ماندوزا: المسيرون يبحثون عن الشهرة

الرئيس والمدرب الحالي لـ״الراك״ قال إن همهم هو الحصول على وضع اعتباري يرى عبد الحق رزق الله، الملقب ب”ماندوزا”، رئيس ومدرب "الراسينغ" الرياضي البيضاوي، أن تاريخ رئاسة الأندية في البطولة الوطنية، يتجزأ إلى ثلاث مراحل فرضها التاريخ ومجريات اللعبة. وكشف ماندوزا، في حوار أجراه معه "الصباح"، أن البداية كانت في عهد الاستعمار، باقتصار التسيير على أسماء وطنية كبيرة، ساهمت في إنشاء الحركة الوطنية لمناهضة الاستعمار، أتت بعدها مرحلة الأعيان في فترة الاستقلال، قبل أن يأتي الدور على الفئة المثقفة، التي هيكلت الأندية قانونيا وماليا، ليأتي الدور بعد ذلك على رؤساء أقوياء بنفوذهم داخل الدولة، من قبيل البصري والمديوري والدليمي وغيرها من الأسماء التي طبعت تاريخ كرة القدم الوطنية. وختم ماندوزا بالقول إن الجيل الحالي من الرؤساء، ميسوري الحال، يبحث عن وضع اعتباري، وقدم الشيء الكثير للأندية، من خلال رفع ميزانياتها، محذرا من تدخل "الإلترات" في مصير هذا الجيل من المسيرين. ولم ينف ماندوزا تدخل السياسة في الرياضة، معتبرا الأمر ظاهرة صحية، إذا وضع الرؤساء إمكانياتهم المالية رهن إشارة الأندية، للاستفادة من الدعم الجماهيري. في ما يلي نص الحوار: < كيف تنظر إلى رئاسة الأندية عبر التاريخ؟< يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل، بدأت بعهد الاستعمار، ثم مرحلة الاستقلال إلى غاية السبعينات، فالتاريخ الحديث، الذي انطلق بداية الثمانينات، بعد إعادة هيكلة الرياضة، وتأسيس لجنة أولمبية. < ما هي أبرز هذه المراحل برأيك؟< أكيد أن مرحلة الاستعمار ستظل شاهدة على وجود رؤساء وطنيين ساهموا في التأسيس للحركة الوطنية التي قاومت الاستعمار، وسيظل الوداد الرياضي علامة بارزة في هذه المرحلة لضمه مقاومين كبارا ساهموا في رفع الراية الوطنية في مختلف الملاعب عبر ربوع المملكة، لذلك شكل مصدر إزعاج للمستعمر. < متى انطلقت المرحلة الثانية من المسيرين؟< بعد بزوغ فجر الاستقلال كان ضروريا تنشيط المدن بمهرجانات ثقافية ورياضية، ومن ثم جاءت فكرة تأسيس أندية يدبر شأنها ذوو الإمكانيات المالية، فكانت السلطة المحلية تعرض المنصب على الأعيان، الذين يوافقون على تقديم مساهمات مالية مقابل الاستفادة من وضع اعتباري، يعود بالنفع على أنشطتهم التجارية، بمعنى آخر تبادل المصالح، وهذا أمر معمول به في كل الديمقراطيات عبر العالم، خصوصا في بلد خارج لتوه من الاستعمار، ودخل مرحلة البناء وإعادة الهيكلة. < وماذا بعد هذه الفترة؟< بعد ذلك جاء جيل المثقفين من أطباء ومحامين ومديري شركات، لمساعدة الأندية في إعادة الهيكلة القانونية والمالية، دون أن ننسى مدى استفادتهم من مناصبهم الجديدة، في ما يسمى بالأخذ والعطاء لما فيه المصلحة العامة.تميزت هذه المرحلة، بولوج أشخاص بعيدين عن مجال كرة القدم عالم التسيير، أغلبهم رجال أعمال جاؤوا من أجل الاستثمار والاستفادة، فكانت لمسة في تطوير هذه الرياضة، بفضل نجاحاتهم المهنية. < ماذا عن مرحلة الثمانينات؟< هذه الفترة عرفت رؤساء أقوياء تعينهم السلطة، ويستمدون قوتهم من نفوذهم في الدولة. على سبيل المثال الدليمي رفقة اتحاد سيدي قاسم، ونهضة سطات، رفقة إدريس البصري، والكوكب المراكشي تحت قيادة المديوري، وغيرهم كثيرون، طبعوا تاريخ كرة القدم الوطنية، وكانت إسهاماتهم داخل الأندية التي تنتمي للجهة أو المنطقة التي يتحدرون منها، إضافة إلى أن اللاعبين كانوا ينتخبون الرؤساء والمكاتب المسيرة، قبل ظهور نظام الانخراط. < وماذا عن المرحلة الحالية؟< المرحلة الحالية، عرفت ظهور جيل جديد من المسيرين، شباب ميسور، يبحث عن الوضع الاعتباري والاستفادة المالية، فأصبحت أندية تسير بملايير السنتيمات، من قبل أشخاص همهم الوحيد الشهرة ومكانة داخل المجتمع.هذا الجيل قدم الشيء الكثير في ظرف وجيز، فامتلأت المدرجات، وأصبحنا نعيش زمن الانتماء إلى النادي بكل المقاييس، رغم تردي نتائج المنتخبات الوطنية، وصرنا نتابع احتفالات كبيرة في المدرجات، بفضل ظاهرة "الإلترا" التي اجتاحت الملاعب، وأصبحت معها كرة القدم نشاطا تجاريا بالدرجة الأولى. < هل لديك من ملاحظة عن ظاهرة "الإلترا"؟< قدمت إضافة لكرة القدم الوطنية، وساهمت بشكل أو بآخر في اعتلاء بعض الأشخاص منصب الرئاسة، وهذه مؤاخذتي عليها، لا يجب أن تتجاوز مهمتها تنشيط المدرجات، دون الدخول في الشؤون التسييرية. < وماذا عن السياسة؟< كاذب من يفصل الرياضة عن السياسة، خصوصا كرة القدم. لا يمكن فصل الدولة عما يجري داخل الأندية، لأن القاعدة الجماهيرية تشكل هدفا لأي حزب سياسي للترويج لخطاباته، وسواء شئنا أو أبينا فإن السياسة حاضرة بشكل يومي في كل تظاهراتنا الثقافية والرياضية، وإذا تقدم شخص ببرنامج هادف يخدم مصالح الحزب الذي ينتمي إليه، ويضعه رهن إشارة ناد ما، فلا أرى في ذلك مانعا، المهم هو تطوير اللعبة، ووضع الإمكانيات المالية رهن إشارتها. أجرى الحوار: نور الدين الكرف

ماندوزا: المسيرون يبحثون عن الشهرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأربعيـن...المرحلـة الانتقاليـة

أبرشان ... ازدواجية المهام

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات