سوق التمور… الوقت “ناشفة”

تجار درب "ميلا" بالبيضاء يعتبرون أن الإقبال على سلعتهم متوسط والغلبة لمنتوجات تونس درب «ميلا» بالبيضاء، وجهة الكثير من البيضاويين وسكان المدن المجاورة للبحث عن أجود أنواع التمور، سيما أنها من المواد التي تعرف إقبالا كبيرا خلال رمضان. في أزقة درب «ميلا»، يجد الكثير منهم ضالتهم، ويحصلون على ما جاؤوا من أجله دون عناء، سيما أن العرض أكثر من الطلب على حد تعبير التجار. تمور تونس والجزائر ومصر والإمارات، أبرز ما يعرض بالسوق إلى جانب المنتوجات المحلية، إلا أن ما تنتجه تونس، يعد في «الواجهة» بالنسبة إلى الكثير من الزبناء، حسب المهنيين. لم يخطئ محمد الوفا، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحكامة، حين قال إن العرض خلال رمضان، سيما في ما يتعلق بالتمور، سيكون أكبر من الطلب، فهذا ما أكده جل تجار درب «ميلا» بالبيضاء، وهو سبب احتجاج بعضهم، معتبرين أن «الوقت ناشفة»، مقارنة مع السنوات الماضية رغم أن السلعة «موجودة»، في الوقت الذي تعرف مصاريف الاستيراد، ونقل التمور المحلية إلى المدن الكبرى، ارتفاعا مستمرا.رواج محدود قبل أربع ساعات على أذان المغرب، وفي يوم رمضاني، كان درب «ميلا» يلتحف أجواء استثنائية خاصة بهذا الشهر. أغلب شباب الحي تحولوا إلى حراس للسيارات، كل واحد منهم اختار «زنقة» ليسترزق فيها. أصوات تتعالى كلما يحاول سائق مغادرة المكان حيث كان يركن سيارته، يركضون تجاهه، طامعين في دراهم مقابل التوقف في «زنقتهم». في ظل كل ذلك ، كان تجار التمور بأشهر حي بالبيضاء ونواحيها لبيع مادة تعد ضرورية على مائدة أغلب المغاربة، يترقبون الزبناء. «نتوفر على كل أنواع التمور، المستوردة والمحلية»، هذا ما أكده تاجر كان يجلس على كرس خشبي، ينتظر زبناء يسعون إلى الاستفادة مما تحتويه التمور من فوائد صحية، قبل أن يغير ملامح وجهه الأسمر الذي يوحي بأنه يتحدر من المناطق الجنوبية، ليؤكد بحسرة كبيرة أن «الحركة عيانة». يقول الرجل، الذي اعتاد بيع سلعته في درب «ميلا» منذ سنوات، إن الرواج هذه السنة لم يكن في مستوى تطلعاته، ولا توقعاته، مشيرا إلى أنه قبل حلول رمضان بيومين فقط، إضافة إلى اليوم الأول فيه، كان الوضع استثنائيا، وتوافد عدد كبير من الزبناء على المكان، إلا أنه بعد ذلك، عم الركود. أسعار مختلفةمن محلات درب «ميلا» المتشابهة، يمكن للزبون اختيار ما يناسبه وما يتوافق مع قدرته الشرائية. يقول التاجر إن عددا كبيرا من المغاربة يفضلون سلعة «البلاد»، لأسباب كثيرة، من بينها، أنهم يعتبرون أنها ذات جودة عالية، دون الحديث عن توفرها بأنواع مختلفة. وكشف المتحدث ذاته أن أبرز نوع يعرف إقبالا خلال هذه الفترة من السنة، وهو «الجيهل»، ويتراوح ثمنه بين 25 درهما و30. كما أن فئة عريضة من المغاربة تختار بوفكوس، الذي يتراوح سعره بين 60 درهما و90. بعض العائلات، لا يمكنها الاستغناء عن تمر «المجهول»، خلال رمضان، فتكون وجهتها درب «ميلا»، لاقتنائه بسعر لا يقل عن 100 درهم للكيلوغرام الواحد.»لكن في ما يتعلق بالتمور المستوردة، فغالبا ما يختار الزبناء منتوجات تونس، نظرا لجودتها، وأيضا سعرها المناسب»، يضيف الرجل أن السوق المغربي يتوفر على هذا النوع من التمور، علما أن شركات عديدة توفره بأسماء تجارية مختلفة «يمكن أن يجد الزبون علامة «مرحبا» أو «عائشة» أو غيرهما، إلا أن الأمر يتعلق بنوع واحد وهو ما يعرف «بـ الدكلة». وعن التمور المستوردة من الجزائر قال التاجر إن الإقبال عليها ضعيف مقارنة مع تمور تونس، رغم أن سعرها يتجاوز 40 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما تمور مصر فتعد أقل جودة، وسعرها لا يتجاوز 15 درهما. إيمان رضيف مصاريف تثقل كاهل التجار لم يترك تجار المنطقة الفرصة تفوتهم، خلال حديثهم مع «الصباح»، دون الحديث عن بعض تفاصيل المصاريف التي تثقل كاهلهم، في ظل ضعف الرواج التجاري خلال رمضان. وقال أحدهم إن مشاكل كثيرة يتخبط فيها الكثير من التجار، فبالإضافة إلى ارتفاع السومة الكرائية للمحلات التجارية،خلال هذه الفترة من السنة، والتي قد تصل إلى 25 ألف درهم، يجد التاجر نفسه في مشاكل أخرى من قبيل، مصاريف نقل السلع إلى البيضاء «تكلفة نقل كيلوغرام واحد من التمر تصل إلى درهمين و50 سنتيما»، إلى جانب، على حد تعبير التاجر، مصاريف التخزين. واسترسل قائلا «نجد أن أصحاب المحلات التجارية، هم أكبر المستفيدين من ارتفاع نسبة التمور في رمضان، والإقبال عليها خلال هذا الشهر، إذ يستغلون الفرصة، ويضاعفون قيمة السومة الكرائية».

سوق التمور… الوقت “ناشفة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصوم يزيد آلام قرحة المعدة

"معالم خالدة" يبحر في تاريخ المغرب الإسلامي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات