أضفت فرقة «موسيقيو القاهرة» المصرية، مسحة صوفية على فضاء شالة التاريخي الذي احتضن حفلا موسيقا لها، عصر أول أمس (الاثنين) ضمن فعاليات مهرجان موازين إيقاعات العالم.وتمكنت الفرقة الموسيقية المصرية التي تتكون من أربعة أفراد يزاوجون بين الغناء والعزف، من شد انتباه جمهور منصة شالة المخصصة للموسيقى العريقة، بأسلوبهم المتفرد في الانتقال بين الأحوال الشعرية والنغمية الصوفية، التي زادها جلال الفضاء ووقاره إمتاعا. وتألق العازف والمنشد المصري سلامة متولي عازف الكمان والربابة المصرية، اللذين ي كان يعزف عليهما بالتناوب، منتقلا بين الأنغام التراثية الصوفية والموشحات حين يمسك الكمان، قبل أن ينتقل إلى الأنغام الصعيدية الصرف حين يضع الربابة بين يديه، والتي أبان عن تمرسه في أدائها خاصة أنه أكبر أعضاء الفرقة سنا. كما حرص منشد الفرقة الرسمي سيد إمام، وعازف الرق، على النهل من أشعار كبار المتصوفة بالمشرق والمغرب، إذ طاف بصوته على قصائد الحلاج وابن عربي وأيضا أبي الحسن الششتري من خلال قصيدته «سلبت ليلى» التي ألبستها فرقة «موسيقو القاهرة» لحن أغنية «يالله بينا يالله» الشهير، لتنبعث هذه القصيدة من جديد والتي سبق أن غنتها العديد من الفرقة الصوفية أشهرها فرقة «ابن عربي» المغربية. وعلى امتداد ساعة ونصف تفاعل الجمهور الحاضر والمتشكل من جنسيات مختلفة مع المقاطع الغنائية والموسيقية التي قدمتها الفرقة المصرية، والتي اختارت في الكثير من الأحيان ترك مساحة ارتجال حرة لأفرادها لإظهار مهاراتهم في التوقيع على الآلات التي يعزفون عليها خاصة الكمان والربابة والعود الذي يعزف عليه العازف المصري سمير العواد، أو من خلال لحظات المواويل التي تردد صداها وسط فضاء شالة الغارق في هدوئه والمنطوي على أسراره التاريخية التي تعود إلى قرون خلت، وجعلته جديرا بأن يستقبل حفلات موسيقية روحية تصل الحاضر بالماضي مكانيا ونغميا.عزيز المجدوب