ينافس الحشيش ويتفوق على الهيروين

تقرير مرصد محاربة المخدرات حدد عدد مستهلكيه في 30 ألف شخص يواصل مخدر الكوكايين صعوده على سلم أكثر المخدرات استهلاكا في المغرب، في السنوات الأخيرة، ليحتل حاليا، الرتبة الرابعة، هو الذي كان غائبا عن التصنيف في بداية الألفية الثالثة، إذ كان منحصرا على فئة ثرية جدا، بسبب غلاء أسعاره التي كانت تصل إلى عتبة 1000 درهم لجرعة لا يتجاوز وزنها غراما واحدا.وكشف تقرير السنة الجارية (2015)، للمرصد الوطني لمحاربة المخدرات والإدمان، الذي يشرف عليه جلال التوفيق، مدير المركز الوطني للوقاية والعلاج والبحث في الإدمان ومدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية بسلا، يأتي الكوكايين، رابعا بعد التبغ، والقنب الهندي، والكحول، من حيث نسبة الاستهلاك بالمغرب.وفي الوقت الذي يتفوق فيه الكوكايين، وفق التقرير ذاته، على المخدرات المهدئة والهيروين ومحلولات "الأمفيتامين"، فإن مستهلكيه يقدر عددهم بـ30 ألف شخص، أي ما يعادل حوالي 4 من مجموع 800 ألف مغربي يستهلكون المخدرات، وهو العدد الذي يمثل حوالي 5 في المائة من مجموع السكان.ويظهر أن ما بات يعرف بـ"دمقرطة" استهلاك الكوكايين بالمغرب، على حساب "الحشيش"، المخدر الشعبي منذ القديم، انطلقت فعليا في 2005، تاريخ تحول المغرب إلى واحد من قنوات تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية إلى الدول الأروبية، إذ وقفت "الصباح"، في تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بمحاربة المخدرات والجريمة، على أن كمية الكوكايين المحجوزة بالمغرب، انتقلت من 4 كيلوغرامات في 2004ـ، إلى 843 كيلوغراما في 2005.ومنذ أن صارت كميات الكوكايين تحجز في المغرب بالأطنان، صارت المراكز الطبية المتخصصة في علاج الإدمان بالمغرب، على قلتها، تستقبل حالات مأساوية لمدمنين يتحدرون من الطبقة المتوسطة، وأغلبهم أطر شابة في القطاع الخاص، وذات مستوى تعليمي جيد، ما جعل المعالجين المغاربة، ينفتحون على دول موبوءة بالكوكايين، منذ سنوات طويلة، لاكتساب الخبرة والمعرفة حول هذا النوع من المخدرات.وبالعودة إلى التقرير الأخير، للمرصد الوطني لمحاربة المخدرات، الذي شارك في إعداده خبراء أجانب، وساهمت منظمات أروبية في تمويل إنجازه، يبرز أن المخدرات الصلبة، باتت تجد مدمنين لها وسط فئات شابة، عندما وقفت الدراسة، على أن تلميذا مغربيا واحدا من أصل ثلاثة حصل على المخدرات أمام باب المدرسة، وأن تلميذا واحدا من أصل عشرة استهلك المخدرات.ولأن التكفل الصحي، بمدمني المخدرات الصلبة، يتطلب علاجا طويل الأمد ومكلفا لميزانية الصحة العامة، إذ يشارك فيه أطباء علاج التسممات بالأدوية وأطباء العلاج النفسي وخبراء التحفيز الذاتي، بدأت ترتفع أصوات تطالب بإقرار خطة حديثة لمكافحة الإدمان بالمغرب، تتضمن توظيف الأموال المصادرة من عمليات تهريب المخدرات، وتخصيصها لبرامج محاربة الإدمان ومحاربة المخدرات.وفي وقت كشف فيه البحث الوطني حول الاضطرابات العقلية، في 2013، أن 5 مرضى من أصل 10، ساهمت المخدرات بشكل كبير، في اضطرابهم العقلي، لم يعد أطباء وسياسيون يجدون حرجا، في الدعوة إلى تقنين المخدرات بعرض الاستعمال الطبي.وتدعم منظمات مدنية، ومختبرات البحث العلمي المتخصصة في دراسة الإدمان، التوجه بالمغرب، نحو مجالات البحث في مخاطر المخدرات، باعتبارها أوبئة، وتوسيع تقديم العلاجات العمومية على المدمنين على صعيد التراب الوطني، وتقوية وتعزيز قائمة العلاجات المقدمة وإحداث برامج خاصة للوقاية والعلاج بالمراكز السجنية وفي مواقع العمل، وتقوية سياسة تقليص المخاطر، والزيادة في أسعار التبغ.امحمد خيي

ينافس الحشيش ويتفوق على الهيروين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"البيضا" في سطور

"الغبرة" تقتحم الملاعب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات