اختتمت فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان "ثويزا" بطنجة، الأحد الماضي بحفل فني كبير أحيته المطربة المغربية ذات الأصول الأمازيغية والحسانية، سعيدة شرف، وذلك على المنصة الرئيسية للفضاء المخصص لسهرات المهرجان، الذي وصل إلى دورته الحادية عشرة.وتابع الحفل الختامي، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، جمهور غفير حج بكثافة لمتابعة سهرة سعيدة شرف، التي أمتعت الجمهور بكشكول غنائي تضمن كل الألوان الموسيقيـة وعكس غنى وتنوع الروافد الموسيقية في المملكة المغربية.ولاقت السهرة، التي أقيمت على منصة ساحة مالاباطا، تجاوبا كبيرا عكس بشكل لافت الذوق الراقي للجمهور الطنجاوي ومسايرته للموجات الموسيقية الوطنية المتنوعة المتجدرة في عمق المشهد الثقافي المغربي، وهو ما عكس الشعار، الذي حملته دورة المهرجان "الثقافة إكسير الحياة"، عبرت عنه الموسيقى في أنبل تجلياتها وحلقت باستحقاق وتميز كبيرين في كل فضاءات المهرجان.كما عرفت السهرة الختامية تألق المجموعة الموسيقية المغربية "مازاغان" بقيادة الفنان المغربي حميد الحضري، وهي من الفرق الموسيقية دائعة الصيت، التي أمتعت رواد المهرجان بأغاني زاوجت بين الثقافة المغربية والعربية والغربية، ولاقت كذلك تجاوبا كبيرا واهتماما واسعا من طرف الشباب العاشق لموسيقى كناوة.وكانت الدورة الحادية عشرة لمهرجان "ثويزا" انطلقت، الخميس الماضي، بحفل فني كبير أحياه الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي قدم مقطوعات غنائية امتزجت فيها ترانيم عوده الرزين مع نغمات آلة البيانو وإيقاعات مستوحاة من ألوان موسيقية عالمية، انساق وراءها الجمهور الحاضر بكل عفوية، فكانت سهرة الانسجام والتناغم.ولم يبخل الفنان مرسيل خليفة على جمهوره ولبى جل طلباته التي كانت مستوحاة من ريبرتواره المنبثق من الموروث الموسيقي المتشبع بالطرب المشرقي والأغنية الشعبية اللبنانية بأنماطها المختلفة، البدوية والمدنية، حيث استطاع الفنان أن يوحد فرقته بشكل تدريجي مع الجمهور، الذي تحول إلى جوقة غنائية يقودها الفنان بحركة يديه، بسلاسة وانسجام كبيرين إلى أن بلغ الجميع قمة المتعة.كما عرفت سهرات المهرجان الفنية، سلسلة من الحفلات المتميزة، التي أحياها فنانون ينتمون إلى أنماط غنائية مختلفة ويتحدرون من مناطق متعددة من العالم، الذين تناوبوا على ثلاث منصات أقامها المنظمون بكل من منطقة "مالاباطا"، وساحة المسيرة بباب المرصى، ومنطقة اكزناية، ومن بينهم الفنان نعمان لحلو، والرابور الطنجاوي الشهير مسلم، والمطربة التونسية صوفيا صادق، وكذا الفنانين المغربين أحمد شوقي والمختار البركاني، بالإضافة إلى مجموعة "مويندا"، التي تظم موسيقيين من الكونغو والسنغال والكامرون، والفرقة الكوبية "لارومبا دي بيدرو بابلو"، ومجموعة نغم للطقطوقة الجبلية...المختار الرمشي (طنجة)