اختلالات في توزيع الشعير المدعم بابن سليمان

علمت "الصباح" من مصادر عليمة، أن عملية توزيع الشعير المدعم بإقليم ابن سليمان، التي انطلقت خلال الأيام الماضية، شابتها تلاعبات وممارسات خطيرة، أدت إلى انتفاضة عدد كبير من الفلاحين المستهدفين من هذه العملية، والذين طالبوا باتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المتلاعبين. وأفادت المصادر ذاتها، أن عامل الإقليم استدعى على عجل مساء الجمعة الماضي، المدير الإقليمي للفلاحة، مبديا غضبه الكبير لما وقع، ومطالبا في الوقت ذاته باستفسار عن سبب تقليص حصص الفلاحين الصغار إلى النصف وإقصاء آخرين لا علم لهم بالعملية. وأوضحت مصادر «الصباح»، أن أخطر التلاعبات في عملية توزيع الشعير المدعم، تلك التي وقعت بنقطة بيع الشعير المدعم من قبل الدولة، الموجودة بالمنطقة الصناعية ببوزنيقة، والتي وصفوها بالفضيحة، إذ تحدثت المصادر عن مضاربات وسمسرة، استفاد منها أشخاص بعينهم، يملكون الآليات اللازمة لنقل الشعير من نقطة البيع التي قاموا بإفراغها من أكثر من 80 في المائة. وأضافت المصادر ذاتها، أن مجموعة من أعضاء التعاونيات الفلاحية بالإقليم، لديهم سوابق في الاختلاس والتلاعب في المشاريع الوهمية، أوقعوا المدير الإقليمي للفلاحة في فخهم، بعدما فرضوا طريقة توزيع مكنتهم من الحصول على جل كمية الشعير الموجهة للفلاحين الصغار، غير أنهم وجهوها لكبار الفلاحيين بالإقليم، وتشترط عملية التوزيع تقديم أي فلاح لدى نقطة البيع، لنسخة من بطاقة تعريف وطنية صادرة بإقليم ابن سليمان، للحصول على وصل (بون)، يمكنه من شراء 1600 كليوغرام من الشعير المدعم (أزيد من طن ونصف الطن) بثمن لا يتعدى درهمين للكيلو الواحد. وهي العملية التي استغلها المضاربون بجمع بطائق أبنائهم وأقاربهم وذويهم، من أجل الحصول على الكمية الكبرى، في حين لم تتبق سوى كمية قليلة من الشعير المدعم للفلاحين الصغار، اضطرت معه الجهات المعنية بالتوزيع بفرض نصف الحصة الواجبة للفلاح، وهو ما تم رفضه من أغلبهم. وزادت المصادر ذاتها، أن التلاعبات مست أيضا ترتيب لوائح المستفيدين، إذ تم تقديم لوائح مجموعة من الموالين للمنتخبين، في وقت تم تأخير لوائح أخرى، وحرمان أصحابها من الكمية الكاملة المطلوبة من طرفهم. بالإضافة إلى وجود منتخبين يشكلون موقع ضغط داخل المديرية الإقليمية للفلاحة، الأمر الذي أدى الى تأثيرهم في عمليات ترتيب اللوائح، إذ يتم تلبية طلب الموالين لهم، وتأخير الموالين لخصومهم السياسيين. وتوعد عدد من الكسابة في إقليم ابن سليمان برفع دعوى قضائية ضد الجهات المعنية، ل»حرمانهم» من حصة الشعير المدعم من طرف الدولة. فيما هدد أغلب الفلاحين الصغار بتنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات في حال استمرار التلاعب بالشعير المدعم وغيره من وسائل الدعم التي أصبحوا في حاجة ملحة إليها بسبب الجفاف، خصوصا أن كمية الشعير التي تم بيعها تدخل فقط في إطار الدفعة الأولى، وأن هناك دفعات أخرى وجب بيعها وفق الشروط الموضوعية . يشار إلى أنه سبق التلاعب في الشعير المدعم خلال السنوات الماضية، همت اختلاسات في ملف الشعير المدعم والأعلاف المركبة الموجة للفلاحين بالإقليم، إذ أسندت عملية التوزيع والإشراف لتعاونيتين، رئيس إحداهما سبق اتهامه بخيانة الأمانة وأوقف من طرف المجلس الإداري لتعاونية سهب العسل التي كان يترأسها قبل قيامه بتأسيس تعاونية أخرى. وما زالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تعكف، منذ صباح الخميس قبل الماضي، على التحقيق في مجموعة من ملفات مشاريع المغرب الأخضر بمقر المديرية الإقليمية للفلاحة بابن سليمان، بتعليمات من الوكيل العام للملك بالبيضاء الذي أحيل عليه الملف من قبل وزير العدل والحريات، وطالبت بتخصيص مكتب لها داخل المقر، ما يؤكد وجود ملفات كثيرة توجد بها اختلالات كبيرة ستعكف الفرقة على افتحاصها، خصوصا الملفات الخاصة بمشاريع دعم غرس أشجار الزيتون، وأخرى تورطت فيها بعض التعاونيات الفلاحية بالإقليم. كمال الشمسي (ابن سليمان)

اختلالات في توزيع الشعير المدعم بابن سليمان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تلاميذ المغرب... بقلب مفتوح

سيطايـل و"عروبـة" المغـرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات