عقدت المكاتب السياسية لفدرالية اليسار الديمقراطي، الأسبوع الماضي، اجتماعا بالرباط، خصص لتقييم عمل الفدرالية، وأدائها السياسي، واستعراض سبل إعادة بناء وحدة اليسار، بما يعيد إليه دوره الريادي في الساحة السياسية.وشكلت وضعية اليسار إحدى القضايا التي استأثرت بنقاش عميق لأعضاء المكاتب السياسية لمكونات الفدرالية الثلاث (الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي)، بالإضافة إلى الأوضاع التنظيمية للتحالف، في ضوء نتائج الانتخابات المهنية والجماعية والجهوية الأخيرة.وفي هذا الإطار، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، إن قيادة الفدرالية وضعت أسس إستراتيجية لضمان حضور وازن في الانتخابات المقبلة، ينطلق من التراكمات الإيجابية التي أفرزتها محطة 4 شتنبر، من أجل إعادة الوهج إلى مكونات اليسار، ومجابهة التحديات التي تطرحها الممارسة السياسية.وقالت منيب في تصريح لـ"الصباح"، إن اليسار يعيش أزمة عميقة، وإن الفدرالية تمثل اليوم الأمل في إعادة بنائه، كما شكلت الكتلة بالأمس، أملا استطاع تحقيق العديد من المكتسبات.من جهته، قال علي بوطوالة، العضو القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن نتائج الانتخابات الأخيرة أبانت عن تراجع مكونات اليسار في الساحة السياسية، وأن استعادة مكانته، تتطلب اليوم إعادة النظر في وسائل عمله، وتوحيد صفوفه، على أسس وأهداف واضحة، تعيد ارتباطه بالحركات الاجتماعية والنضالات الجماهيرية.وأوضح بوطوالة، في تصريح لـ "الصباح" أن الحديث عن توحيد اليسار، يتطلب اليوم فتح نقاش عميق بين مكوناته، وتجاوز الخلافات القائمة بينها، مؤكدا أن الفدرالية تسير في هذا الاتجاه، انطلاقا أولا من تقوية صفوفها، باعتبارها نموذجا للعمل المشترك في إطار احترام الاختلاف، وتعميق الوعي لدى مختلف مكونات اليسار بأن العمل المشترك ممكن رغم الاختلافات السياسية.وأكد المسؤول الحزبي أن إعادة بناء وحدة اليسار ستستغرق وقتا طويلا، بالنظر إلى الخلافات العميقة وواقع التشرذم في صفوفه، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي، كجزء أساسي من اليسار، مطالب بمراجعة مواقفه، التي أثرت سلبيا على وضعية اليسار عموما، داعيا إلى تسهيل عملية التنسيق الميداني في الواجهات الجماهيرية، واستعادة الحوار المباشر بين أحزاب اليسار، على أسس احترام الاختلاف والبحث عن القواسم المشتركة.وأكدت نبيلة منيب أن الفدرالية تتابع حالات المخاض التي تعرفها أحزاب اليسار، ومنفتحة على كل دعوات الحوار، التي تهدف إلى بناء يسار بمشروع مجتمعي متكامل.برحو بوزياني