الأربعيـن…المرحلـة الانتقاليـة

كثير من النساء و الرجال يعانون أزمة منتصف العمر خلال وصولهم لسن الأربعين، وإن لم تكن في الحقيقة أزمة، بل هي مرحلة انتقالية فقط ترتبط بتغيرات هرمونية وبيولوجية طبيعية تطرأ على البشر جميعا.ومن الناس من يعتبر هذه المرحلة التي يفتقد فيها النساء والرجال إلى الاستقرار العاطفي والنفسي، مرضا، غير أنها ليست بمرض بل المضاعفات التي تنتج عنها هي من تتسبب في الإصابة ببعض الأمراض النفسية كاليأس والاكتئاب والقلق الدائم، لكن الأشخاص الذين يتمتعون بحياة أسرية مشبعة عاطفيا، ولديهم ثقة عالية بأنفسهم، وعاشوا حياتهم وفق ما يشتهون، وحققوا أحلامهم الشخصية والمهنية، هم الأقل عرضة لأزمة منتصف العمر. كما أن النساء والرجال الذين يعيشون حياة زوجية مستقرة ويحظون بمساندة أزواجهم، رغم تعرضهم للأزمة، يتغلبون عليها ويتجاوزونها بأقل أضرار ممكنة، بل ويتعلقون ببعضهم البعض أكثر من السابق.تظهر أعراض التعرض لأزمة منتصف العمر لدى الأشخاص حسب بعض الباحثين في مجال علم النفس، عندما يعلن كل من الرجل والمرأة فترة تمعن في ما أنجزوه وما الذي أضافه الآخرون في حياتهم وما الذي حرموا منه.وكثيرا ما تصاحب هذه الأزمة انفعالات من قبل الرجال والنساء على أتفه الأشياء ويشعرون بالملل بين الفينة والأخرى، كما أن نمط عيشهم يصبح غير مرض وغير لائق بالنسبة إليهم، فيلجؤون إلى تغيير عاداتهم على مستوى طرق عيشهم، وكذا يرغبون في تجربة أشياء جديدة كتغيير طريقة اللباس مثلا إلى غيرها من العادات، إضافة إلى هذه التغيرات التي تصاحب الأزمة، يزداد أيضا تخوف النساء والرجال في منتصف العمر من الإصابة ببعض الأمراض منها الضغط والسكري والقلب، وكذا خوفهم من أن يصبحوا أقل جاذبية للجنس الآخر، وخوفهم من الموت، وقلق النساء كثيرا بشأن انقطاع الطمث، وتأثير ذلك على الحياة الجنسية وعلى شكل المرأة. وفي بعض الأحيان تبدأ النساء في منتصف العمر بالمطالبة بتقاسم أموال الزوج واعتبارها شريكة في كل ما يملك نتيجة تحملها عناء رعاية الأسرة. وتنشأ الخلافات حول هذا الأمر إذ يرى الرجل أنه كان يتولى الإنفاق على الأسرة مقابل عناية الزوجة بها، بما فيها إنفاقه عليها أيضا. وهذه الخلافات تدفع الرجال إلى التحرر أكثر واستكشاف الفرص المستقبلية. بينما تزداد رغبة المرأة في التقرب أكثر من الشريك وتبالغ في التقاط الصور معه وتصف نفسها بالفتاة الشابة الصغيرة، كما أنها تحاول إخفاء عمرها الحقيقي وتقوم باختراع قصص لا أساس لها من الصحة من قبيل أنها تتعرض لمعاكسات من قبل الشباب في الخارج، وكل هذه التصرفات إن دلت على شيء فهي تدل على الجفاف العاطفي الذي تعيشه المرأة.تختلف طرق التعامل مع أزمة منتصف العمر من شخص لآخر. والتعامل الخاطئ مع هذه الأزمة يزيد من تعقيد الأمور لا حلها، فالشريكان مثلا يلومان بعضهما البعض ويشككان في بعضهما البعض وهذا تصرف غير صائب، إذ يجب على المرأة أن تتفهم زوجها والشيء نفسه بالنسبة إلى الرجل، ومن الأفضل أن تنشغل المرأة بمجموعة من الأنشطة التي تذهب عنها الملل خصوصا ربات البيوت اللواتي يعانين الوحدة في أغلبية الأوقات بسبب ذهاب الزوج للعمل والأبناء للدراسة، كما يجب على الزوج التعاطي مع الأزمة بهدوء وبعقلانية من خلال استشارة طبيب نفسي مختص إن تطلب الأمر ذلك مع تفادي اتخاذ القرارات غير الصائبة، والتي من شأنها أن تضر بالآخرين.تبقى أزمة منتصف العمر من بين المراحل التي يمر بها النساء والرجال وهي أمر طبيعي لا يدعو للقلق يكفي إحسان التعامل معها.سكينة لبطيحة (صحافية متدربة)* بتصرف عن مجموعة من المواقع

الأربعيـن…المرحلـة الانتقاليـة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حالـة طبيعيـة وليسـت مرضيـة

ماندوزا: المسيرون يبحثون عن الشهرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات