هدد مرشح من الأغلبية، رسب في انتخابات مجلس المستشارين، التي جرت الجمعة الماضي، باللجوء إلى القضاء من أجل مقاضاة بعض الأسماء الحزبية المعروفة في جهة الرباط سلا القنيطرة، في حال لم ترجع له الأموال التي حصلت عليها قبل يوم الاقتراع، كان قد وضعها رهن إشارتها من أجل شراء "كبار الناخبين".وزار المرشح الحديث العهد بالانتخابات، بعد تأكده من هزيمته، منازل مسؤولين حزببين الذين وضع فيهم ثقته، ومنحهم أموالا كبيرة من أجل مساعدته على "اقتناء" أصوات كبار الناخبين في الأقاليم التي يتحكمون فيها، أو لهم فيها سطوة وحضور انتخابي. وكانت البداية مع مسؤول حزبي بإقليم الخميسات الذي حصل منه على مبلغ مالي ضخم، لكن صناديق الاقتراع أظهرت عكس ما كان يتنظره المرشح "المهزوم"، الذي توجه مباشرة إلى منزل المسوؤل الحزبي الذي يوصف بصانع الخرائط الانتخابية، رغم أميته السياسية، ومراكمته لثروة مالية مشبوهة، وطلب منه "حبيا" إرجاع المبلغ المالي الذي سبق أن وضعه لديه قبل يوم الاقتراع، وهو تجاوز 50 مليونا، غير أنه رفض، وقال للمرشح الراسب، إنه وزعه على بعض "كبار الناخبين" الذين خانوه، و"أنا لست مسؤولا عن هذه الخيانة". ولم يتقبل المرشح المنهزم التبرير، ودخل في ملاسنات حادة مع المسؤول الحزبي المعروف بالتواطؤ مع مسؤول نافذ في عمالة الخميسات، وطلب منه بإلحاح تمكينه فقط من نصف المبلغ، ومنحه مهملة ثلاثة أيام، وإلا لجأ إلى القضاء، لأنه يتوفر على تسجيل صوتي، وأنه مستعد لوضعه رهن إشارة النيابة العامة، ومستعد أيضا للدخول إلى السجن، رفقة كل الذين حصلوا منه على "تسبيقات مالية"، وخانوه. ولم يكن المسؤول الحزبي بالخميسات، وحده من خانه، فقد تعرض إلى الموقف نفسه من قبل رئيس جماعة قروية في إقليم القنيطرة ينتمي إلى حزب معارض، حصل منه على 15 مليونا في مشواة "حسان" بالقنيطرة، عشية انتخابات مجلس المستشارين.وعلمت "الصباح" أن المرشح الراسب، توجه صباح أمس (الأحد) إلى منزل الرئيس الكائن بالقنيطرة، غير أنه لم يجده، وأخبرته "خادمة المنزل" أنه سافر إلى طنجة، وهو ما لم يتقبله، وشرع في الصراخ من أجل أثارة انتباه الجيران. وتوعد المرشح الذي لم يظفر بمقعد برلماني ضمن خمسة مقاعد مخصصة لجهة الرباط سلا القنيطرة، بملاحقة الرئيس الذي "ضحك عليه"، وحصل منه على مبلغ مالي، غير أن صناديق الاقتراع في المكتب الذي صوت فيه أعضاء جماعته، أظهرت أنه تعرض "للخيانة". ولم يكن المرشح محظوظا حتى مع أعضاء حزبه، حيث حاربه مسؤول حزبي في عمالة تمارة الصخيرات، ووصلت بهما درجة الخلاف بينهما إلى حد تبادل التهديدات، باللجوء إلى القضاء، بناء على ما يتوفر عليه كل واحد منهما من حجج، قبل أن يتدخل قيادي بارز من حزبيهما على الخط، ويطفئ نار الخلافات بينهما مؤقتا، في انتظار تدخل رئيس الحزب، للحسم في هذه "الفضيحة الانتخابية".عبدالله الكوزي