انتقلت فصول محاصرة مجموعة برلمانيي نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بمجلس المستشارين، من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة في جلسات مساءلته الشهرية التي يتهجم فيها دائما على النقابيين، إلى مكتب مجلس المستشارين، ورئيسه حكيم بنشماش.و في السياق نفسه، وجه مكتب مجلس المستشارين في سابقة هي الأولى في عهد «البامي» حكيم بنشماش، تنبيها للمستشار البرلماني عبد الحق حيسان، عضو المجموعة البرلمانية النشيط للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بسبب ما اعتبره اخلالا بأخلاقيات العمل البرلماني داخل الغرفة الثانية. وجاء قرار توجيه التنبيه للبرلماني حيسان، إثر تسجيله جزءا من أشغال لجنة المالية بالمجلس، عندما انعقدت من أجل تقديم مشاريع قوانين التقاعد، وذلك باستعمال هاتفه المحمول، في اللحظة التي كان يرفع فيها صوته محتجا، محاولا منع الوزيرين محمد مبديع، وإدريس الأزمي، من إلقاء عرضهما حول مشاريع قوانين إصلاح التقاعد. ووجه مكتب المجلس تنبيها إلى حيسان ، مؤكدا أن ما قام به يشكل سابقة وصفها «بالخطيرة»، معتبرا أنها «لا تمت بصلة للعمل البرلماني»، وحثه فيها على ضرورة احترام أخلاقيات العمل البرلماني والانصياع لمدونة السلوك وللنظام الداخلي للمجلس. وسجل مكتب المجلس باستغراب هذا السلوك الذي قام به هذا المستشار، ونبه إلى أنه يخالف حتى مقتضيات الدستور في هذا الباب، لأنه لا يصون سرية انعقاد اللجان البرلمانية. وسخر البرلماني حسان من هذا القرار، وقال ل»الصباح» «هذا التنبيه يحمل الكثير من السخرية، وأعتبره موجه بالأساس إلى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي تحاول بعض الأطراف في الحكومة ومن داخل مجلس المستشارين تكميم أفواه برلمانييها حتى لا يستمروا في الدفاع عمن انتخبوهم». من جهته، قال مبارك الصادي، عضو المجموعة البرلمانية للكونفدرالية بمجلس المستشارين، إن «ما صدر عن مكتب المجلس، يشكل عنوانا كبيرا للتضييق علينا، وهو التضييق الذي انطلق مع معركة توزيع المقرات والموظفين على الفرق والمجموعات». وقال الصادي ل»الصباح» «حرمنا من جميع وسائل العمل، ونحن الوحيدون الذين نتوفر على مكتب واحد مساحته ثلاثة مترات مربعة، فيما المكتب الإضافي الذي حصلنا عليه بشكل مؤقت، فهو تابع للفريق التجمعي، وها نحن اليوم نتعرض إلى تهديدات بإفراغه»، معتبرا قرار المكتب في حق رفيقه حسان «تضييقا على الكونفدراليين والكونفدراليات، وكأنهم بقولون لنا توقفوا عن إثارة أو طرح القضايا الكبرى التي تهم الشغيلة المغربية وعموم المواطنين». عبد الله الكوزي