نبه رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى أن العنف والتطرف إشكالية حقيقية بالنسبة إلى الوزارة، مؤكدا أنها "حقيقة تكشفها معطيات وإحصائيات يومية"، ولمواجهتها تعتمد الوزارة مقاربة متعددة الأبعاد، تندرج في إطار الرؤية الإستراتيجية التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي.وتابع بلمختار، الذي تحدث خلال ندوة دولية، نظمها قطاع التربية التابع لمكتب "اليونيسكو" للمغرب العربي واللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة، مساء الثلاثاء الماضي بالرباط، حول موضوع "المدرسة فاعل محوري في الوقاية من التطرف العنيف"، أن وزارته تعي أن الأمر يتعلق بمشكل أفقي لا يهم التعليم فقط، بل يهم تكوين مواطنين واعين بمسؤولياتهم ومندمجين بشكل كلي.ولبلوغ هذه الغاية، أقر الوزير بضرورة اعتماد تغيير عميق يعتمد على ركيزة الانتماء، ذلك أن "شبابنا يفتقدون لمعايير أو مقاييس خاصة بانتمائهم ومحيطهم القريب والعالم الذي ينتمون إليه".وفي السياق ذاته، شدد الوزير على ضرورة التركيز على تدريس التاريخ، الذي أكد أن وزارته ستراجعه بشكل عميق لأن "التاريخ هو تاريخ للعنف، لكنه أيضا تاريخ الأفكار والتطورات التي أفضت إلى الحضارات وإلى تقدم الإنسانية"، مشيرا إلى أن التاريخ الخاص بالأفكار والتعايش والمعرفة لا يتم تدريسه حاليا للأسف، "هذا ما سنعمل على تعزيزه، أي تاريخ الأفكار والفلسفة والأنوار، وهذا ما سيسمح لشبابنا بفهم ما الذي يجعلهم اليوم مواطنين لهذا البلد"، قبل أن يذكر بالخطاب الملكي الذي طالب فيه الملك بمراجعة مناهج التربية الدينية، مؤكدا "هذا عمل أساسي نحن بصدد القيام به وسيكون له أثر مهم في المستقبل على تربية أبنائنا وضد كل الانحرافات التي نلاحظها اليوم".هجر المغلي