3 أسئلة < كيف ترون تخصيص الأسر ميزانيات ضخمة للدخول المدرسي؟ < التحول الجديد لدى أسر التلاميذ، يدخل ضمن نمط جديد للحياة اليومية للمغاربة، كرسه النظام الاقتصادي العالمي المتداول، الذي هو النظام الرأسمالي، وهو ما أدى إلى تحول المجتمعات العالمية والعربية، ومن بينها المغرب، إلى مجتمع استهلاكي. المجتمع المغربي اليوم تلاشت فيه القيم والعلوم والمعرفة، مقابل الاهتمام بالمظاهر الخارجية والتباهي، وما يرتبط بها من ضرورة التوفر على سيارة فاخرة ومسكن في حي راق والظهور بملابس ذات ماركات عالمية، كل هذه العوامل جعلت الأسر المغربية تتنافس في ما بينها لإيجاد مكانة اجتماعية تميزها عن باقي أبناء الشعب. < يمكن أن نعتبر ذلك فرصة لظهور ما يسمى ب»بزنس الدخول المدرسي»؟ < الخلل الحاصل في التدبير المؤسساتي للمدارس العمومية، وكذا هشاشة بنيتها التحتية، وبيئتها غير المهيأة للتدريس، كلها عوامل أدت بعدة أسر مغربية إلى النزوح نحو التعليم الخاص، الذي يساهم بنسبة لا تزيد عن 5 بالمائة من التعليم بالمغرب، وهو ما جعل المدارس العمومية حكرا على من حالت إمكانيته المادية المحدودة دون ولوجها. اعتبار المدارس الخصوصية موضعا للتباهي بالانتماء إلى الفئة الراقية في المجتمع، جعل الباحثين عن الربح، يتسابقون للاستثمار في هذا المجال، وما يرتبط به من مكتبات أو محلات الملابس. < هل ينعكس هذا الـ»بزنس» وما يرتبط به من مظاهر التباهي على مستوى النتائج الدراسية؟ < المدرسة العمومية تشهد اليوم تراجعا مهولا، مقارنة مع وقت سابق كانت تلعب فيه دورا أساسيا في تكوين الأطر العليا، التي تدير الشؤون العامة للبلاد، إلا أنه منذ التسعينات، أصبحت الأسر المغربية تفضل تعليم أبنائها اعتمادا على برامج تعليمية وتربوية تشرف عليها المدارس الخاصة بنوع من الصرامة والالتزام. لكن ما يثير الانتباه في السنوات الأخيرة، هو البحث عن تحصيل نقط عالية لولوج معاهد كبرى، جعل أغبية الأسر تختار تسجيل أبنائها في مدارس خصوصية للرفع من نقطها في الباكلوريا، في منأى عن التكوين والتربية السليمين، بعدما غابت عنهم أطر مشرفة على التوجيه والإرشاد إلى التخصصات، التي تتلاءم والقدرات الفكرية والذهنية لكل تلميذ، وهنا لا أتحدث عن النخب التي درست وتدرس أبناءها في مدارس خاصة تتميز بالتدريس الجيد وبمناهج تخرج أفواجا من التلاميذ المتفوقين في المغرب. عندما يغيب الجوهر، تسيطر المظاهر والتباهي على حياة الإنسان وهو ما يحصل في مجتمعنا المغربي مع الأسف. * فؤاد بلمير باحث في علم الاجتماع أجرى الحوار: محمد بها (صحافي متدرب)