والتي حيرت الأمن البلجيكي والأوربي، إذ نفذت بإتقان وحرفية كبيرين، وسرعة في التنفيذ، من قبل عشرة مقنعين، انتحلوا صفة أفراد شرطة، وكان بعضهم يرتدي صدريات الأمن البلجيكي، واستعملوا سيارتين شبيهتين بتلك المتوفرة لدى الشرطة البلجيكية، ليفلحوا ليلا في اختراق المطار وفي أقل من خمس دقائق نفذوا العملية واستولوا على شحنة ألماس خام وذهب، كان منتظرا تحميلها في طائرة متوجهة إلى مطار زوريخ بسويسرا، وحددت قيمتها في 350 مليون أورو، ثم لاذوا بالفرار على متن سيارتين كان سائقاها مستعدين للانطلاق. واستمرت الأبحاث في بلجيكا لاقتفاء أثر المجرمين، وذاع الخبر في القنوات التلفزيونية والصحف العالمية، قبل أن يأتي حل اللغز من شمال إفريقيا وبالضبط من المملكة المغربية حيث اهتدت الأجهزة الأمنية إلى زعيم العصابة، الذي لم يكن إلا الفرنسي (مارك) المعروف برحلاته المكوكية بين المغرب وبلده. وجاء ذلك بناء على نتائج أجرتها مصالح الشرطة حول أجانب مشكوك في نشاطهم، لتحدد هوية (مارك. ب)، الذي تبين أنه العقل المدبر لأكبر عمليات سرقة في القرن، والذي كشفت الأبحاث أنه كان يتردد بشكل دوري على المغرب وهو صاحب شركة لبيع السيارات بالمغرب ومطعم بحي المعاريف، إضافة إلى شخصين شاركاه في العملية نفسها وهما بلجيكيان من أصل مغربي ويتعلق الأمر ب (ح. ب)، معروف بسوابقه ببلجيكا في السرقة باستعمال السلاح الناري، ثم (ط. ب)، إضافة إلى معلومات أخرى قدمت إلى سلطات البلد الذي يباشر البحث، في إطار التنسيق الأمني البلجيكي المغربي. وبفضل المعلومات المغربية نسقت الشرطة البلجيكية مع نظيرتها الفرنسية، ليتم إيقاف المتهم الأول في مدينة ميدز على متن سيارة من نوع "بورش باناميرا"، وحجزت لديه مبلغا ماليا مهما قدر في 60 ألف أورو، كما أوقفت صديقه السويسري، (ب. ب) وضبطت بحوزته مبالغ مالية وثلث البضاعة المسروقة. وتواصلت الإيقافات لتشمل 31 عنصرا إجراميا، أغلبهم من بلجيكا، تبين أنهم شركاء في الهجوم المسلح على المطار. مكسيكيون يسطون على بنك البنوك من بين المؤسسات المالية التي تستهدفها العصابات العابرة للقارات، ومن بين القضايا المثيرة تلك التي شهدتها البيضاء، في أكتوبر الماضي، والتي كان وراءها ثلاثة مكسيكيين. عمدوا نهارا إلى اختيار الوكالة البنكية الموجودة بمنطقة الفداء مرس السلطان مسرحا لجريمتهم. ولم يجن المتهمون الأجانب من عمليتهم سوى مبلغ 20 ألف درهم سيما بعد تدخل عاملين وحراس أمن وزبناء، إذ تمت محاصرة المشتبه فيهم قبل أن يفلح اثنان منهم في الفرار، فيما الثالث تمت محاصرته إلى حين حضور الشرطة. وانتقلت عناصر الأمن إلى مقر البنك بمرس السلطان، الذي عرف حالة هلع في صفوف العاملين وبعض المواطنين الذين كانوا بداخله، وتم إيقاف المتهم وتصفيده، لاقتياده إلى مصلحة الشرطة القضائية بولاية الأمن، حيث جرى استنطاقه والاطلاع على بعض الوثائق التي تؤكد أنه مكسيكي، كما حررت مذكرة بحث ضد شريكيه الهاربين والمنتميين إلى الجنسية نفسها. واطلعت عناصر الشرطة القضائية بأمن أنفا على الشريط الذي التقطته كاميرا البنك، من أجل معرفة طريقة تنفيذ عملية السرقة، كما استخرجت صورا ملتقطة للمتهمين الموجودين في حالة فرار، لتحرر مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حقهما وأعطيت تعليمات بالقيام بمجهودات من أجل إيقافهمــــــا. وأوقف المتهمان بعد ذلك بطنجة بعد محاولتهما مغادرة التراب الوطني. والمتهمون الثلاثة نجحوا في سرقة 20 ألف درهم من البنك الموجود بمنطقة مرس السلطان، بعد أن دخلوا إليه متظاهرين أنهم زبناء، قبل أن ينفذوا عملية السطو. أجانب في جرائم الأنترنت تفجرت في العام الماضي، فضيحة أبطالها تقنيون بمراكز نداء بالبيضاء، كشفت التحقيقات تورطهم ضمن مافيا دولية متخصصة في التلاعب بمعطيات زبناء شركات اتصال عالمية، وقرصنة حسابات وفك شفرات هواتف محمولة مهربة من الخارج. وانتهت تحقيقات فرقة محاربة الجرائم المعلوماتية بأمن البيضاء، إلى أن تقنيين عاملين بمركز للنداء مكلف بتقديم خدمات عن بعد لشركات اتصال فرنسية شهيرة، باعوا أقنانا سرية ومعطيات خاصة بزبناء الشركة لمافيا دولية، ما كبد الشركة خسارة مالية كبيرة. وجرى إيقاف ثلاثة مغاربة، في حين حررت مذكرات بحث دولية في حق مجموعة من عناصر الشبكة، من بينهم فرنسيون وبلجيكيون وسنغاليون، أثبت فحص بعض المحجوزات لدى الموقوفين والتحويلات المالية، أنهم كانوا يديرون الشبكة عن بعد. وافتضحت القضية بعد محاولة مشتبه فيهما ضمن المافيا، استقطاب أحد العاملين بمركز للنداء، إذ طلبا منه بيعهما بيانات زبناء شركات اتصال حتى يتسنى لهما تحويلها إلى بطائق أخرى، والقيام بعمليات مصرفية والتبضع عن طريق الأنترنت، والقيام بتلاعبات في الحسابات البنكية الخاصة بالضحايا، ليخبر المسؤولين عن الشركة الذين أبلغوا الشرطة وسلموها رقما هاتفيا خاصا بأحد المتهمين قاد إلى حل اللغز. وقاد التحقيق إلى أن فرنسيين وبلجيكيين وسنغاليين كانوا يرسلون المعطيات الخاصة بمشترك بالهاتف المحمول إلى أحد عناصرها بالمغرب الذي يتقمص دور زبون، ويتصل بمركز للنداء ويطلب من العاملين تعطيل شريحته ونقل معطياتها إلى شريحة ثانية يمدهم برقمها التسلسلي، حتى يتسنى له التوصل بالرقم السري لعملية التحويل والأداء التي ترسل عبر رسالة قصيرة إلى الرقم الهاتفي من أجل تفعيل العملية. وعمد أفراد العصابة إلى قرصنة البيانات المعلوماتية المدمجة بشرائح الاتصال الهاتفية، والتي تسهل القيام بعمليات أداء وتحويلات بنكية باستعمال شريحة الاتصال، وكذا تنفيذ سرقات بنكية، من خلال التبضع من حسابات الضحايا. المصطفى صفر

سطو وتبييض أموال وجرائم معلوماتية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"طوفان أخضر" يطالب حسبان بالرحيل

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات