سجناء يطلبون اللذة عبر “السكس فون”

يصرفون الكبت عبر مكالمات هاتفية ساخنة تحت الطلب لا يعترف البحث عن اللذة الجنسية بأي عائق أو حاجز، فحين تستبد الغريزة بالمرء، تتهاوى أمامه كوابح الدين والعادات والأعراف، بل حتى قيم وشروط العيش البسيطة وسط الجماعة. سجناء شباب وشيوخ، مكدسون في إحدى زنازين مركب سجني في الدار البيضاء، لم تستطع الجدران العالية والحراس ثنيهم عن سعيهم خلف الجنس. ما إن يحل الظلام حتى يستل أحدهم الهاتف المحمول، المخبأ بعناية عن عيون الرقابة و»العابثين»، ليفتح خطا ساخنا تحت الطلب، يتيح مكالمات محددة الزمن والسعر، بشروط وتدابير خاصة.تفتح وعي المغاربة على مفهوم الخطوط الساخنة «السكس فون»، حين غزت الأطباق اللاقطة أسقف كل منزل و»براكة» مع بداية التسعينات، وعبر ما تيسرت مشاهدته من أفلام أمريكية حينها، إذ يرتكز هذا المفهوم ببساطة، على تقديم خدمة جنسية عبر الهاتف، تتيح للزبون بلوغ ذروته بواسطة الكلمات والإيحاءات الجنسية الصوتية، مقابل مبلغ مالي خاص، يحصل من ثمن المكالمة، أو الدفع عن طريق البطاقة الإلكترونية عبر الأنترنت في تطور لاحق. هذه الخدمة وجدت طريقها إلى زنازين السجون، وصارت ملاذ كل سجين يبحث عن اللذة الجنسية، أما شروط الاستفادة، فتم ابتكارها لتناسب الخصوصية المغربية.يعتبر الهاتف المحمول، غرضا ثمينا في السجن، إذ يمثل قناة تواصل بين السجين والعالم الخارجي، تخرجه أحيانا من جمود الحياة خلف القضبان، وتنقله إلى عوالم أخرى. طارق، شاب عشريني، وجد في الهاتف ضالته الجنسية، حين أجبرته سابقته الأولى في السرقة الموصوفة، على ترك صديقته، أو كما يحلو له مناداتها بـ»المدام». يفضل الاتصال بها خلال ساعات متأخرة من الليل، مفسرا هذا التوقيت بقلة الحركة في ردهات السجن وعموم الصمت داخل الزنازين. يراقب بحذر كل تحرك، قبل أن يشرع في تركيب الرقم الهاتفي، يخفض صوته إلى درجة الهمس، ويباشر الحديث تدريجيا عن تفاصيل حميمية، تصل أحيانا إلى درجة «الفانتازيا»، تتركز غالبا حول ممارسات جنسية في أوضاع «شاذة».يحكي طارق عن أهمية الحصول على لذته الجنسية عبر الهاتف، في إشعاره بنوع من الحرية. تمضي ساعات الليل سريعا، وينهي السجين المكالمة بعد إشباع رغباته المكبوتة، ليتفرغ لنشاط تجاري مربح، يهم بيع دقائق المكالمات الساخنة، لشركائه في الزنزانة والسجن، إذ يتقاضى مقابلها أغراضا عينية عديدة، مثل الطعام والألبسة والسجائر، العملة الأكثر تداولا. لكل سجين رقم يتصل به، وفي حال تعذر على أحدهم الحصول على رفيقة عبر الهاتف، يدفع نظير الحصول على خدمات واحدة، في شكل تعبئات «روشارج» للهاتف، تحول عن بعد. يمر الهاتف المتهالك الصغير بسلاسة بين السجناء، تتلقفه الأيادي بحذر، فيما تتكرر تحذيرات مالكه لكل مستخدم، «لا تطل الحديث حتى لا تنفد البطارية بسرعة...».يتحدث السجين الشاب بلغة العارف، عن اختلاف الميولات الجنسية لزبنائه، فمنهم من تستثيره جمل وإيحاءات معينة، ومنهم من يزاوج بين الاستمناء والحديث عبر الهاتف، فيما يفضل البعض الآخر، البحث عن اللذة في نسج قصص وحكايات عن ممارسات جنسية «شاذة»، يغذيها الخيال والرغبة العارمة في ممارسة الجنس، أو ما يصطلح عليه داخل «سيلونات» السجون بـ»الكبت». بدر الدين عتيقي

سجناء يطلبون اللذة عبر “السكس فون”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجنس سبب تعاسة المغاربة

تشاهدون اليوم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات