صحافيون قادة أحزاب 4 مشهوري: لا أفرض على نفسي رقابة ذاتية

يحاول دائما الفصل بين التحزب والمهنية بصفتك عضوا قياديا في الحركة الشعبية وممارسا في الآن نفسه لمهنة الصحافة، نريد منك جوابا، حول حدود المسافة بين المهني والحزبي في مسيرتك الحزبية والصحافية؟ أشكركم على هذا السؤال، الذي يتيح الفرصة لكي نوضح للقارئ طبيعة الصحافة الحزبية التي تجمع بين المسؤولية والمهنية. فمثلا في الصحيفة التي أتولى رئاسة تحريرها (الحركة) والناطقة بلسان حزب الحركة الشعبية الذي أنا عضو في مكتبه السياسي بالصفة، أحاول قدر الإمكان الالتزام بالقواعد المهنية في تناول مختلف الأخبار والقضايا، مع الاحترام التام للخط التحريري المبني على تعاقد أخلاقي وسياسي مع الحزب. هذا لا يعني أنني مجبر على ممارسة نوع من الرقابة الذاتية، بل أتمتع بكامل الحرية في التعبير عن آرائي في إطار العمود الذي أكتبه، دون تجريح أو مساس بالآخرين، وهذا يسري أيضا على باقي الزميلات والزملاء.وللتاريخ والإنصاف، أؤكد أنه منذ توليت رئاسة تحرير يومية "الحركة" في 2008، لم يسبق للأمين العام للحزب أن تدخل من أجل فرض وجهة نظر معينة أو معاتبتنا على تناول موضوع ما، وهذا ما يضع على عاتقنا مسؤولية الحفاظ على الخيط الرفيع بين الالتزام السياسي والمهنية.وفي ما يتعلق بشخصي، وكعضو في المجلس الوطني للحركة الشعبية، أحتفظ بمسافة يمليها واجب التحفظ والحياد حين يتعلق الأمر بتدبير الاختلاف داخل الحزب بخصوص بعض القضايا، لأنني أعتبر "الحركة" جريدة كل الحركيات والحركيين، لكنني في الوقت نفسه، أعبر عن موقفي الشخصي داخل هياكل الحزب وفي مواقع التواصل الاجتماعي. هل يمكن أن تحكي لقراء "الصباح" إحدى الطرائف التي تعرضت لها في مسيرتك المهنية أو الحزبية؟ هي طرائف كثيرة عشتها على امتداد مساري المهني الذي يعود إلى 30 سنة، لكنني أستحضر طريفة كنت أنا واضع سيناريوها رفقة زميل أثناء اشتغالنا في جريدة "النضال الديمقراطي". لقد كنت حديث العهد بممارستي الصحافة مع ما يعنيه ذلك من اعتباري "بوجاديا" من طرف بعض المتعاونين في الجريدة والذين كانوا موظفين. وقد لا حظت أنا وزميلي أن مدير الجريدة كان يخص دائما ابن بلدته بكل الدعوات الموجهة إلى الجريدة للسفر إلى الخارج. من أجل "تغيير هذا الميز"، وضعت "مقلبا" للمحظوظ، إذ أخبرته بعد أن اختاره المدير مرة أخرى للسفر إلى دولة عربية، أن اسمه متداول للتعيين سفيرا قريبا ، وبالتالي عليه عدم السفر. صدق المقلب ودخل عند المدير واقترح اسمي. وكلما التقيت "السفير" أذكره بالحكاية التي أنهت احتكاره للسفريات . ألا ينعكس انتماؤك السياسي على مهنتك الصحافية، ومتى وكيف أصبحت صحافيا؟ بالنسبة إلى دخولي عالم الصحافة، فتلك قصة لها ارتباط بتنشئتي، إذ عشت في وسط عائلي مسيس، فوالدي رحمة الله عليه كان وطنيا ومقاوما ومن معتقلي أغبالو نكردوس رفقة ثلة من كبار الوطنيين. وأتذكر في طفولتي أنني كنت أنتظر قدومه من العمل لكي أخطف من يديه جريدتي" العلم" و"المحرر"، ربما هذا ما حبب إلى قلبي الصحافة في سن مبكرة جدا. عامل آخر كان وراء مزاولتي للصحافة، ويتمثل في تخصصي في علم الاجتماع،. ففي ظل ما ميز المغرب خلال مرحلة تخرجي في منتصف الثمانينات من محاربة للفكر العقلاني "الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس"، لجأ عدد من خريجي هذه الشعبة إلى الصحافة، ومنهم الزميل يونس مجاهد، ثم فيما بعد جيل جديد مثل أحمد الأرقام ورشيد لمسلم. هذا الأمر يؤكد ربما أن أقرب الميادين إلى الصحافة هو علم الاجتماع. أما عن انعكاس انتمائي السياسي على مهنتي، فهو نسبي، لأنني أحاول أن أفصل دوما بين التحزب والمهنة، فهما قبعتان مختلفتان، دون أن يعني ذلك وجود حالة انفصام.

صحافيون قادة أحزاب 4 مشهوري: لا أفرض على نفسي رقابة ذاتية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة اشتهروا بعد وفاتهم3 -بحتي... سقوط طائرته أدخله عالم الشهرة

تأهيل الأمن... الحموشي يرفع الإيقاع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات