الفنان و”الماناجير”…”شد ليا نقطع ليك”

العلاقة بينهما تفتقد إلى الاحترافية ويشوبها انعدام الثقة إدارة أعمال الفنان هي العقل المدبر للفنان وكلمة السر في نجاحه وتألقه وخارطة طريق فنية ورقم مهم في معادلة تألقه. ومن دون مدير الأعمال، قد يفقد الفنان بوصلة النجاح ويتوه في دهاليز عالمه الفني، فهو جدول أعماله وأجندته المتحركة وعقله البديل ومنهم من يصبح صديق الفنان والناصح الأمين له. وتتوقف نسبة كبيرة من نجومية الفنان على مدى تميز مدير أعماله وقدرته على توجيهه التوجيه الأمثل.أغلب الفنانين في المغرب لا يتوفرون على مدير أعمال باستثناء بعض الأسماء المعدودة على رؤوس الأصابع، لكن المثير هو أن البعض الآخر ممن يتوفر على مدير أعمال تبقى مهامه غير محددة المعالم، إذ أن البعض من الفنانين يتخذه للتباهي أو الرفاهية، ومنهم من يفضل الاعتماد على قريب له، توفيرا للمال. في هذا الملف، شهادات فنانين و"ماناجيرات"، حول المهنة وحول العلاقة بين الطرفين، وحول أهم أسباب الخلافات وأشياء أخرى تجدونها ضمنه. م . ب التعامل يكـون بتحفظ البدوي قال إن فنانين مغاربة أخطؤوا موعدهم مع التاريخ لعدم انضباطهم "كثير من الفنانين المغاربة أخلفوا موعدهم مع التاريخ وكان بإمكانهم أن يحصلوا شهرة ونجومية أكبر مما حصلوا عليه، لو أنهم فكروا في تسيير حياتهم الفنية على نحو احترافي"، بهذه العبارة الحاسمة، لخص عبد اللطيف البدوي، واحد من أقدم مديري أعمال الفنانين بالمغرب، واقع الممارسة الفنية ببلادنا.البدوي، الذي راكم خبرة تربو عن ست وأربعين سنة من الاشتغال في المجال الفني والاحتكاك بالفنانين، قال إن هناك خلطا بين إدارة الأعمال والسمسرة، بشكل يلتبس على الكثيرين رسم الحدود الفاصلة بينهما، أو الفرق بين كل مجال على حدة.ويرى البدوي أن مهام مدير الأعمال لا تقتصر فقط على اصطياد فرص الاشتغال بالنسبة إلى الفنان، والبحث له عن أكبر عدد من الحفلات والمناسبات الفنية للمشاركة فيها، بل إن المهمة الأساسية للمدير هو الكيفية التي يظهر بها هذا الفنان، إذ من المفروض أن يشتغل على الجانب المتعلق بالشكل والمظهر وطريقة الحديث والأوساط التي يجب أن يختلط بها الفنان، بمعنى التدخل في كثير من الأحيان في الحياة الشخصية للفنان باعتباره شخصية عمومية عليها أن تحسب لحركاتها وسكناتها ألف حساب.لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل كل الفنانين المغاربة واعون بهذه المسألة، أي أن يسلموا قيادهم لمدير أعمال يتدخل في كل كبيرة وصغيرة تخص مسارهم الفني؟ يجيب البدوي أن الكثير من الفنانين يعون هذه المسألة، لكن بعضهم لا يقوى على الاستمرار في الانضباط والالتزام بتوجيهات مدير الأعمال إن حدث وتعاملوا معه.وتتدخل في ابتعاد الفنانين المغاربة، خاصة في مجال الأغنية العصرية، عن الخضوع لسلطة مديري الأعمال، اعتبارات كثيرة، حسب البدوي، منها ما يتعلق بطبيعة نشأة كل فنان على حدة، ويدخل فيها تكوينه النفسي ومزاجه الخاص، فضلا عن عامل الثقة الذي من المفروض أن يكون عنصرا أساسيا في علاقة الفنان بمدير أعماله، بصرف النظر عن طبيعة العقود التي تربط الطرفين، سواء كانت قانونية، أم شفوية مبنية على الثقة.وتحدث البدوي عن علاقته بالفنانين الذين أشرف، ومازال يشرف، على إدارة أعمالهم، منهم عبد الهادي بلخياط ومحمود الإدريسي ونزهة الشعباوي وحياة الإدريسي ونادية أيوب، وقبلهم الراحل محمد الحياني، فيقول إن الفنان أشبه بشركة تلزمها إدارة مالية وتجارية ولا يجب أن تخضع للمزاجية والتسيب.وفي الوقت الذي يتعامل بعض الفنانين المغاربة مع مدير أعمال لكن ليس بخضوع تام، نجد آخرين يفضلون الاشتغال بمفردهم ودون حاجة إلى من يدير أعمالهم، منهم الموسيقار عبد الوهاب الدكالي والمطربة نعيمة سميح، فضلا عن الراحلين الذين كانوا نجوما في وقتهم، مثل إبراهيم العلمي وفويتح وغيرهم.في المقابل نجد بعض المطربين المغاربة يسندون مهمة إدارة أعمالهم إلى أشخاص ثقة من المحيط المقرب لهم، كما هو الشأن للفنانة لطيفة رأفت التي وضعت ثقتها في مصطفى الركراكي، عازف "الأورغ" ورئيس الفرقة الموسيقية المصاحبة لها، فيما فضل آخرون الاستناد إلى أقاربهم، مثل المطرب حاتم إدار الذي تتكلف شقيقته بإدارة أعماله، كما أن أسماء المنور غالبا ما تتعامل مع الجهات الرسمية عن طريق شقيقها، فيما ما زال الكثيرون من المطربين يعتمدون على أنفسهم في التفاوض، أو البحث عن فرص شغلهم.عزيز المجدوب

الفنان و”الماناجير”…”شد ليا نقطع ليك”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوريقي: العلاقة بين الطرفين خطيرة

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات