انضم "مول الطاكسي" بطنجة إلى لائحة المعذبين في الأرض، لكن سرعان ما لف النسيان قضيته وتوارت خلف القضية الكبرى لـ"أمي فتيحة" بالقنيطرة التي أسقطت رؤوسا كبيرة بالسلطة المحلية بعاصمة الغرب.كان الوقت فجرا، حين رن هاتف مصلحة المداومة بأمن طنجة، وفي الطرف الآخر شخص مجهول يخبر بحادث احتراق شخص في الشارع العام. على وجه السرعة، تحركت سيارة للأمن مرفقة بسيارة إسعاف إلى مكان الحادث بمحيط محطة القطار في مكان يؤدي إلى محج محمد السادس القريب من ساحة مكة، حيث وجدت رجلا في الثلاثين من عمره تلتهم النيران جسده، فإعطيت الأوامر بنقله إلى قسم المستعجلات، لكن القدر كان أسرع، فتوفي في الطريق. وكشفت التحريات الأولية التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية والشرطة العلمية أن الأمر يتعلق برجل يبلغ من العمر 37 سنة، كان يسمى قيد حياته يوسف السوسي، يشتغل سائقا لسيارة أجرة للنقل القروي بين بوخالف ووسط المدينة، إذ عادة ما ينطلق من المكان الذي وجد محترقا به قرب محطة القطار. ووقع حادث الاحتراق على بعد أمتار من سيارة الأجرة، حيث وجدت جثة المنتحر، وقارورة بسعة خمسة لترات استعملت لتعبئة مادة "البنزين"، لكن أثناء البحث عن غطاء القارورة، عثر عليها رجال الأمن فوق الكرسي الأمامي للسيارة الخاص بالسائق، كما عثروا على ورقة بيضاء كتب عليها بقلم أحمر عبارة "الوليدة العائلة الإخوان المسامحة"، كما كتب عليها رقم هاتفي، ووجدوا أيضا البطاقة الوطنية للسائق.وسارعت السلطات الأمنية إلى الاتصال بالرقم الهاتفي المكتوب في الورقة، إذ أجاب في الطرف الآخر صوت رجالي قال إنه شقيق الضحية، ويشتغل في فرقة عسكرية بالفنيدق مكلفة بحراسة بالشواطئ، مؤكدا أنه لا علم له بالموضوع، قبل أن يدلهم على عنوان الأسرة بطنجة.وتوجهت فرقة من الأمن إلى العنوان المشار إليه في المكالمة الهاتفية، حيث وجدت شقيقتين للضحية أدليتا بعدد من المعطيات حوله، منها أن سيارة الأجرة والرخصة هما في ملك والدته، وكان قيد حياته مكلفا بالاشتغال واقتسام ما حصل عليه مع أفراد أسرته.ي. س