محلات “لافاج” … دجاجة تبيض ذهبا

معدل العمر الخاص بممارسي المهنة يتراوح ما بين 19سنة و 30 تشكل محطات غسل وتنظيف السيارات "اللافاج" مشروعا ناجحا خلال السنوات الأخيرة، نظرا لما تعرفه من إقبال كبير من قبل أصحاب السيارات الذين يحرصون على الاستفادة من خدماتها. أحياء الألفة بالبيضاء نموذج حي على انتعاش قطاع غسيل السيارات أو "اللافاج" بالمغرب، إذ نجد على مستوى أنحاء متفرقة من الحاج فاتح والزوبير وحبيبة و35 التي تشكل جزءا من الألفة اصطفاف عدد كبير من هذه المحطات. ورغم المنافسة الشديدة التي تطبع هذا النشاط، إلا أن هذه المحطات لا تفرغ والإقبال عليها يظل كما تمناه أصحابها مورد رزق. أصبحت محطات غسل وتنظيف السيارات مصدر رزق للعديد من الشباب الذين اختاروا هذا القطاع للهروب من شبح البطالة، فمعظم العمال الذين يمارسون هذا النشاط، قادمون من مختلف مدن وقرى المغرب. وتبين لنا من خلال الزيارة الميدانية التي قادتنا إلى عدد من محطات غسل السيارات الموزعة عبر مختلف أحياء الألفة، أن معدل العمر الخاص بممارسي هذه المهنة يتراوح ما بين 19سنة و 30، بسبب أن ممارسة المهنة تتطلب جهدا بدنيا كبيرا قد لا يتحمله كبار السن، إضافة إلى أن أغلب العمال كانوا يشتغلون بمهن لا علاقة لها ب"اللافاج" قبل المجيء إلى العاصمة الاقتصادية، كما هو حال عبد الهادي القادم من تيزنيت أو أحمد القادم من الجديدة، إلا أنهم اليوم تحولوا إلى عمال محترفين. مصاعب القطاع مهنة غسل السيارات ليست سهلة وتتطلب رأسمال ومسؤولية كبيرين. وفي هذا الإطار قال الحاج محمد صاحب محل غسل السيارات والزرابي "اللافاج" بحي الألفة بالبيضاء، إن غلاء أسعار مواد التنظيف ينهك ميزانية المشرفين على هذا المشروع، موضحا بأن إقبال الزبائن على هذه المحطات أدى إلى ارتفاع أسعار مواد التنظيف إلى حد غير معقول، الشيء الذي كان وراء ارتفاع تسعيرة الغسل وتحديد أجر العمال. وأضاف الحاج محمد في حديث مع "الصباح"، "رغم أن قطاع غسل السيارات يعرف إقبالا كثيفا في نهايات الأسبوع والأعياد والمناسبات، وكذا فصل الصيف الذي تنظم فيه حفلات الزفاف وتكثر فيه الأسفار، إلا أن ذلك ينعكس سلبا من ناحية التعامل مع المناسبة، إذ كلما ازداد الإقبال على المحل إلا وازداد معه الضغط على المحل، وهو ما يتطلب عناصر بشرية قادرة على الاستجابة للمطالب المتنوعة للزبناء". وتقدر تكلفة غسل السيارة الواحدة ب 30 درهما أو 40 ويمكن أن تصل إلى 45 درهما حسب نوع السيارة، لكن الأجر الشهري الذي يتلقاه العمال في هذه المحطات يبقى زهيدا مقارنة بالجهد المبذول، إذ يعتمد معظم أصحاب المحطات على التعاقد الحر مع العمال، ويمنحونهم مبلغا ماليا لم يرغب صاحب المحل في الكشف عنه سوى بالإشارة إلى أنه يبقى زهيدا مع حجم التطلعات، مشيرا إلى أن مدخول العمال لا يتوقف عند ما يمنحه لهم أرباب العمل، إذ أن معظم الزبائن يقدمون لهم إكراميات، وهو ما يساعدهم على تدبر مصاريف الحياة المعيشية. الثقة رأسمال المشروع قال الحاج محمد صاحب محل غسل السيارات والزرابي "اللافاج" بالألفة بالبيضاء، إن الثقة رأسمال المشروع الناجح، إذ تعتبر أساس التعامل بين محطات غسل السيارات والزبائن. وأضاف صاحب المشروع أن التزام محطته بمعايير مهنية مضبوطة سواء من ناحية عدم الغش في الاستجابة لطلبات الزبناء أو الموارد البشرية التي يعتمد عليها في إنجاح المشروع من خلال حرصه على مساطر قانونية في التوظيف من خلال ضرورة التوفر على البطاقة الوطنية ومعرفة عنوان سكن الشخص الراغب في نيل الوظيفة ونجاحه في الاختبار الذي يجتازه لأسبوع وبعدها اجتيازه لاختبار الثقة التي تتجاوز مدتها أكثر من شهرين قبل تسليمه مفاتيح سيارة الزبائن لتنظيفها، جعلت محطته تنجح في استقطاب الزبائن من مختلف أحياء الألفة والحي الحسني بالبيضاء. وكشف صاحب محل غسل السيارات والزرابي "اللافاج" بالألفة بالبيضاء، أن ثقة زبائنه بجودة خدماته وأخلاق مستخدميه، جعلتهم يؤمنونه على سياراتهم وممتلكاتهم الخاصة التي توجد بها، مضيفا "أمام انتشار ظاهرة سرقة السيارات بواسطة نسخ المفاتيح أثناء عرضها على محطات "اللافاج" صار معظم الزبائن يتخذون الحيطة والحذر، وهو ما يجعلهم يحرصون على عدم ترك سياراتهم في أي محطة كانت، باستثناء تلك التي يثقون في صاحبها ومستخدميها، وهو ما ينطبق على محلنا فبفضل المعايير التي نعتمدها أصبحنا محطة للثقة أولا وأخيرا، وهو ما كنا نسعى إليه عند بداية المشروع". محمد بها

محلات “لافاج” … دجاجة تبيض ذهبا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تنامي الطلب على الدراجات النارية

محلات الكراء ... مشروع المغامرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات