اضطرت قيادة الاتحاد الاشتراكي، إلى اقتراض مبلغ نصف مليار من إحدى المؤسسات البنكية بالرباط، من أجل دعم الحملة الوطنية لمترشحي الحزب، ومواجهة التكاليف الباهظة التي تفرضها المنافسات الانتخابية.ولجأ الاتحاد الاشتراكي إلى الاقتراض، تزامنا مع العد العكسي للحملة التي تعرف تدفق وديان من الأموال، بعدما لم يكن ادريس لشكر، الكاتب الأول، موفقا في تقديراته المالية الخاصة بحملة وكلاء ومرشحي حزبه. وكان لشكر الذي يشرف شخصيا على تتبع مجريات الحملة الانتخابية الوطنية لحزبه، من خلال اعتكافه في المقر المركزي للحزب بشارع العرعار بحي الرياض، حدد المبلغ الإجمالي المرصود للحملة وطنيا، في 11.50 مليون درهم، وهو الغلاف الذي وزع منه 7.5 ملايين درهم على جميع مرشحي الحزب في الأقاليم والعمالات، وفق معايير كانت قد حددتها الهيآت التقريرية للحزب، كما تم إنفاق مبلع 4 ملايين درهم في وسائل لوجستيك الحملة من طباعة وملصقات وتجمعات وأقمصة وقبعات. وأعلن لشكر، في مهرجان انتخابي بالرشيدية، أشرف على تأطيره مطلع الأسبوع الأول من الحملة، أن حزبه قطع مع المرشحين الأعيان أصحاب الشكارة، وأن حزبه اعتمد أساسا على المناضلين الاتحاديين الذين لا يوظفون المال في الحملات من أجل شراء ذمم الناخبين. وصباح أول أمس (الخميس)، وجه الكاتب الأول للحزب نداء انتخابيا إلى عموم المواطنين، جاء فيه "لم يعد بإمكاننا أن نبقى في موقع المتفرج بخصوص التحولات المتسارعة التي تعرفها بلادنا، والتي يشكل تدبير الشأن المحلي والجهوي، جزءا منها، ولا يمكننا الاكتفاء بموقع المنتقد السلبي، ولا يمكننا ترك تدبير الشأن الملحي لكل من هب ودب، وأصحاب المصالح الضيقة والمفسدين بكل أشكالهم وألوانهم، الذين أوصلوا الأوضاع لما هي عليه اليوم، وقطعوا الطريق أمام كل الإرادات الحسنة".وأضاف "إننا أمام محطة تارخية حاسمة، لا مجال فيها لتكرار الفشل، وأمام مسؤولية جسيمة، ستحدد معالم مغرب الغد، وستكون لها آثار علينا جميعا، وعلى أبنائنا، وعلى كل الأجيال المقبلة، التي تتوق إلى مغرب بدون فقر، مغرب بدون مناطق مهمشة، مغرب بدون فوارق اجتماعية، مغرب التشغيل للجميع، ومغرب الرفاهية للجميع، مغرب يستفيد منه كل الأطراف وكل المناطق من خيرات النمو بشكل عاد". وقال لشكر إن حزبه ساهم في كل الاستحقاقات السابقة، وكان له الفضل في تطوير عدد من الجماعات التي مازالت إنجازاته فيها، تشكل مرجعا ونماذج يحتدى بها، وكانت له مواجهات ليس فقط مع المشاكل والتحديات المرتبطة بتنمية الجماعات، بل ومع مختلف الخصوم، الذين كان همهم الأول والأخير، إبطاء مسلسل الإصلاحات، وتحقيق الكسب الفردي، وإذكاء ثقافة الفساد. عبدالله الكوزي