تعليـم عنـوانه “العياقـة”

كلفـة التمـدرس... عبء مضاعـف بلغ مسلسل ارتفاع تكاليف الدخول المدرسي حلقاته المملة، حين قفزت مصاريف التسجيل وأقساط الدراسة، وكذا كلفة الحقيبة المدرسية إلى مستويات قياسية مع انطلاق الموسم الدراسي الجديد، ما أجبر الأسر على طرق أبواب البنوك وشركات التمويلات أكثر من مرة، بعد استنزاف ميزانياتها في مناسبات سبقت الحدث «المكلف»، يتعلق الأمر بنفقات الشهر الفضيل ومصاريف العطلة الصيفية، الأمر الذي أغرقها في مديونية مفرطة. ولا يستثني الغلاء مرحلة تعليمية معينة، سواء في القطاعين العام، أو الخاص، وإن كان الأخير الأكثر كلفة وطلبا في الوقت نفسه، ذلك أن معايير الأسر اختلفت حول خيارات تعليم أبنائها، بغض النظر عن قدراتها المالية ومستواها الاجتماعي، إذ صارت الجودة مطلبا لا تراجع عنه، رغم ارتفاع الكلفة بشكل متزايد، وهو الأمر الذي يظهر من خلال تعمد عدد من مؤسسات التعليم الخاص، مراجعة واجبات التمدرس سنة بعد أخرى، ذلك أن الانتقال من المستوى ما قبل الأولي إلى المستوى الابتدائي فقط، يعني زيادة تتراوح بين 100 و200 درهم، حسب المؤسسات. وتثقل كلفة محفظة اللوازم المدرسية المتراوحة بين 700 وثلاثة آلاف درهم بالنسبة إلى المستوى الابتدائي كاهل الأسر، علما أن هذا الشق من التكاليف يختلف بين القطاعين العام والخاص، وكذا من مؤسسة تعليم خصوصي إلى أخرى، حسب طبيعة كل مؤسسة، فيما تظل تكاليف مؤسسات البعثات الأجنبية الأعلى بالمقارنة مع المؤسسات الأخرى. ويترافق ارتفاع التكاليف والمديونية المفرطة لدى الأسر، مع جنوحها نحو تصرفات اجتماعية «غريبة»، لا تتناسب مع أوضاعها المادية، إذ أصبحت تهيمن نوعية وجودة تعليم الأبناء مبعث تباه وفخر بالنسبة إلى عدد كبير منها، وهو الأمر الذي تعلق عليه حنان، محاسبة، بالقول إنه «أمر طبيعي، يرتبط بنظرة الأسر إلى أبنائها، باعتبارهم مشروعا، يتعين الاستثمار فيه بشكل جيد، من أجل إنجاحه وضمان استقراره». هذه الرغبة تدفع الأسر إلى تحمل تكاليف تسجيل تبدأ من أربعة آلاف درهم لكل تلميذ في القطاع الخاص، فيما تنخفض الكلفة إلى 600 درهم بالنسبة إلى تلاميذ القطاع العمومي، علما أن مصاريف التسجيل مكونة من سلة التزامات، تتوسع بشكل مستمر طيلة السنة، وما يثير غضب عدد من أولياء الأمر، والحال ينطبق على حسن، موظف، الذي يعلق حانقا، «كل سنة تفاجئك إدارة المدرسة بالتزامات جديدة، لا محل لها من الإعراب، إذ اضطررت إلى إنفاق ثمانية آلاف درهم مصاريف تسجيل لفائدة ابنتي، اللتين تدرسان في المستوى الابتدائي، بعد أن كان المبلغ في حدود سبعة آلاف درهم خلال الموسم الماضي». بدر الدين عتيقي

تعليـم عنـوانه “العياقـة”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحضر المظاهر حين يغيب الجوهر

"قهيوة" موضوع للفكاهة

مقالات ذات صلة