صحافيون قادة أحزاب5 الجماهري: قادني الشعر إلى الصحافة

قال إن في كل صحافي رجل سياسة نائم بصفتك عضوا قياديا في الاتحاد الاشتراكي، وممارسا في الآن نفسه لمهنة الصحافة، نريد منك جوابا حول حدود المسافة بين المهني والحزبي في مسيرتك الحزبية والصحافية؟ جئت إلى الصحافة مساء، لأنني دخلت السياسة صباحا، وأنا أحلم بأن الكتابة يمكنها أن تكون طريقة جيدة في إنقاذ العالم.يجب ألا تنسى أننا كنا نحلم بتغيير هذا العالم وقلب الأوضاع وبناء الكومونات الشعبية في كل الغرف ! ولهذا لم تكن هناك حدود بين الصحيفة والمكتوب الحزبي، في هذا الحلم الجماعي. كانت الأرض واحدة، بلا قارات معزولة وبلا محيطات فاصلة، ستأتي الحدود من بعد ، بين ما هو مهني وما هو حزبي سياسي. ويتم انزلاق القارات المعروف اليوم بالفصل بين الحزبي والمهني..لقد ولدت الصحافة مع الكتابة، التي رأت النور مع الالتزام السياسي: الخوف، الشجاعة، التقدم، الحذر، القصيدة، وبيانات الثورة والتنظيم.. تلك كــانت الأدوات المباشــرة، أولا في الدفاع عن الحقيقــة وتــربيــــة الشعب. وثانيا تغيير موازين القوى في نهاية التحليل.. وكل الترسانة المفاهيمية التي عملنا بها. ولم تكن الصحافة، قبلا سوى أداة لمواجهة القمع والتضليل والحــــروب الإيديـــولــــوجيــــة، لإثبات الوجود ومواجهــــــــــــــــــة الإبــــــــــــــــــــــادة المفترضة ضــد الأفكار التــــي نـــــــــؤمن بها..المهنية سنتعلمها من بعد.. لأن المطلوب وقتها كان هو الشجاعة، وهو المعارضة، الانحياز الواضح ومضادة السلطة تضادا قويا، وهو الانخراط في جبهات الأمل المفتوحة حتما على السجن أو القبر!اليوم، في توازن رهيف للغاية يسعف المهني السياسي أو العكس أحيانا..ونحتمي بالمهني عندما يخنقنا السياسي الحزبي، ونهرب الى السياسي عندما يعجز المهني عن فك الألغام!وأحيانا تقف المهنية عاجزة عن فهم الحبكة السياسية أو تقبل بالتضحية بجزء من نفسها، في موت رحيم، لترضي السياسي.ورغم سوء الفهم المفترض هيكليا بين الصحافي والسياسي ، نظرا لأدوارهما، أعتقد بأن في كل صحافي رجل سياسة نائم، يستيقط عندما يكون أمام موضوع عام… والسياسي عادة ما يعجز عن أن يكون صحافيا! < هل يمكن أن تحكي لقراء "الصباح" إحدى الطرائف التي تعرضت لها في مسيرتك المهنية والحزبية أذكر أننا عندما بدأنا نشر يوميات تازمامارت، وخلفت حالة اجتماعية كبرى رافقها انشغال زمني وسياسي متعدد التوجهات. وقتها زارني شخص قدم لي نفسه على أساس أنه من المقاومين، وإن كان ما زال في ريعان كهولته! ثم انتقل الى القول إنه رجل درك سابق، وبدأ يسألني عن الخلفيات من وراء نشرها، وما إذا كنت أعتبر عبابو خائنا أم لا، وبدا لي أنه دقيق في توجهاته فابتسمت وقلت له،:"يبدو لي أن اللقاء سيطول لماذا لا تستدعيني الى حيث تعمل عادة"؟حاول التهرب، ثم قال لي بأن هذه المذكرات في يومية يديرها وزير أول وتتحدث عن حاضر قريب وجد مؤلم، أمر غير سهل وووو..فقلت له ضاحكا: لهذا سيكون من الأفضل "استنطاقي" في مقر العمل، ولست رافضا للأمر نظرا لأن أسباب الراحة موجودة، فقط عليك أن تنتظر إلى حين يكون لدي الوقت بعد "البوكلاج"..! وكان طيبا للغاية ومصرا على أن نلتقي بعد العمل ونتجاذب أطراف الحديث حول كأس من اللبن! ألا ينعكس انتماؤك السياسي على مهنتك الصحفية، ومتى وكيف أصبحت تحمل صفة صحافي؟ قادني التعليم.. الي العلوم التجريبية، ثم شعبة البيولوجيا والجيولوجيا ، ولكن قادتني الكتابة الى الشعر، ثم قادني الشعر إلى الصحافة.. وقد بدأت في يومية "ليبراسيون" التي كانت تصدر وقتها (التسعينات من القرن الماضي) اسبوعية.. ولأسباب يطول شرحها غادرتها إلى.. المجهول ثم التحقت بالاتحاد الاشتراكي، ومازلت فيها(…). وبطبيعة الحال فإن المهنية لا تعني الحياد البارد، بل هناك حرارة ما تأتينا من الانتماء السياسي، لكن "تكنولوجيا" الصحافة تبقى هي نفسها عند الجميع سواء كان متحزبا أم لا.ويتدخل الانتماء أيضا في ترتيب الأولويات بالنسبة لي، فقضية الصحراء مثلا تكون محط الاهتمام حتى ولو كانت هناك أحداث أخرى قوية الأثر، كما أن الجدية والرزانة تأخذ الأسبقية على الإثارة والتموقع الغريزي، وهكذا.

صحافيون قادة أحزاب5 الجماهري: قادني الشعر إلى الصحافة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة اشتهروا بعد وفاتهم 4 صاحب "كولورادو"... الشهرة شهرتان

المعارضة تريد لنا حالة اليونان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات