طبيب التجميل ملزم بتحقيق نتيجة محددة

أشيبان: مسؤوليته عند الخطأ تنتج عن العقد والتعويضات لا تخضع لقاعدة حسابية أوضح الدكتور مصطفى أشيبان، المحامي والمحلل القانوني، أن الجراح في طب التجميل، يختلف بكثير عن نظيره في باقي التخصصات الطبية، من حيث النتيجة، فالثاني ملزم ببذل العناية قدر المستطاع، فيما جراح التجميل ملزم بتحقيق النتيجة التي يطلبها الزبون، سواء تعلق الأمر بتقويم اعوجاج أو تسوية حاجب أو إزالة الدهون..... يعتبر الدكتور أشيبان، المحامي بالبيضاء والمحلل القانوني، أنه إذا كان الطبيب المعالج في الأصل، ملزما ببذل العناية، فإن الاختصاصي في طب التجميل ملزم بالإضافة إلى ذلك، بتحقيق نتيجة. علما أنه ينبغي التمييز بين الجراحة التقويمية الناتجة عن تشويه الخلقة المترتبة عن حريق أو حادثة سير أو شغل وما يدخل في حكمها، والتي يبذل فيها الجراح العناية اللازمة لإصلاح الضرر، وبين الجراحة التحسينية أو المزاجية، التي تكون موضوع عقد طبي لتحقيق نتيجة معينة، كتقويم اعوجاج أنف أو تسوية حاجب أو إزالة شحم البطن إلى ما غير ذلك من مطالب. وأورد المحلل القانوني، أن الجراحة التحسينية تنتج عن تعاقد طبي ملزم للطرفين، أحدهما بالأداء المالي يؤديه الزبون، والطرف الآخر أي الجراح ملزم بتحقيق النتيجة المتفق عليها. كما يرى أن الطبيب الاختصاصي ملزم عند كل تدخل جراحي، بالاطلاع على كافة المعلومات المتعلقة بالمريض، فضلا عن وجوب مراقبته صلاحية الأدوات وتعقيمها وتوفير جميع متطلبات غرفة العمليات التي توجبها ضوابط المهنة وأخلاقياتها. وبالنسبة إلى المسؤولية، ذهب أشيبان إلى أن مسؤولية جراحي التجميل هي عقدية، وتقوم عند الإخلال بالاتفاق المحدد للشروط أو عدم التوصل إلى النتيجة الطبية المحددة في العقد، الذي هو مصدر الالتزام والمرتب للتعويض عند حدوث الضرر للمتعاقد المجرى عليه التدخل أو الفعل الجراحي التجميلي. أما عند حدوث خطأ طبي، فإن وقوع التعويض الواجب منحه للضحية، حسب الدكتور أشيبان، لا يخضع لجدول معين أو قاعدة حسابية محددة، كما في التعويض عن حوادث السير وحوادث الشغل، سواء على أساس الدخل السنوي ونسبة العجز الجزئي الدائم، أو القواعد التي تحكم احتساب ذلك من عمليات قننها المشرع سلفا، بل يخضع ذلك لتقدير المحكمة المعروض عليها القضية، حسب معايير موضوعية كنوع الخطأ وجسامته، وسن الضحية ومستواها الاجتماعي ثم آثار الخطأ كبتر عضو أو إحداث عاهة دائمة (كفقدان العين أو استئصال الرحم إلى غير ذلك من الأضرار). واستطرد المتحدث نفسه قائلا إن جهات طبية غير حكومية، تعمل في هذا الصدد، على الدعوة إلى تبني قانون يحدد التعويض عن المسؤولية الطبية إسوة بظهير 2 أكتوبر 1984 المتعلق بالمصابين عن الحوادث المحدثة من طرف المركبات، أو بظهير 1963 المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل، لأنه حسب رأيهم أنه إذا كانت المركبة (السيارة) مثلا أحدثت ضررا بفعل غير عمدي لسائقها ويعوض نسبيا حسب قواعد محددة سلفا ومقننة، فكيف للطبيب وهو ملزم ببذل العناية في أغلب الأحيان وبتحقيق النتيجة في حالات خاصة (طب التجميلي التحسيني). وأوضح أشيبان في لقاء مع "الصباح"، أن من أوجه خطأ الجراح عدم القيام بالتحاليل والفحوص اللازمة قبل التدخل الجراحي، وعدم الاستعانة باختصاصي التخدير وبالمساعدين الطبيين، وعدم الاستمرار في متابعة العملية بنفسه حتى النهاية، وعدم مراقبة المريض بعد انتهاء العملية، وعدم إعلام المريض بالآثار المحتملة، وهو ما يدخل في واجب الإعلام، أو زرع مواد كيماوية في الثدي تسببت في مضاعفات... الربح أساس التجميل طبيب التجميل يتعامل مع عضو سليم من أعضاء الجسم البشري، قصد التجميل، بطلب من صاحبه، وهو بذلك يخرج عن حدود ضوابط مهنة الطب التي تستدعي التدخل لإنقاذ المريض، أو لشفائه فيتعارض بذلك المبدآن: الربح الذي هو أساس التجميل والعمل الإنساني العلاجي أصل مهنة الطب. اجتهاد فرنسي ذهبت محكمة النقض الفرنسية في أحد قراراتها الذي جاء فيه: "بأن الطبيب يعد مسؤولا، إذا أجرى عملية جراحية لامرأة تبلغ ستة وستين عاما، بقصد إزالة الورم أو التجاعيد الموجودة أسفل عينها، وقد فشلت العملية ونتج عنها عمى بعينها اليسرى، رغم اتباع الطبيب كافة الأصول الفنية، وقد اعتبر الطبيب مع ذلك مسؤولا لعدم تنبيه المريضة للاحتمالات الخطيرة لتدخله الجراحي، حتى ولو كانت هذه الاحتمالات نادرة الحدوث، وذلك حتى يكون المريض على علم بالعناصر التي يمكن أن يبني عليها تقديره خاصة أن وجود الورم والتجاعيد تحت العينين لا تسبب إزعاجا شديدا لامرأة بلغت هذا العمر". المصطفى صفر

طبيب التجميل ملزم بتحقيق نتيجة محددة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النجوم يبحثون عن الكمال

أسدل الستار الأحد الماضي، على فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان "البولفار".

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات