“البام” هو المستفيد

< شرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الأصالة و المعاصرة في تنزيل مضامين الاتفاق التنسيقي، لمن تميل كفة المنافع؟ < لن يجني الاتحاد الاشتراكي منافع تذكر بالمقارنة مع ما سيحصل عليه الأصالة والمعاصرة من مبادرة التنسيق الثنائي بين الحزبين، إذ سيستفيد رمزيا ومعنويا، في حين تراهن القيادة الاتحادية على الدعم المادي، الذي يمكن أن تظفر به، ظنا منها أن "البام" يمكن أن يتعاطف بشكل من الأشكال مع بعض مرشحيها للانتخابات التشريعية المرتقبة في 7 أكتوبر المقبل، من قبيل عدم الدفع بترشيحات من العيار الثقيل في الدوائر التي يملك فيها الاتحاديون حظوظا للفوز. لكن الإشكال المطروح سواء بالنسبة إلى الاتحاد أو حتى بالنسبة إلى الأصالة والمعاصرة، هو أن التنسيق يحدث على مستوى القيادة الوطنية في المكتبين السياسيين، دون أن ينعكس ذلك في شكل تقارب بين القواعد، الأمر الذي يكشف ضعف تأثير التوجهات السياسية للأجهزة في ممارسات الأعضاء على أرض الواقع. وصف ينطبق على أغلب الأحزاب، لذلك عادة ما يبقى هذا النوع من التفاهمات معزولا، ما عدا إذا تمت بإشراك البنيات التنظيمية المحلية وهو ما لا يحصل في الغالب. < يدفع المتحمسون لهذا التنسيق بوجود تكامل بين الحزبين يمكن استثماره على مستوى النتائج الانتخابية ؟ < هناك تناقض في الشكل بالنسبة إلى الحزبين، يمكن أن يفسر بأنه من دواعي التكامل، ذلك أن الأصالة والمعاصرة حزب نخب أي أنه يبحث عن مرشحين جاهزين يمتلكون شعبية لأشخاصهم لا تحتاج إلى يافطة سياسية، عكس ما كان عليها الاتحاد في وقت من الأوقات يؤسس شعبية للحزب الذي يصوت له الناس بغض النظر عن طبيعة المرشحين، في حين أن الأصوات، التي يحصل عليها "البام"، مرتبطة بطبيعة الأشخاص. الأكيد أن الاتحاد لم يعد كما كان وأصبح يعاني هشاشة القاعدة شأنه في ذلك شأن العديد من الأحزاب، وأصبح رأس ماله رمزيا، لكنه سيفيد الأصالة والمعاصرة في دفع صفة الحزب الإداري عنه، وإعطاء الانطباع بأنه ليس من الأحزاب التي تدور في فلك السلطة، وأمام تدني الاعتبارية الرمزية للاتحاد لا أعتقد أن تكون للمبادرة التنسيقية تأتيرات مهمة على مآل المعركة الانتخابية. < هناك من يعتبر أن التقارب مع "البام" رسائل من القيادة الاتحادية إلى داخل الحزب وخارجه، هل تتفقون مع هذا الطرح ؟ < التنسيق في هذا الوقت بالذات يحمل في طياته كثيرا من ردود الأفعال والرسائل الموزعة في اتجاهات مختلفة، ذلك أن تنسيق الاتحاد كان في البداية مع حزب الاستقلال لكن الانتخابات الجماعية الأخيرة زادت من أزمة العلاقة بين الحزبين، وهي أزمة بدأت قبل ذلك بدخول الاستقلال إلى النسخة الأولى من حكومة بنكيران مقابل رفض الاتحاديين لعرض "بيجيدي"، في الجانب الآخر علاقة الأصالة والمعاصرة بالاستقلال ليست على ما يرام، وبالتالي فإن الظرفية السياسية لا يمكن أن تدفع إلا في هذا الاتجاه، وليس أمام الحزبين إلا هذا الخيار. وربما أن الاتحاد يبعث برسائل مشفرة إلى جهات ما مفادها أنه إذا لم تفتح أمامه قنوات المرور إلى البرلمان سيتحالف مع أي كان، وأن القيادة يمكن أن تأخذ قرارات أكثر من التنسيق مع "البام"، لكن المبادرة تبقى سلاحا ذا حدين، بالنسبة إلى مستقبل الاتحاد، على اعتبار أنها يمكن تدفع في الاتجاه الإيجابي نحو انبعاث جديد للحزب كما يمكن أن تتسبب في تزايد نزيف المغادرين بحثا عن ملاذات سياسية بديلة. محمد غالي* أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض أجرى الحوار: ياسين قُطيب

“البام” هو المستفيد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اللقماني: هدفنا مواجهة الفكر التكفيري

"البام" والاتحاد... تحالف آخر ساعة

مقالات ذات صلة