الأكاديمية الأمريكية… مدرسة القرن 21

تقدم برنامج "التعلم القائم على المشاريع" المطبق لأول مرة في إفريقيا ومتوسط خبرة أطرها يتجاوز 25 سنة تضع الأكاديمية الأمريكية بالمغرب اللمسات الأخيرة قبل موعد الافتتاح الرسمي، في 14 شتنبر الجاري، إذ تقدم الأكاديمية للتلاميذ المغاربة وزملائهم من 40 جنسية أخرى، تجربة بيداغوجية وتعليمية فريدة، تطبق للمرة الأولى في إفريقيا، تحديدا في المملكة، وإن كانت لا تصنف بلدا أنجلوساكسونيا على غرار مصر وجنوب إفريقيا، يتعلق الأمر ببرنامج "التعلم القائم على المشاريع"، المعروف اختصارا لدى خبراء التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية بـ"PBL"، والذي يقدم ما يعتبره "مدرسة القرن 21". في منطقة "كازا غرين تاون" الهادئة بالعاصمة الاقتصادية، اختار القائمون على مشروع الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، بناء منشأة تعليمية بمواصفات هندسية خاصة، تتماشى مع تصور ومفهوم الخبير الدولي في التربية فرانك لوكر، الأب الروحي لبرنامج "التعلم القائم على المشاريع"، الذي يرتكز على هيكلة الفصل من مبدأ "قلبه رأسا على عقب"، وتحويله إلى فضاء للتعلم يديره التلاميذ، يكون فيه الأستاذ مجرد منسق عام، إذ يستمدون المعرفة عبر التفاعل مع التجارب والمشاريع.وتتميز البناية بتصميم معماري فريد على شكل "قوقعات" متداخلة، تمتد على مساحة ضخمة تصل إلى أربعة هكتارات، فيما تتيح ساحة المؤسسة المبنية على النمط اليوناني، فضاء شاسعا للرؤيا يغطي جميع ملحقاتها، وهي الخاصية التي يعتبرها سعيد كحيلة، رئيس الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، ميزة مهمة، تسمح للمشرفين والأطر التربوية بتتبع نشاط التلاميذ ومدرسيهم داخل حجرات الدرس وخارجه، إلى جانب الاعتماد على 360 كاميرا مراقبة، تغطي جميع مرافق المنشأة التعليمية، الرئيسية والثانوية.وتتوفر الأكاديمية على غرار المؤسسات التعليمية الخاصة الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، على جميع المرافق الضرورية، من مكتبة متطورة ومختبرات، وكذا ملاعب رياضية ومسرح، يديرها طاقم إداري مؤلف أغلبه من أطر أمريكية، راكمت في المتوسط ما يفوق 25 سنة من العمل في المجال التسيير التربوي، فيما يشدد كحيلة بهذا الخصوص، على توفر جميع الأساتذة والمدرسين على درجة الماجستير في مجال تخصصهم، إلى جانب تكوين خاص في تدبير برنامج "التعلم القائم على المشاريع". التسجيل مفتوحوتشرف خلية استقبال متخصصة في الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، على عملية تسجيل التلاميذ الجدد، الذين سيجاورون خلال الموسم الدراسي الجديد 2015- 2016، زملاء لهم قادمون من المدرسة الأمريكية بالدار البيضاء، في الوقت الذي أكدت فاطمة الزهراء العلوي، مديرة التسجيل بالأكاديمية، بلوغ عدد الملتحقين الجدد 150 تلميذا، مع توقعات ببلوغ 200 تلميذ جديد قبل موعد الافتتاح الرسمي يوم 14 شتنبر الجاري، بينما تبلغ الطاقة الاستيعابية الحالية 600 تلميذ. وتتحدث المسؤولة عن تشدد الأسر حول مجموعة من الشروط والمعايير عند تسجيل أبنائها، خصوصا ما يتعلق بضمان الإلمام باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، وكذا ممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام.وأضافت العلوي أن الأكاديمية تضم تلاميذ من 40 جنسية مختلفة، بمنفيهم الحاملون للجنسية الفرنسية، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره دليلا واضحا على تفوق نمط التعليم الأنجلوساكسوني على نظيره الفرنسي بالمغرب، خصوصا أن اللغة الانجليزية تسهل عملية الاندماج في منظومة التعليم في مدرسة دولية عبر العالم، وهو الامتياز الذي يسعى إليه أولياء الأمور من أطر الشركات متعددة الجنسيات والموظفون في السلك الدبلوماسي، الموجودون حاليا في المغرب، والذين يضطرون بحكم طبيعة عملهم، للتنقل باستمرار من بلد إلى آخر. أسعار تنافسية على المستوى التجاري، أكد علي غربي، نائب رئيس الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، عرض المؤسسة أسعارا تنافسية مقابل الانخراط، تتماشى مع القدرات المالية للفئة الاجتماعية التي تتوسط الطبقتين المتوسطة والغنية، مشيرا إلى أنها ستعرض تعليما نوعيا بثلاث لغات رغم التركيز على اللغة الإنجليزية، علما أن ضمانة التعليم في الأكاديمية معززة بنظام مراقبة فجائي ومتجدد كل خمس سنوات من قبل فدرالية المدارس الأمريكية، إلى جانب الاستعانة بأطر تربوية أمريكية، وأخرى مغربية خضعت لتكوين على مدى سنتين، على تنفيذ برامج الإطار البيداغوجي المختار.وبهذا الخصوص، يؤكد رئيس الأكاديمية، الذي يشغل أيضا، رفقة نائبه، منصب عضو في الهيأة الإدارية التنفيذية، ومقرها في "بوسطن" الأمريكية، أن السعر يتناسب مع جودة المنتوج التعليمي المقدم، مقارنة مع الأسعار المعروضة من قبل البعثات التعليمية الأجنبية في المغرب، موضحا أن الأكاديمية تشمل مستويات تعليمية مختلفة، يدير كل واحد منها، إطار تربوي أمريكي متخصص، يمارس مهامه تحت إشراف مجلس إدارة الأكاديمية، الذي بدوره يضم في عضويته نائبا للرئيس، يشغل مهمة مراقبة الالتزام بتنفيذ البرنامج التعليمي المتفق عليه مع الهيأة المذكورة في أمريكا.ويتحدث دين جاكز، مدير المرحلة الثانوية في الأكاديمية، عن أهمية التواصل مع التلاميذ، وتتبع مسارهم الدراسي منذ المراحل ما قبل التعليم الأولي، إذ يخضع التلاميذ لاختبارات قبول، تستهدف ضمان استقرار المستوى التعليمي، ونجاعة الاستفادة من برنامج "التعلم القائم على المشاريع"، موضحا أن هذا البرنامج يستوعب التلاميذ بشكل عام، ويتفاعل مع كل مرحلة عمرية على حدة. أهمية الجودةتحدث رئيس الأكاديمية الأمريكية بالمغرب، في جولة عبر أروقة المؤسسة، عن أهمية التعليم الجيد في المراحل العمرية الأولى للتلميذ، من أجل ضمان التفوق في التعليم العالي، مشيرا في هذا الشأن، إلى قدرة خريجي هذه الأكاديمية على الالتحاق بأرقى الجامعات، ذلك أن المستوى العلمي لتلميذ في الخامسة عشرة من عمره، درس عبر برنامج "التعلم القائم على المشاريع"، يضاهي مستوى طالب جامعي في أوربا. ويسهر على توجيه التلاميذ مؤطرون بيداغوجيون، يستعينون بملفات تؤرخ لمسار التلميذ في كافة المراحل التعليمية، على المستوى التعليمي والنفسي والاجتماعي والصحي.وحول طريقة تنفيذ البرنامج التعليمي الجديد "التعلم القائم على المشاريع"، أكد المتحدث ذاته، أن التدرج في تنفيذ النظام، سيرسخ المنهج التربوي والبيداغوجي للأكاديمية، موضحا أن المشروع الجديد يركز على التطور وليس الثورة، في إشارة إلى الاختلاف في طرق التعلم والقدرة على الاستيعاب داخل الفصول الدراسية بين التلاميذ، إذ يراعي النظام البيداغوجي هذا المعطى ويحسن التعامل معه، ذلك أن الذكور يتوفرون علميا على خصائص تركيز أقل من الإناث، وبالتالي فإن إحداث مجموعة عمل وقيادات داخل الفصول، سيساعد على تقوية إدراك التلاميذ وقدراتهم على اكتساب المعرفة. لجنة اجتماعية لربط الأكاديمية بمحيطها شدد إدريس الإدريسي، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في الأكاديمية، والذي راكم تجربة امتدت على 30 سنة في تسيير المؤسسات التعليمية الأمريكية بالمغرب، خصوصا في طنجة ومراكش، على خصوصية المنشأة التعليمية الجديدة، وتميز ما تقدمه من برامج مع ما كان سائدا في التعليم الأنجلوساكسوني في المملكة، موضحا أن برنامج "التعلم القائم على المشاريع"، يعتبر طفرة في التعليم الأمريكي، ستثمر جيلا من القادة في المغرب، مشيرا إلى أن اللجنة التي يترأسها ستحاول ربط المؤسسة بمحيطها الخارجي، عبر مجموعة من الأنشطة الاجتماعية، وذلك في إطار تقليص الفجوة بين التلميذ والواقع الذي يعيش فيه بدر الدين عتيقي

الأكاديمية الأمريكية… مدرسة القرن 21

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تكوين صانعي القرار في المستقبل

المدرسة العليا للصحافة... الريادة في التكوين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات