رسالة ملكية إلى كرانس مونتانا

اعتبر صاحب الجلالة في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في أشغال الدورة السابعة والعشرين للمنتدى العالمي "كرانس مونتانا" بالداخلة، أن التعاون جنوب- جنوب لم يعد شعارا فضفاضا، ولا مجرد عنصر من عناصر السياسات التنموية، يختزل فقط في المساعدة التقنية، وأوضح أن هذا التعاون بات يخضع لرؤية إستراتيجية متجانسة، تروم تنمية البلدان والاستجابة لحاجيات السكان. وأشارت الرسالة الملكية للمشاركين في التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية الثلاثاء المقبل، إلى أن موضوع الدورة الحالية "تحسين الحكامة من أجل تنمية مستدامة"، يعد استكمالا للحوار الهادف الذي انطلق في الدورة السابقةـ الذي ساهم الكل في تعميقه، من خلال المشاورات والنقاشات، وتبادل المعارف والإرادات البناءة. واعتبرت الرسالة أن حضور أزيد من 500 شخصية دولية بالداخلة، من مسؤولين حكوميين، وممثلين عن منظمات دولية، ينتمون لما يناهز مائة بلد، دليل على تشبث الجميع بهذا اللقاء الهام، وبموضوعه الذي يندرج في نطاق التعبئة في سبيل خدمة إفريقيا. وأكد جلالة الملك أن القارة الإفريقية عانت لعشرات السنين التقسيم الذي فرضه الاستعمار، والآثار الجانبية لنزاعات إيديولوجية لا شأن لها بها، واعتبر أن الأوان قد حان لكي تسترجع إفريقيا حقوقها التاريخية والجغرافية، من خلال تاريخ غني لشعوب إفريقية وحدتها قرون من المبادلات والوشائج المتنوعة، وجغرافيا ملائمة لتحقيق تجمعات إقليمية مندمجة ومتكاملة. واعتبر جلالة الملك أن على إفريقيا، من الآن فصاعدا، أن تؤكد حضورها باعتبارها شريكا أساسيا في التعاون الدولي، وليس مجرد موضوع له، أو هدف لرهانات الأطراف الأخرى. كما يجب ألا ينظر لإفريقيا على أنها مصدر للهشاشة، بل باعتبارها فاعلا أساسيا في عملية التقدم. إن التعاون جنوب جنوب لم يعد شعارا فضفاضا، ولا مجرد عنصر من عناصر السياسات التنموية، يختزل فقط في المساعدة التقنية، بل بات يخضع لرؤية إستراتيجية متجانسة، تروم تنمية البلدان والاستجابة لحاجيات السكان. كما أصبح هذا التعاون مندمجا يتمحور حول مؤهلات وخبرات كل طرف.وخلصت الرسالة الملكية إلى أن المغرب جعل من التعاون جنوب جنوب ركيزة أساسية لسياسته الخارجية، ونهجا تسير وفقه كل أنشطته على الساحة الدولية. وأضافت أن المغرب يسعى جاهدا إن على المستوى الفردي أو بتعاون مع البلدان الشقيقة والشريكة، إلى تحقيق برامج ملموسة في ميادين معينة، تهدف إلى تحقيق نتائج قابلة للقياس من حيث أثرها على النمو والعيش الكريم لسكان بلدان الجنوب في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية والبيئية والدينية. (وم ع)

رسالة ملكية إلى كرانس مونتانا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة سياسية بمجلس المستشارين

بوادر تصدع تنظيمي داخل الأحرار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات