أثار ترخيص الوالي السابق لجهة تازة الحسيمة جلول صمصم، لبناء مسجد فوق أرض مهددة بانجراف التربة بدوار" تمركالت "بجماعة بني حذيفة، بإقليم الحسيمة، موجة استغراب وتساؤلات عريضة. وأكد مصدر مطلع، أن الأمر بات يهدد حياة السكان ويعرضهم للعديد من المخاطر، مضيفا أن الترخيص لبناء مسجد بالمكان ذاته، قوبل باعتراض شديد من قبل المصالح التقنية المختصة، بسبب الخطر الذي يحمله البناء فوق أرض مهددة بالانجرافات، قبل أن ترتفع حرارة الهواتف في اتجاهات مختلفة والتي تكللت بترخيص مشروط من طرف والي جهة الحسيمة السابق، خالف بمقتضاه كل محاضر اللجن والمعاينات الميدانية، التي كانت منعت البناء على بقعة أرضية توجد بمنطقة مهددة بانجراف التربة. واعتبر العديد من المواطنين القاطنين بالمنطقة نفسها، ترخيص الوالي السابق لبناء المسجد المذكور، بمنطقة تعرف انجرافات قوية في التربة بدرجة قوية، مغامرة حقيقية بأرواح المصلين والسكان، واصفين القرار بالارتجالي، موضحين أن الترخيص المذكور أوقع الوالي في المحظور، ورفع من رصيد أخطائه التي عجلت برحيله. وقالت مصادر متطابقة، إن المواطنين يخشون من الاقتراب من المسجد والصلاة داخله، متسائلين في الوقت ذاته، عن المانع الذي حال دون التزام الجهات المعنية بالتوصيات والشروط المضمنة في محاضر اللجن التقنية التي زارت المكان، واشترطت إنجاز دراسة جيو ـ تقنية، تقتضي حفر ثلاثة ثقوب بعمق 50 مترا على الأقل، والحصول على شهادة تثبت أهلية هذا الموقع للبناء. ورغم المخاطر التي يحملها البناء بالمنطقة المذكورة، فإن جلول صمصم الوالي السابق، منح ترخيصا مشروطا، الشيء الذي عجل ببناء المسجد دون مراعاة توصيات اللجنة التقنية. وكان محضر معاينة أنجزه القسم التقني بجماعة بني حذيفة أقر بمخالفة الجهات المعنية لمقتضيات المادة 40 من القانون رقم 90-12، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.92.31 بتاريخ 15 ذي الحجة 1412 (17 يونيو 1992) المتعلق بالتعمير، وذلك بشروعه في عملية بناء مسجد بدوار تمركالت دون الاستجابة للشروط التي كان قد أقرها القرار العاملي رقم 228/2014 بتاريخ 3/9/2014. وأكد المصدر ذاته، أن اللجنة التقنية المنعقدة بتاريخ 27 غشت 2014، أبدت مجموعة من الملاحظات حول المشروع، التي أجملتها في أن المشروع يقع بمنطقة الانزلاقات بدرجة قوية (G3)، وخطر زلزالي متمثل في تأثيرات طبيعة الموقع، واشترطت اللجنة ذاتها تقديم الدراسات التقنية والجيو تقنية للمشروع طبقا لمقتضيات خريطة المناطق المؤهلة للتعمير والعمل بنتائج هذه الدراسة أثناء إنجاز المشروع. واستغربت بعض المصادر، منح شهادة المطابقة للمعنيين بالمشروع، دون استيفائه الشروط القانونية بشكل يطرح أكثر من علامة استفهام حول أشكال تطبيق المعايير القانونية في التعمير على الجميع. وأكد مصدر مسؤول متخصص في الدراسات العقارية والطبوغرافية، أن إقليم الحسيمة يتوفر على خرائط التعمير التي تمت تعبئتها خصيصا لحماية أرواح البشر، خاصة أن المنطقة معروفة بنشاطها الزلزالي، موضحا أن المكان الذي بني فيه مسجد "تمركالت" بجماعة بني حذيفة يوجد بالمناطق المعرضة للانزلاقات بدرجة قوية (3G)، ما يطرح أكثر من تساؤل حول الترخيص ببناء مسجد بقرار عاملي مشروط. جمال الفكيكي (الحسيمة)