اختتم المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء فعالياته على الطريقة البرازيلية، إذ انتعش محيط المعرض وبعض الأروقة التي كانت تقدم منتوجات ترفيهية، فيما استغلت أروقة أخرى حالة العزوف التي بلغت ذروتها بتوالي ساعات الزوال، لتشرع في تصفية أنشطتها وإخلاء منصات العرض والرفوف من معروضات الكتب، وحتى ضيف الشرف الإمارات العربية المتحدة، وجد في إنهاء مشاركته بشكل مبكر، كسبا للوقت من أجل التحضير لمشاركات أخرى داخل البلاد وخارجها، بعد تسجيل تدني الإقبال خلال آخر أيام المعرض.في المقابل، استغلت بعض دور النشر العراقية والسورية واللبنانية، آخر أيام العرض، من أجل تصريف ما بقي من معروضاتها، من خلال إعلان تخفيضات تراوحت بين ناقص10 و30 في المائة، إلا أن هذه العروض ظلت موضوع تشكك من قبل فئة وفية من الزوار، قررت استغلال تركز الرواج في محيط المعرض، من أجل الظفر بصفقات جيدة، إذ عاينت "الصباح"، عدم توفر الكتب المعروضة على ملصقات أسعار، تبرز بشكل واضح الفرق بين السعر الأصلي للكتاب، والسعر بعد التخفيض.ومن جهتهم، اشتكى زوار من استمرار ارتفاع الأسعار حتى مع نهاية المعرض، الأمر الذي خيب أمل عدد كبير منهم، وجعلهم يغيرون مخططاتهم بخصوص اقتناء بعض الكتب، المسوقة في الخارج بأسعار باهظة، وكانوا يعولون على العثور عليها بسعر أقل، والأمر الذي أكده عبد الصمد، طالب جامعي، تفاجأ خلال النسخة الحالية من المعرض بالتطور الصاروخي لأسعار الكتب العلمية، مقابل تراجع أسعار الكتب الدينية، التي أعلنت الأروقة الخاصة بتسويقها عن تخفيضات مهمة في إطار التصفية التامة "ليكيداسيون طوطال".وبهذا الخصوص، رصدت "الصباح"، تفريغ شحنات مهمة من الكتب الدينية لفائدة الزوار خارج المعرض، تجاوزت في بعض الأحيان أغراض الاستهلاك إلى الاتجار، بالنظر إلى حصة كل زائر من مقتنيات هذا النوع من الكتب، التي كشف مصدر مهني، استغلالها للتحضير لموسم رمضان، إذ يكثر الطلب على هذه الكتب، خصوصا صغيرة الحجم منها "بوكيت بوك"، في الوقت الذي قررت بعض دور النشر الحفاظ على الأسعار الخاصة بها، متعللة بارتفاع تكلفة اقتناء الكتب بشكل عام في دول الشرق الأوسط، بسبب تطور كلفة الورق والطباعة أساسا.بدر الدين عتيقي