“البام” والاتحاد… تحالف آخر ساعة

لقاء قيادتي الحزبين فاجأ الاتحاديين قبل العدالة والتنمية على بعد أشهر من الانتخابات التشريعية أعلن الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة عن إطلاق مبادرة للتنسيق والحوار تتجاوز القضايا المتعلقة بالاستحقاقات المقبلة، لتشمل كل القضايا السياسية والاجتماعية، وسبل مواجهة السياسات والقرارات التي تناقض الاختيارات الديمقراطية والحداثية. قطب جديد قيد التشكل من "الوافد الجديد"إلى الحليف لمواجهة هيمنة التوجه المحافظ في تطور مفاجئ، عقدت قيادتا الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة اجتماعا، اعتبر الأول بين الحزبين المعارضين، بعد أن كان التنسيق بينهما مقتصرا على الواجهة البرلمانية. واعتبر المتتبعون للمشهد السياسي المبادرة خطوة أولى نحو تدشين علاقات طبيعية بين الحزبين، بعد فترة من التشكيك والجفاء، إذ ظلت قيادات اتحادية ترفض الاعتراف بـ"البام"، بل دأب الإعلام الاتحادي، لفترة طويلة يتحدث عن "الوافد الجديد"، في إشارة إلى الحزب الجديد، الذي خرج من رحم حركة لكل الديمقراطيين، واندماج أحزاب، كانت إلى وقت قريب، تنعت بالأحزاب الإدارية. وبالعودة إلى البيان المشترك، الذي صدر عن اجتماع أعضاء من المكتبين السياسيين للاتحاد الاشتراكي و"البام"، يمكن القول إن المباحثات بين الحزبين، تجاوزت التنسيق والحوار بشأن القوانين الانتخابية، موضوع مذكرة الاتحاد الاشتراكي، المرفوعة إلى كل الأحزاب، لتشمل التنسيق السياسي الشامل، حول التطورات السياسية والاجتماعية، وتقييم حصيلة الأداء الحكومي، والقرارات والسياسات التي تسير عليها حكومة بنكيران، والتي اعتبرها الحزبان مناقضة للاختيارات الديمقراطية والحداثية والمبادئ المؤسسة الواردة في الدستور من مرجعية حقوقية كونية ومساواة وعدالة. وشكل الاجتماع بين قيادتي الحزبين مفاجأة ليس فقط بالنسبة إلى مكونات الأغلبية الحكومية، التي رأت فيه تحركا نحو تشكيل قطب معارض، يستهدف مواجهة الحزب الإسلامي وحلفائه، بل فاجأ حتى مناضلي الحزبين، بالنظر إلى الخطاب الذي ظل يروجه الاتحاد الاشتراكي حول العلاقة مع “البام”، والذي ظل يؤكد على أن التنسيق معه لن يتجاوز مؤسسة البرلمان. ويكفي التذكير هنا بما ورد على لسان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في حوار شامل مع “الصباح”، حين أكد أن "تنسيق المعارضة بالبرلمان كان له دور في التشريع، وفي وضع القوانين الانتخابية، لكن عندما أرادت المعارضة تجاوز هذا الدور، إلى تنسيق سياسي، وقع الخطأ"، والأكثر من ذلك، قال لشكر إن الخطأ الذي وقع هو أن تطوير تنسيق المعارضة المؤسساتية إلى تنسيق سياسي بين الأحزاب الأربعة، أدى إلى اختلالات، تأكد للاتحاد الاشتراكي، أنه تضرر منها أكثر من باقي مكونات تنسيقية المعارضة. ويرى بعض المدافعين عن التنسيق بين الاتحاد و"البام"، أن تحليل الوضع السياسي، من حيث التقاطب، يضع عمليا الاتحاد الاشتراكي، إلى جانب "البام"، الذي حدد هويته في المؤتمر الأخير للحزب إلى جانب قوى الديمقراطية والحداثة، في مواجهة القوى التقليدية المحافظة، بقيادة العدالة والتنمية، ناهيك عن أن الاتحاد يصنف اليوم الأصالة والمعاصرة ضمن الديمقراطيين، الذين يسعى لشكر إلى أن يشكل جبهة معهم من أجل إصلاح المنظومة الانتخابية. وقد أكد لشكر ذلك بشكل واضح، حين قال "إننا سنتوجه إلى الانتخابات التشريعية مع اليسار، ومع الديمقراطيين، وهذا تأكيد على أننا سنعتمد على ذاتنا، أي أننا سنشارك كاتحاد اشتراكي، ومنفتحين على اليسار وعلى الديمقراطيين، سواء في طرح مطالب الإصلاح، أو تحديد آفاق التنسيق مستقبلا، بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية". ويسعى الاتحاد في ظل قيادة لشكر إلى التسريع بالتنسيق السياسي الشامل مع الأصالة والمعاصرة، من أجل فرض الإصلاحات الضرورية في القوانين الانتخابية، والتي يشاطر فيها "البام" العديد من مقترحات الاتحاد، من قبيل حذف العتبة، ومراجعة التقطيع الانتخابي، ونمط الاقتراع، وتفعيل القوانين لمنع استغلال المساجد والأعمال الخيرية في الانتخابات، ومراجعة اختيار الجمعة، يوما للاقتراع، والذي أكدت التجارب الانتخابية السابقة، استثماره من قبل الحزب الإسلامي، وتغييره بيوم الأحد. ويرى الحزبان ضرورة إغناء مذكرة الاتحاد الاشتراكي، بهدف التوصل إلى منظومة انتخابية تعكس الصورة الحقيقية للخريطة السياسية، وتوفر الشروط الضرورية للممارسة الديمقراطية، طبقا لما ورد في الدستور، من احترام للتعددية وللتنوع، اللذين يزخر بهما المجتمع المغربي، وتحصين الوطن بمؤسسات قوية، تعكس إرادة الشعب، وتمثل مختلف أطيافه السياسية والفكرية. برحو بوزياني

“البام” والاتحاد… تحالف آخر ساعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البام" هو المستفيد

"الكوديم" يعول على منحة البلدية لتخفيف أزمته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات