مغاربة اشتهروا بعد وفاتهم3 -بحتي… سقوط طائرته أدخله عالم الشهرة

عاد إلى عائلته في نعش وعيون بكته بعد وفاته دون أن تعرفه في حياته مازال جرح عائلته لم يلتئم بعد. مازالت تتذكر كيف جاء أشخاص غرباء في الساعات الأولى لصباح يوم كئيب، ليخبروها أن ابنها في عداد المفقودين، وأنه لم يعد عقب عملية عسكرية، باعتبار أنه يشارك ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية لردع الحوثيين. تتذكر عائلة ياسين بحتي، تفاصيل ذلك اليوم، وكيف تعالت "صرخات" الأم داعية من الله أن يكون ابنها على قيد الحياة، وكيف وصل الجيران إلى منزل العائلة بحي بورنازيل بالبيضاء، محاولين تهدئة الوضع. أيام صعبة عاشتها العائلة قبل أن يؤكد الجيش، بشكل رسمي، أن ياسين بحتي، فارق الحياة، شهيدا. أيام من ترقب الخبر اليقين، ورغم أن كل التوقعات التي تؤكد أن ياسين فارق الحياة، ظلت العائلة متمسكة بأمل، تحاول طرد كل الشكوك، سيما أمام دعوات المقربين منها بـ"الله يسمعكم خبار الخير"، التي كانت تطفئ لهيب حزنها. ياسين بحتي الطيار المغربي، الذي ترعرع في وسط محافظ، وهو الابن البكر لعائلته المكونة من ثلاث إخوان ذكور وأخت، دخل عالم الشهرة، من أبوابه الواسعة، وصار موضوع حديث المغاربة، ودول أخرى. اسمه تصدر عناوين الجرائد المحلية والأجنبية، ومن أجله تجند المسؤولون لتقام له جنازة عسكرية في القاعدة الجوية بسلا، قبل أن يدفن بالبيضاء. بحي بورنازيل، حج المئات من الأشخاص، مسؤولون ومواطنون عاديون، رجال ونساء وحتى أطفال، لمواساة عائلة الفقيد، سيما أن وقع الخبر كان قويا جدا. ظل والد ياسين، متحكما في زمام الأمور، يتلقى التعازي، وقلبه يحترق على فلذة كبده، يبكي قبل أن يترك أمره لله، سائلا تخفيف ما نزل. في ذلك الحي الذي عاش فيه ياسين آخر أيام حياته، تجمهر الآلاف من الأشخاص، على نعش الفقيد، لتوديعه. حتى الأعين التي لم تره قبل، أدمعت في ذلك اليوم وبكته. الحادث الذي تعرض له ياسين، حرك مشاعر الكثير من المغاربة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تناقلت صوره ومقاطع مصورة يتحدث فيها عن أدائه مناسك العمرة، قبل أسابيع من وفاته. أخبار ياسين لم تتوقف إلى اليوم، فمازال الكثير من الأشخاص يتحدث عن هذا الشاب الذي كان بعيدا عن الشهرة والأضواء، وهمه القيام بمهماته العسكرية بصمت شديد، وبكل دقة، فجاءت الوفاة لتترك أثرا عميقا بمحيطه العائلي، وأصدقائه ومعارفه وكافة الشعب المغربي، ودول أخرى. شهرة ياسين، لم تتوقف عند تناقل تفاصيل حياته، بل وصلت إلى حد فتح المجال أمام والده ليستقبله الملك محمد السادس، بعدما ووري جثمانه، إذ استقبله، بصفته القائد الأعلى، ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وهي المناسبة التي عبر له فيها عن مشاعر تعاطفه، وتضامنه مع أسرة الراحل في ذلك الظرف الأليم، مؤكدا له العطف والرعاية المولوية السامية التي يحيطه بها.

مغاربة اشتهروا بعد وفاتهم3 -بحتي… سقوط طائرته أدخله عالم الشهرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مخالفات «غير مقننة» ترهب السائقين 4 التوقف على الرصيف لا يستوجب مخالفة

صحافيون قادة أحزاب 4 مشهوري: لا أفرض على نفسي رقابة ذاتية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات