الجنس سبب تعاسة المغاربة

عنبي: نحن مقموعون جنسيا ونصرف كبتنا بالسخرية والممارسات الشاذة وصل عبد الرحيم عنبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن زهر بأكادير إلى خلاصة مفادها أن الجنس سبب تعاسة المغاربة، واصفا التصرفات الشاذة للبعض، من قبيل احتكاك الرجال بالنساء في الأماكن المزدحمة (البوانتاج)، خاصة وسائل النقل العمومية، أوالاستمناء في الشارع العمومي، بأنها تمرد على القمع الجنسي من قبل سلطة الدين والمجتمع والقانون.وأوضح عنبي في تصريح لـ «الصباح»، أن هناك مرحلة تمهيدية قبل الوصول إلى عتبة التمرد العلني، هي محاولة تصريف الكبت الجنسي بالسخرية، وذلك في إشارة إلى «النكت» التي يتداولها المغاربة، وبممارسات تبدو في الظاهر سليمة لكنها تحمل في طياتها دوافع جنسية، من قبيل الإفراط في التقبيل المتبادل بين النساء، أو مداعبة الأطفال بشكل مبالغ فيه، مسجلا أن السبب في ذلك، القمع الجنسي الذي تفرضه أعراف المجتمع عندما تحكم على الكهل بأن لا يقترب من زوجته تحت ذريعة مقولات مثل «حشوما» أو «عيب» أو «كبرنا على داك الشي».ويعتبر أستاذ علم الاجتماع أن المغاربة اعتادوا منذ زمن بعيد أن يستعملوا مجال السخرية للتعبير على ذواتهم المكبوتة، سواء في ما يتعلق بالجنس أو بالسياسة، وذلك لأن المجتمع يحرم الكلام فيهما بشكل صريح، وبالمقابل إذا وقفت على سبيل المثال في «حلقة» يحكي صاحبها نكتا جنسية، تجد الجميع يضحك دون أي ممانعة أو رفض، «وليس هناك من تفسير لهذا التناقض غير الرغبة الجماعية عند المغاربة في التفريج عن الحرية الجنسية المكبوتة في دواخلهم، وهي عادة قديمة في المغرب تعود إلى القرن السادس عشر مع ظهور «الحلقة» في مداخل المدن.وسجل عنبي أن المغاربة غير صرحاء في كلامهم عن الجنس كما هو الحال في حديثهم في الأمور السياسية، ولذلك يتم استعمال النكتة للترويح عن النفس تحت غطاء السخرية وأن ما يقال ليس إلا كلاما للضحك منه، في حين أن تلك المستملحات تحمل الكثير من الحقيقة وتعبر صراحة عن الواقع المعيش، موضحا أن المغاربة اعتادوا أن يخلقوا الأعذار من أجل ممارسات مرفوضة من الدين والعرف، كما كان الحال في وقت من الأوقات بالنسبة إلى زيارة المقابر، بذريعة الترحم على الموتى، مع أن الجميع كان يعرف بأنها مناسبة للاختلاء بين الرجال والنساء في علاقات جنسية محرمة.وبالعودة إلى الحاضر، يقول عنبي، إن الواقع المغربي يعج بالكثير من التشوهات في تعامل الناس مع مجال الجنس، سواء بالتمرد على المجتمع بتصرفات غريزية ظاهرة، مثل الاغتصاب، أو مٌغلفة كاللمس، ومع تقلص دائرة الفرجة في «الحلقة» دخلت وسائل جديدة تستعمل في تحويل الحرية الجنسية إلى فرجة شفوية، كما هو الحال بالنسبة إلى بعض أنواع الغناء الشعبي مثل «اللعابات» أو «الشيخات» اللواتي يستعملن كلاما جنسيا مباشرا، سواء كان المتفرجون نساء أم رجال.ياسين قُطيب

الجنس سبب تعاسة المغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباش: الكبت يعني المتزوجات أيضا

سجناء يطلبون اللذة عبر "السكس فون"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات