انطلقت بآسفي، في الأيام التي تلت عيد الفطر، حمى الانتخابات، بما فيها انتخابات الغرف المهنية، التي تجرى يوم الجمعة المقبل، والانتخابات الجماعية المرتقبة في رابع شتنبر المقبل.وانطلقت، بشكل مبكر، حرب الاستقطابات والتحالفات وتغيير المعاطف الحزبية، من قبل بعض المرشحين الراغبين في الوصول إلى دفة التسيير بأي ثمن. ولم تجد بعض الأحزاب السياسية أي حرج في استقطاب أعداء الأمس، في حين فضلت أخرى منح تزكيات الغرف المهنية لأشخاص لم تكن تربطهم بها أي آصرة انتماء حزبي، اللهم ملء الفراغ، كما هو حال العدالة والتنمية، الذي تعتبره العديد من الأحزاب بالمدينة، الحزب الذي يبسط يديه آناء الليل وأطراف النهار لكل راغب في الوصول إلى رئاسة الجماعة.أما حزبا الاستقلال والأصالة والمعاصرة، فحرب الاستقطابات والاستقطابات المضادة المضادة بينهما لم تتوقف، منذ أسابيع، وانمحت أي بوادر للتنسيق مستقبلا، وذلك رد فعل على مغادرة محمد كاريم حزب الاستقلال بعدما لم يتمكن من نيل تزكية رئاسة الجماعة، التي يسيرها حاليا، بعدما تفجرت أزمة بين مستشاري الاستقلال ورئيس الجماعة، انتهت بتقديم ستة مرشحين من حزب شباط استقالاتهم من الجماعة، في حين ظل آخرون متشبثين بكراسيهم إلى اليوم، غير أنهم وجدوا أنفسهم، في آخر المطاف، خارج اللائحة المقبلة لحزب الاستقلال، وفقدوا أي أمل في العثور على مقعد بلائحة الجرار.أما حمامة مزوار، فإنها لم تعد قادرة على التحليق، وهكذا صار عمر الكردودي المنسق الإقليمي لحزب مزوار، شبه وحيد بعد سيل الاستقالات التي قدمها عدد كبير من الأعضاء، ومن بقي فيهم جمد عضويته، وآخرون التحقوا بأحزاب أخرى كالحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاستقلال.بالمقابل، لجأ مرشحون نافذون إلى الاستعانة بكل الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، لاستمالة أصوات الناخبين، كحال أحد المرشحين الذي أصبح ينافس منظمي الحفلات، بعدما اقتنى مجموعة من الخيم المجهزة، ووضعها رهن إشارة المواطنين في المآتم والأعراس، وآخر يوزع مواد البناء على المواطنين البسطاء الراغبين في إدخال إصلاحات طفيفة على منازلهم، كما هو الحال بحي كاوكي.أما بعض المنتخبين، فقد رق قلبهم لحال المرضى والفقراء ممن يقصدون مستشفى محمد الخامس، وصار هؤلاء المنتخبون يترددون على المستشفى في الآونة الأخيرة، للوقوف بجانب مواطنين يرغبون في العلاج. أما أحد البرلمانيين، الذي سيترشح للانتخابات الجماعية المقبلة، وبعدما ظل لمدة ليست باليسيرة، يمتنع عن الرد على اتصالات المواطنين، أصبح يتردد في الأسابيع الأخيرة بشكل شبه يومي على المستشفى، واقتنى علبا مهمة من الأدوية التي يضعها بالصندوق الخلفي لسيارته، ولا يتورع في تقديمها للمرضى المعوزين.أما صنف آخر من المرشحين فصاروا يطوفون على مساجد المدينة، لأداء الصلاة مع الجماعة، ويبادلون المواطنين التحايا، ويهرعون لحضور مواكب الجنائز. ولم يتوقف منتخبون عن تدشين حملات انتخابية سابقة لأوانها، فالكثير منهم وظفوا زوجاتهم وقريباتهم، للدعاية لهم في الحمامات وصالونات الحلاقة، بغية الوصول إلى المؤسسات المنتخبة التي تسيل لعابهم.ذلك هو حال بعض منتخبي آسفي، القاسم المشترك بينهم، هو تحويل المال العام وعائدات اقتصاد الريع إلى سندات بنكية يوظف جزء منها في رسم الخريطة السياسية للمدينة والإقليم والجهة.محمد العوال (آسفي)