“لقلي” و”البيصارة” يؤثثان مائدة الإفطار بتازة

نساء يتنافسن في تحضير مختلف الأطباق و"المطلوع" لتناول "الغياتية" تشهد دروب وأزقة المدينة العتيقة بتازة ازدحاما واختناقا خصوصا أمام دكاكين المواد الغذائية وتجار التوابل، ومعدي «الشباكية»، و»لقي»، و»المقروط»، و»رزيزة القاضي»، و»السفوف»، و»الحلوى الفيلالية».حشود من النساء والرجال، يصطفون أمام البقالة ينتظرون دورهم للوصول إلى شباك المتجر لاقتناء ما يحتاجونه من مواد ومكونات لتحضير «شهيوات رمضانية» بنكهة تازية. تتنافس النساء في تحضير أشهى وألذ الأطباق التي تؤثث مائدة الإفطار خلال رمضان، فيما يتفنن تجار الحلوى «الشباكية» في إعداد أنواع وأشكال، قد لا تختلف عن ما تعده ربات البيوت. يستأجر بعض هؤلاء التجار محلات تجارية لعرض أنواع من حلويات الشباكية منها «الشبكة»، و«لقلي» التي نالت شهرة تخطت الحدود المغربية لتصل إلى أوربا، بالإضافة إلى «البريوات»، وهي عجائن تأخذ أشكالا مختلفة منها ما هو فارغ من الداخل ومنها ما هو محشو بلوز منطقة أكنول ذي الشهرة العالمية، ومنها ما تضاف إلى تحضيره مواد غذائية أخرى لكنها تقلى كلها في الزيت وتوضع في العسل الحر أو الاصطناعي بحسب الطلب والسعر.وتتمركز أسواق ومحلات تحضير الشباكية والمطلوع (البطبوط) في زنقة القطانين، سوق السمن سابقا وشارع محمد الخامس، إذ تشهد إقبالا كبيرا خلال شهر الصيام، ما يؤدي إلى ارتفاع في الطلب وبحث عن محلات تجارية موسمية تعرض في فضاءاتها هذه المواد لخلق توازن بين العرض والطلب.يقول صاحب محل تجاري لتحضير «الشباكية»، إن سعرها يخضع لنسبة مكونات تحضيرها وفي مقدمتها اللوز، والسمن وبذور «النافع» و»إيلان» والزنجلان والعسل التي تضاف إلى الحلوى بعد طهوها، فهي عوامل تحدد سعر الكيلوغرام الواحد الذي يتراوح بين 22 درهما و70.ويقول معد آخر لحلوى «الشباكية» بتازة، إن الجودة والإتقان واحترام الشروط الصحية التي تصاحب التحضير والعرض والتسويق، سر الشهرة التي تحظى بها حلوى «لقلي» بتازة، مضيفا أن «الشبكة» تختلف عن «لقلي» من حيث الفراغ الموجود بين أجزاء وسبائك عجينة الأولى، التي تأخذ شكل سائل يشبه إلى حد كبير عجينة الإسفنج، في حين تبقى عجينة «لقلي» متماسكة الأجزاء. أما فطائر»لبريوات» فهي ثلاثية الأبعاد، تمزج بالعسل الاصطناعي أو الحر.إلى جانب هذه الحلويات تأخذ «البيصارة» مكانها على مائدة الإفطار عند الأسر التازية، وإذا كانت هذه الأكلة عروسة فوق الطاولة، فإن «لقلي» عريس أطباقها إضافة إلى العسل الحر، زيت الزيتون، السلطة المعروفة محليا بـ»الغياتية»، (نسبة إلى منطقة غياتة التابعة للإقليم)، خليط من الفلفل الأخضر شديد المرارة وطماطم تشوى على مجمر من الفحم الخشبي ناره دافئة، يؤكل بخبز «المطلوع»، فهي أطباق لا تكاد تخلو منها مائدة الإفطار بتازة. ويفطر معظم سكان تازة على التمر والحليب، و»لقلي» و»الحريرة التازية»، إلا أن بعض العائلات تعوض الحريرة بـ»البيصارة»، وهو خليط من الفول الممزوج بزيت الزيتون البلدي الحر و»الكامون»، أكلة لها نكهة خاصة ، تتفنن المرأة التازية في تحضيرها وإتقانها.ولإغناء طابق إفطارها، تقوم المرأة والأسرة التازية بتزيين أطباق مائدة إفطارها بنوع من الخبز «المطلوع» أو ما يسمى في مناطق أخرى بـ»البطبوط» وإلى جانبه تضع العسل الحر المستخلص من أعشاب أزير، والزعتر، والرطم، والشيح، و»بوشنيخة» التي تزخر بها غابات وحقول الإقليم.عبد السلام بلعرج (تازة)

“لقلي” و”البيصارة” يؤثثان مائدة الإفطار بتازة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السحور ليس ضروريا

شباط : لن يرهبنا "الخوانجية"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات