أمسية سوداء في تونس

عاشت تونس العاصمة أمسية سوداء، أول أمس (الثلاثاء)، إثر هجوم إرهابي على حافلة تقل عناصر من الحرس الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط المدينة، أسفر، حسب حصيلة أعلنتها مصادر من وزارة الداخلية التونسية، عن مصرع 15 شخصا، وإصابة 17 جريحا، ليعلن الباجي قائد السبسي، رئيس البلاد، الذي ألغى زيارة مبرمجة إلى سويسرا، حالة الطوارئ في البلاد لمدة 30 يوما، مع ما يرافق ذلك من إجراءات أمنية موازية، تهم حظر التجول وتوسيع صلاحيات تدخل العناصر الأمنية، خلال عمليات المراقبة والتفتيش. وقال السبسي إن بلاده "في حرب ضد الإرهاب"، مطالبا بتعاون دولي ضد الجماعات الإرهابية.وعاينت "الصباح" موقع الحادث، أمام مقر دار التجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة، قبل تطويق المكان، وإبعاد الإعلاميين والجمهور عن موقع الهجوم الإرهابي، الذي لم يتم بعد، إلى حدود صباح أمس (الأربعاء)، أي بلاغ رسمي يحدد كيفية تنفيذه، إذ تأرجحت آراء الأمنيين في تصريحات منفصلة، حول اقتراب شخص يحمل حزاما ناسفا من الحافلة قبل أن يفجر نفسه، فيما يتجه آخرون إلى سيناريو انفجار من داخل الحافلة، في الوقت الذي أغلقت عناصر الشرطة وفرقة مكافحة الٍإرهاب التي حلت بالموقع بعد ساعات من وقوع الحادث، شارع محمد الخامس، عند نقطة تقاطعه مع شارع غانا.في هذا السياق، صرح هشام الغربي، المسؤول بنقابة الأمن الرئاسي، أمس (الأربعاء)، أن انتحاريا يحمل متفجرات فجر نفسه في الحافلة. وأضاف الغربي، لراديو "شمس إف إم" المحلي، "حسب المعطيات الأولية، فإن رجلا يلبس معطفا ويضع سماعات في أذنيه ويحمل حقيبة على ظهره صعد إلى الحافلة، وفجر نفسه بسرعة من بابها".وأفاد شهود عيان، في تصريحات متفرقة لـ"الصباح"، أن قوة الانفجار أخرجت الناس من المقاهي المحاذية لـ"دار التجمع القديمة"، مقر الحزب الحاكم في عهد زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي السابق، موضحين أن الشارع الذي يعرف اكتظاظا خلال فترة الهجوم (الخامسة مساء حسب التوقيت المحلي)، شهد تناثر الجثث والمصابين، قبل تدخل سيارات الإسعاف والمصالح الطبية، التي أحدثت في المكان عينه، مستشفى ميدانيا صغيرا لإنقاذ المصابين، فيما أكد عدد كبير منهم، توقع حدوث هجوم مماثل منذ أيام، موازاة مع تداول أخبار حول تهديدات بالاغتيال للمنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، الذي رفعت عنه حراسة الحرس الرئاسي التونسي، لتتحول مهمة تأمينه إلى وزارة الداخلية.وفي جولة بوسط المدينة، عاينت "الصباح" منذ الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، مظاهر حظر للتجول في شوارع محمد الخامس والجمهورية والحبيب بورقيبة، الذي كان يحتضن خلال وقت الهجوم، عروضا سينمائية ضمن فعاليات مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" إذ عمدت قوات الأمن بالزيين الرسمي والمدني إلى إخلاء مكان الحادث من المارة، ومحيطه، الذي يضم بنوكا ومؤسسات حيوية، مثل البنك المركزي التونسي ومتحف العملة، وكذا وزارة التجارة والشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه، إلى جانب مكتب بريد تونس، في الوقت الذي احتج الصحافيون والإعلاميون التونسيون والدوليون على منعهم من الاقتراب من مكان الهجوم ومتابعة تغطية التطورات، خصوصا أن حصيلة القتلى تظل مرشحة للارتفاع، بالنظر إلى عدد سيارات الإسعاف التي حلت بالموقع، والذي تجاوز عددها 20 سيارة.وطوقت عناصر أمنية بزي مدني فندقي "إيسبيس" و"نوفوتيل" وسط شارع محمد الخامس، على بعد أمتار من موقع الحادث، في إطار تأمين الفنادق والمؤسسات السياحية بالمدينة، موازاة مع نصائح للسياح بعدم مغادرة محلات إقامتهم، فيما أظهرت جولة أخرى بمنطقة "لافاييت" الراقية وسط العاصمة، إغلاق المطاعم والمقاهي والعلب الليلية، وكذا مراكز التسوق، فيما ظلت بعض الدكاكين مفتوحة لفترة وجيزة، قبل أن تغلق أبوابها في حدود الساعة العاشرة ليلا، في الوقت الذي يشتكي مهنيو السياحة التونسيون من كساد في أنشطتهم، عقب هجومي "سوسة" و"باردو" الإرهابيين، اللذين أدويا بحياة عدد مهم من السياح الأجانب.بدر الدين عتيقي (موفد "الصباح" إلى تونس)

أمسية سوداء في تونس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران: انتهى زمن استغلال ثروات إفريقيا

روس بالرباط بحثا عن حل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات